في ثالث مشاركة له بعد دورتي سنغافورة عام 2010 ونانجينغ ( الصين ) عام 2014، يخوض المغرب منافسات النسخة الثالثة للألعاب الأولمبية للشباب، التي ستقام بالعاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس من 6 أكتوبر الحالي إلى 18 منه، بوفد قوامه 14 رياضيا و6 رياضيات في 8 اختصاصات. وسيتبارى الشبان المغاربة في دورة بوينس أيرس، التي اختار لها المنظمون شعار" عش المستقبل " ، في رياضات ألعاب القوى ( 5) والملاكمة ( 4) والكراطي ( 3) والتايكواندو ( 2) والجيدو (2) والسباحة (2) والألواح الشراعية (1) والمصارعة (1) ، إلى جانب ما يزيد عن 3900 رياضي يمثلون 205 بلدا. ولاشك أن تأهل 20 رياضيا في 8 أنواع رياضية للألعاب الأولمبية للشباب يعد مؤشرا يدل على مدى تطور الرياضة المغربية بما يضمن تمثيل المملكة بأبهى صورة خلال الأولمبياد الشبابي الصيفي بالأرجنتين . وقبل البحث عن النتيجة سيكون هؤلاء الرياضيون الشباب سفراء للقيم الأولمبية مثل الاحترام والصداقة والتميز والتآخي والتآزر في عاصمة الأرجنتين التي تسعى جاهدة، من خلال تنظيم أولمبياد الشباب، إلى إرساء قاعدة تنطلق منها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2032. وبعد تحقيق التأهل أعدت المديرية التقنية باللجنة الوطنية الأولمبية المغربية برامج تحضيرية لهؤلاء الشباب بتنسيق مع الجامعات الثمانية التي يمثلونها، ومنهم من قام بمعسكرات إعدادية بالخارج، كلاعبتي التايكوندو صفية صالح ( وزن أقل من 55 كلغ) و فاطمة الزهراء أبو فارس ( وزن +63 كلغ) اللتين استفادتا من معسكر تدريبي لمدة ثلاثة أسابيع بأحد أرقى مراكز التدريب في فرنسا، وذلك بغية تكوين أبطال الغد تكوينا علميا سليما. وحدها ألعاب القوى، قاطرة الرياضة الوطنية في كبريات التظاهرات الدولية، منحت المغرب ميداليتين برونزيتين في دورتي سنغافورة 2010 ونانجينغ 2014 على التوالي بواسطة هشام السغيني في 3000م وهشام شملال في 2000 م موانع ، علما بأن عبد الهادي لعبالي حرم من ميدالية فضية في سباق 1000م في النسخة الأولى بسبب خروجه عن الممر ودفعه لأحد المتسابقين. وكما في الدورتين السالفتين يراهن المسؤولون باللجنة الوطنية الأولمبية كثيرا على ألعاب القوى في أولمبياد الشباب من خلال عدائين تأهلوا عن طريق الألعاب الإفريقية للشباب التي أقيمت في يوليوز الماضي بالجزائر وخاصة عبد الرزاق مزدهر الحائز على ذهبية سباق 110 أمتار حواجز و محمد أبو طاهيري ( فضية في سباق 800 م) . لكن هذه المرة لن يكون الرهان على أم الألعاب وحدها بل أن الآمال المغربية في الصعود لمنصة التتويج معقودة أيضا على طاقات شابة واعدة لبذل قصارى الجهد من أجل تقديم مردود مشرف، لاسيما في الكراطي من خلال ياسين السكوري ( وزن أقل من 68 كلغ) وأسامة الدرعي ( وزن أقل من 61 كلغ) ونبيل الشعيبي ( وزن فوق 68 كلغ) ولاعبتي التايكواندو صفية وفاطمة الزهراء وأبطال إفريقيا في الملاكمة عبد الصمد عباز ( وزن أقل من 56 كلغ) وهند مستقيم ( وزن أقل من57 كلغ.) و محمد بولعوجة ( وزن أقل من 64 كلغ) وياسين الورز ( وزن أقل من 69 كلغ ). قبل ثمانية أعوام، دعا البطل العالمي والأولمبي، هشام الكروج، من سنغافورة حيث كان ضمن مندوبي اللجنة الأولمبية الدولية، إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بالفئات الصغرى وإعداد أبطال الغد بطرق علمية حتى يكون الحضور المغربي وازنا في الاستحقاقات الدولية وعلى رأسها الألعاب الأولمبية، معتبرا وقتها أن المشاركة المغربية كانت "متواضعة " خاصة من حيث الحجم ،ذلك أن المغرب كان ممثلا بثمانية رياضيين في ثلاثة اختصاصات ليرتفع العدد في الدورة الثانية بنانجينغ إلى 15 رياضيا و ستة اختصاصات. أكيد أنه لا يمكن للرياضة الوطنية أن تتطور وتثبت ذاتها على الصعيدين القاري والدولي بدون تكوين على المستوى القاعدي داخل الأندية والعصب والجامعات وتستثمر في العنصر البشري وإعداد أبطال الغد بالشكل المطلوب لأن إحراز ميدالية أولمبية يحتاج إلى سنوات من التحضير الجيد والمشاركة في العديد من التظاهرات من أجل الوصول إلى مستوى العالمية. رهان المشاركة في دورة بوينس أيرس لن يكون مغربيا صرفا بل سيكون أيضا رهانا إفريقيا على اعتبار أن إفريقيا،وعلى الأرجح السنغال، ستستضيف الدورة الرابعة للألعاب الأولمبية للشباب عام 2022 ، وبالتالي يتعين على البلدان الإفريقية أن تظهر بوجه مشرف في أولمبياد الشباب بالأرجنتين. فإفريقيا، كما قال طوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، " تزخر بالعديد من الأبطال الأولمبيين ، هي قارة الشباب، لذلك نرى أنه حان الوقت لكي تنظم الألعاب الأولمبية ".