لم يكن الفوز الأخير الذي حققه الدفاع الحسني الجديدي على الزعيم العسكري بالرباط في مؤجل الدورة الأولى من البطولة الوطنية الاحترافية اتصالات المغرب أمرا عاديا، لاسيما وأن فارس دكالة خاض المواجهة بتشكيلة《مبلقنة》غابت عنها ستة عناصر تعتبر من الركائز الأساسية للفريق ، الحسناوي،المكري الوردي،بكاري، مسوفا، والنيجيري أوبوطو، لكن الأجمل في هاته المباراة هو أن ورقة التحكيم ضمت بين ثناياها ستة لاعبين كلهم منتوج دكالي خالص، فإلى جانب المحارب المهدي قرناص الذي حافظ على رسميته منذ عودته إلى فريقه الأم في الصيف الماضي، تواجد في دكة البدلاء أيضا خمسة عناصر من أبناء الفريق، من أصل سبعة، وهم: أيوب بنشاوي، آدم لشهب، مصطفى الشيشان، شعيب المفتول وحمزة هنوري، هذا الأخير الذي منح الدفاع أول فوز في بطولة هذا الموسم أمام الجيش الملكي، وهو بالمناسبة الشهد الثاني ل"روبيش" مع فريقه، بعدما سبق له أن وقع أيضا في مرمى الرشاد البرنوصي في منافسات كأس العرش. صحيح، أن كثرة الغيابات هي التي أملت على المدرب عبد الرحيم طاليب الاستنجاد بالمنتوج المحلي في مباراة العساكر، لكن تحسب هذه الخطوة الجريئة لمروض الفرسان الذي التقط الإشارة من الجماهير الرياضية الدكالية، واكتفى في الميركاطو الصيفي بانتدابات محدودة ومقننة، لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، مع فسح المجال بالمقابل للاعبين الشبان والموهوبين القادمين من فئة الأمل الذين ألحقهم بالكبار لإثبات ذواتهم، وهي العملية التي شملت عشرة لاعبين اثنين منهما من مواليد 2000 وهما الواعدين عثمان باشكو ومحمد اسكندر. والأكيد، أن هاته المبادرة الطيبة التي صفق لها الجميع بحرارة، ستعود بالنفع العميم على الدفاع الجديدي الذي بدأ يجني تدريجيا ثمار عمله القاعدي، لأنها أولا مكنت إدارة النادي من توفير مبالغ مالية كبيرة كانت ستنفق في التعاقدات الصيفية والشتوية التي أنهكت في المواسم الأخيرة ميزانية فارس دكالة، وثانيا، وهذا هو الأهم، تمثل خطوة هامة نحو إعادة بناء هوية الفريق الدكالي الذي شكل إلى عهد قريب ينبوعا متفجرا بالنجوم والنيازك التي تؤثث البعض منها عددا من الأندية الوطنية، أمثال: حذراف، بوفتيني، القديوي، النهيري، مزكوري، الباهي، الهيلالي، لعيوض...، لكن شريطة أن يستمر العمل على مستوى الفئات القاعدية، وتمنح لهؤلاء المواهب الكروية الصاعدة نفس الفرص التي يستفيد منها المنتدبون داخل الفريق الأول.