حوار الأقدام بين بروسيا وبايرن لتحديد بطل أوروبا الجديد كلوب يعتبر المهمة صعبة وهاينكس واثق من قدراته تتجه الأنظار يوم السبت المقبل لملعب ويمبلي، حيث يحضر سحر المستديرة، وتتحاور أقدام لاعبين ألمان بغية الصعود لمنصة التتويج في نهائي أوروبي مثير يجمع بين بروسيا دورتموند ونظيره بايرن ميونيخ، لتحديد بطل «التشامبيونسليغ» الجديد. حركة المرور ستتوقف في دورتموند وميونيخ، وكافة ألمانيا، وعقارب الساعة ستتواصل إلا بعد نهاية مباراة ستشد أنظار العديد من المتتبعين، وبخاصة عشاق الواقعية الألمانية الذين ينتظرون فاصلا سيكون معجونا بالفرجة لا محالة، في ملعب يعد واحدا من أجمل المسارح الأوروبية والذي سيزين بالأصفر والأحمر لإستقبال أبطال ألمانيا الباحثين عن المجد الأوروبي. الطريق إلى نهائي الأحلام بعدما أطاح بايرن ميونيخ بفريق أرسنال الإنجليزي في دور الثمن، عاد وأكد تفوقه في الربع وأزاح بطل إيطاليا من الربع، ليعبد طريقه نحو نهائي ويمبلي بعد سحقه لبرشلونة الإسباني، بالمقابل وبعد تأكيد بروسيا دورتموند للذات في دور المجموعتين، تلاعب الفريق بشاختار دونيتسك الأوكراني، وضم مالقا لقائمة ضحاياه، وخلق المفاجأة بإقصائه لريال مدريد، لتضمن الماكينات الصفراء، بطاقة المرور للأراضي الإنجليزية، ورحلة سفر لعاصمة الضباب. بايرن ميونيخ وكذا بروسيا دورتموند اللذين خطفا هذا الموسم كل الأضواء سواء، في البوندسليغا أو الكأس وفي عصبة الأبطال الأوروبية، قدما عروضا مقنعة في معظم المباريات، وإستحقوا لعب نهائي الكأس ذات الأذنين الطويلتين، التي يطمحان للفوز بها، فالبافاريون يأملون في الصعود لمنصة التتويج، بعدما سبق لهم تحقيق اللقب في أربع مناسبات، وبروسيا دورتموند يسعى لاعبوه لترصيع صدورهم بالنجمة الثانية، في الوقت الذي توجوا بلقبهم الأول في عصبة الأبطال قبل 16 عاما بالضبط. ويمبلي بالأصفر والأحمر يتزين يوم السبت المقبل ملعب ويمبلي، ليحتضن مباراة الأحلام، وسيلبس أيقونة ملاعب إنجلترا اللونين الأصفر حيث سيغزو جمهور دورتموند المدرجات، والأحمر حيث سيحضر عشاق البافاري لمتابعة واحدة من أبرز المباريات إثارة في أوروبا هذا الموسم، والتي ستدور أمام أنظار المستشارة الألمانية ميركل التي قالت أنها ستحضر لتشجع ألمانيا، في إشارة إلا أنها لا تدعم لا بايرن ممثل منطقة بافاريا، أو دورتموند القطب الإقتصادي الرائد في ألمانياالغربية. المباراة بين القطبين الألمانيين سيحضرها لاعبون يعرفون بعضهم البعض كثيرا، بحكم تمثيلهم «للناسيونال مانشافت»، فمن جانب بروسيا يحضر غوتزي، هوملز، وكذا رويس، وفي الضفة الأخرى هناك الحارس العملاق نوير، بالإضافة إلى ألابا، شفانشتايغر، مولر، وهؤلاء اللاعبين خاضوا فيما بينهم العديد من المباريات الدولية، ويعرفون بعضهم البعض جيدا، ما يعني أن الإصطدام الألماني الخالص سيشهد ندية كبيرة، بإعتراف وسائل إعلام ألمانيا التي قامت هذا الموسم بتغطية حصرية للحدث الأوروبي، من خلال الحديث عن المباراة منذ عبور ممثلي «البوندسليغا»، لدور نصف النهاية. كلوب يعتبر المهمة صعبة أكد يورغن كلوب مدرب بروسيا دورتموند بأنه ورغم قدرة بايرن ميونيخ على الإطاحة بفرق من عملاقة من حجم برشلونة وجوفنتوس في طريقه إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، إلا إن عليه ألا يتوقع حدوث الأمر ذاته أمام دورتموند، لأن الفريق الأصفر طموحه لا يتخيل أشد المتشائمين من جمهور الفريق البافاري، مشرا أنه الجيل الحالي يطمح للصعود لمنصة التتويج، مضيفا أيضا بأن اللاعبين الذين يشكلون حاليا العود الفقري لدورتموند، لعبوا فيما بينهم كثيرا، وصعدوا للفريق الأول في سن 18 عاما، وبعدما أخفقوا في عدة مناسبات بات هدفهم هذا الموسم هو الصعود ل «البوديوم»، لمعانقة أعتد لقب في القرة العجوز. وتابع كلوب حديثه قائلا: «بايرن ميونيخ واثق تماما ولدى لاعبيه شعور بالأمان في أنهم سيفوزون علينا وينالوا الكأس لأنهم حاولوا وفشلوا سابقا وهو ما زاد لديهم الرغبة لتحقيق النجاح، لكننا مؤمنون بحظوظنا وسنلعب من أجل تاريخنا وجمهورنا الذين من حقه أن يغضب إن تركنا بايرن يتفوق علينا في مباراة النهائي بعدما سخرنا كل مجهوداتنا للظهور بصورة إيجابية في مباريات العصبة هذا الموسم، فمن غير المعقول السقوط في آخر لحظة». ثقة هاينكس والثالثة ثابتة بعدما ضيع بايرن ميونيخ لقب 2010 لصالح إنتر ميلان، وفرط فيه العام الماضي لصالح تشيلسي في الضربات الترجيحية، يطمح ممثل منطقة بافاريا هذا الموسم لتحقيق الأهم من خلال ضرورة الفوز على بروسيا دورتموند، لتكون الثالثة ثابثة. وقال هاينكس: «أن نقف مرة أخرى ونقدم مثل هذا الموسم، هذا هو معدن لاعبي فريقي، في تحد للتكهنات المثارة حول إمكانية أن يكون فريقه مطاردا من أشباح الماضي. وأضاف «نحن مستقرون تماما من الناحية الذهنية، لن يوقفنا شئ.. لدينا هدف واضح هو الفوز بالكأس.. الفريق في قمة التركيز من أجل تحقيق النجاح.. لم يسبق لي خلال مسيرتي أن مررت بهذا». من جانبه، أوضح لام: «إنه هدف كبير أن نفوز بلقب دولي افتقدناه.. نريده بقوة.. ليست هناك ضمانات ولكني واثق في قدرتنا على أن ننال الكأس». وإجتمع المدرب هاينكس بلاعبيه الأربعاء الماضي على إنفراد، وطالبهم بإهدائه لقب «التشامبيونسليغ» كعربون محبة ووفاء، مع تأكد رحيله من صفوف النادي البافاري الذي قاده هذا الموسم ليصبح أفضل نادي أوروبي سواء من حيث النتائج التي حققها أو الفرجة التي قدمها في مختلف المنافسات التي شارك فيها. نزال لتسويق البوندسليغا النهائي الألماني الخالص بين بروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ، وبالرغم أنه سيفيد الفريقين معا، واللذين حققا مفاجأة بالإلتقاء لأول مرة في تاريخ في النهائي، بالنسبة لناديين يمثلان البوندسليغا التي تم تسويقها على أكمل وجه، وستستفيد من مداخيل مهمة حسب ما أكده المحللون الإقتصاديون التابعون للإتحاد الأوروبي لكرة القدم الذين إعتبروا بأن حجم مداخيل البطولة الألمانية سيرتفع إبتداءا من الموسم المقبل، وعائدات الإستشهار ستكثر بالنظر للعروض المميزة التي قدمها الناديين الألمانيين بروسيا وبايرن في عصبة الأبطال هذا الموسم. ومن المنتظر أن يتابع مباراة النهائي ما يزيد عن 200 مليون مشجع، عبر شاشات التلفزيون، حيث ستبث المباراة في 209 دولة عبر العالم، وتحدث فيلب كويفر الخبير في مجال التسويق لوسائل إعلام ألمانية قائلا: «يجب أن يتعامل الفريقان مع المباراة النهائية ويستخدمانها كدعاية وإعلان.. البوندسليغا أصبحت منتوجا إقتصادي كبير». ورغم هذا، شكلت العائدات التجارية نسبة ضئيلة من هذه العائدات حيث بلغت 5 بالمائة فقط منها. ولكن هذا المعطى أصبح قابلا للتغيير من خلال المباراة النهائية لعصبة الأبطال السبت المقبل خاصة فيما يتعلق بمبيعات الشعارات التي تحمل إسم بايرن و«لوغو» الفريق البافاري، بالإضافة إلى القبعات التي تحمل إسم بروسيا دورتموند.