الفاتحة لكوكو والخاتمة لبلطام في مباراة مجنونة شهدت حضورا جماهيريا كبيرا فاق 20000 متفرج بالملعب الشرفي بوجدة، إستقبل نهضة بركان نظيره الرجاء البيضاوي وإنتهت المباراة متعادلة بهدف لمثله، وفي الوقت الذي كان فيه النسور سباقين للتسجيل عن طريق الإيفواري هيلاري كوكو منذ الدقيقة 2، الذي إستفاد من زاوية محكمة نفذها الشطيبي لم يقو على صدها الحارس مهمدينا الذي أنقذ مرماه في أكثر من مناسبة بغض النظر عن شهد الرجاء والذي جاء نتيجة عدم الرقابة على سقاء الفريق الزائر. تواصلت المباراة تحت ضغط رهيب وظهرت رغبة الرجاء في تسجيل هدف ثان، لكن سقط لاعبوه في فخ الأخطاء والتمريرات الناقصة.. بالمقابل خرج البركانيون من خط الدفاع وعملوا على بناء عمليات من الخلف، وهو ما جعل الحارس ياسين الحظ يتحمل ضغط المباراة في أكثر من مناسبة. فاخر ربان النسور أمر لاعبيه بإستغلال الأطراف، وكانت لتحركات متولي وكوشام دور كبير في الوصول إلى الدفاع البركاني الذي كان مراقبا بشكل كبير من قبل كوناطي، إستأنفت المباراة في ظل عزلة كبيرة عاش على إيقاعها المهاجم ياجور الذي لم يقو على إرباك دفاع النهضة البركانية التي ظهر لاعبوها بصورة مميزة وبخاصة اللاعب عبد المولى برابح الذي أرغم الظهير الأيمن رشيد السليماني على إرتكاب العديد من الأخطاء، وسقط في فخ النرفزة وظل يحتج على الحكم لحلو الذي تغاضى عن إنذاره في أكثر من مناسبة. وظل الصراع على أشده مع إقتراب نهاية الشوط الأول بين لاعبي الطرفين في خط الوسط، مع إمتياز لنهضة بركان الذي حاول لاعبوه الرد لتعديل الكفة مقابل تراجع كلي للنسور الذين إعتمدوا على المرتدات لخلق الفارق، وليظل التعادل هو سيد الموقف. وفي مطلع الجولة الثانية إنتفض نهضة بركان وآمن لاعبو ممثل الشرق أكثر بإمكانياتهم، وزاد حدة الغضب في المركب الشرفي حين تغاضى الحكم لحلو عن ضربة جزاء واضحة بعد إسقاط اللاعب برابح من قبل الحارس الحظ،الذي تلقى إنذارا من الحكم بداعي التحايل. ولم ينزل لاعبو النهضة أيديهم وظلوا مؤمنين بإمكانياتهم، وعكس ما يشتهيه لاعبو الخضراء وجمهورها، كاد برابح أن يعدل الكفة بعد ضربة مقص رائعة تصدى لها الحارس الرجاوي بإقتدار كبير في الدقيقة 57، لكنه أصيب بعدها وتم نقله عبر سيارة إسعاف للوقوف على مدى درجة خطورة الإصابة التي تعرض لها على مستوى ذراعه الأيمن، وترك مكانه لزميله خالد العسكري. وظل نهضة بركان يحاول بشتى الطرق الرد على الرجاء، وإستمر لاعبوه في الضغط على الدفاع الرجاوي دون جدوى، في الوقت الذي قطع فيه أولحاج العديد من الكرات، بالرغم من أنه يتحمل مسؤولية الخطأ الذي وقع فيه زميله الحارس الحظ حين أسقط برابح، وظل الصراع مشتدا بين الفريقين في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، وغاب التركيز عن الفريق البيضاوي الذي إستمر في تقدمه ونسي تحصين دفاعه. وفي مفاجأة غير سارة للنسور، وفي الوقت بدل الضائع وقع بلطام هدف التعادل للفريق البركاني من ضربة مقص بعدما تابع كرة لمسها احد مهاجمي النهضة، ليسكنها في شباك الحارس العسكري، الذي فشل في إبعاد الخطر عن مرماه، وليبدد بعدها حلم الرجاء في تعزيز صدارته في ترتيب البطولة الوطنية، دون إستفادته من تعادل الجيش أمام أولمبيك خريبكة بهدف لمثله بملعب الفوسفاط. يذكر أن الرجاء يتوفر بعد الجولة 28 على 60 نقطة بفارق نقطتين عن الفريق العسكري، وأكيد أن الدورتين المقبلتين ستشهدان العديد من المفاجآت، ما يضفي على بطولة هذا الموسم ندية وتشويق كبيريين.