أحمد القنطاري هو الأكثر سوء للحظ، ليس لأنه لم يلعب مع منتخب المغرب إلا في شبانه، وبعض من لقاءات ودية مع الفريق الأول، ولكنه لأنه أصيب في حلقة البداية مع ستراسبورغ قادما إليه من باري سان جيرمان.. وربما يكون اليوم الأكثر حظا لأنه اعتبر هذا العام أفضل مدافع لنادي بريست وأفضل وجوهه القادمة إلى الأضواء.. القنطاري الذي يعيش اليوم أفضل أيامه مع ناديه بريست في حلقة تحضير الصعود على بعد ثماني جولات من نهاية دوري الدرجة الثانية، هو من القطع المهمة في خط الدفاع في كل المواقع وبخاصة في جهتها اليسرى، ويمكن أن يكون ظهيرا أيسرا برغم أنه مدافع أوسط من طراز عال.. لا نطيل عليكم إقرأوا تفاصيل رحلته المثيرة مع بريست. «هو مثل الماء الذي يجف تحت القناطر، وهي ضريبة كل لاعبي كرة القدم، إذ بعد انتقالي من باري سان جيرمان إلى ستراسبورغ عام 2006 في وقت لعبت فقط ثماني مباريات، كنت قد أصبت مع انطلاق الموسم ولم تتأت لي المشاركة مع الفريق لذات الحادث الذي غيبني لمدة شبه طويلة، ومع ذلك عدت للتداريب والتباري بثقة كبيرة برغم أن مسؤولي النادي في تلك الفترة لم يرغبوا في الإحتفاظ بي حتى بعد تحقيق الصعود إلى الدرجة الأولى.. وفي عام 2008 انفتحت الأبواب أمامي وأتاني نادي بريست بالدرجة الثانية بعرض قبلته على الفور وبثقة منحني إياها المدرب باسكال جانين، وهذا هو مخاض الغموض الذي عشته إبان تلك الفترة». «هي باختصار مسيرة موفقة إلى حد ما، إذ تكونت بمركز نادي باري سان جيرمان زهاء ست سنوات، مع امتياز كبير حصلت عليه بعد إمضاء أول عقد احترافي مع باري سان جيرمان ألا وهو نيل كأس فرنسا عام 2006 ضد أولمبيك مارسيليا، وبعدها انضممت لنادي ستراسبوغ ونلت معه في أول موسم لي على لقب الصعود إلى الدرجة الأولى.. وبعد مسيرة شبه موفقة مع ستراسبورغ، تحولت لنادي بريست قبل عامين تقريبا ومعه نسير الآن بخطى ثابتة نحو الصعود». «هو أملي بالفعل لأنني ساهمت في تحقيقه لنتائج جيدة طيلة موسم تنافسي أعترف أنه الأروع في نظري، وليس أمامنا سوى جولات قصيرة للوصول إلى خط الدرجة الأولى». «بالفعل ليس في ذلك أدنى شك، ولكن بالرغم من ذلك فأنا ألعب تحت ضغط ما يسمى بالصعود حاليا، وهو هدف يؤرقنا جميعا، كما ليس لنا الحق في الهزيمة في مثل هذه الظروف العصيبة قبل نهاية الموسم بجولات قليلة، حيث نعتبرها أقوى لحظات الموسم، ويتوجب علينا البقاء ضمن ثلاثي الصعود.. وأعتقد أن الضغط يعلو جولة بعد أخرى مقابل تحقيق هذا الحلم الغالي». «أي لاعب محترف لا يخضع فقط من أجل التنافسية، بل لتكريس أهداف واضحة في عملية البحث عن الهوية وأفضل الأندية، وأكثرها الحلم بالألقاب، وآمل أن يتأكد هذا المطمح مع بريست مثلما حققته سابقا مع ستراسبورغ». «لا أنكر أنني كنت دائما أثق في نفسي وكفاءتي، ولم يزعجني ما عشته من لحظات عصيبة جراء غيابي بداعي الإصابة لأنها حكم مقدر، لكن ما يفقد الصبر هو أنك لا تلعب وأنت في قمة لياقتك وجاهزيتك، ولا يعني أيضا أنه بحكم حضوري وتنافسيتي الدائمة مع بريست سأتغير، بالعكس من ذلك، أنا جاهز من أجل أن ألعب، وأعتقد أنني وجدت نفسي مع بريست». «صحيح أن البنيات التحتية للنادي لا ترقى إلى المستوى العالي، لكن بالمقابل أن الناس هنا يتمتعون بحفاوة بالغة، وحماس الجماهير يشعرني بأنني واحد من أهل الدار». «قبل هذا الإختيار، كنت قد مررت بمرحلة فراغ نتيجة صدمة الإصابة مع ستراسبورغ، وهي لحظة أبعدتني كثيرا عن الملاعب والتنافسية، وجاء اختياري لنادي بريست لرغبة واحدة وهي العودة إلى الملاعب والثقة من أجل اللعب، وبريست أهداني هذه الروح التي قدمت خلالها أكثر من اعتراف بالنتيجة والحضور وحب القميص، وأعتقد أنني وصلت إلى مبتغاي الكبير بعودتي إلى الملاعب كلاعب أساسي ملاءمة مع تحقيق أفضل النتائج». «ما قدمت إليه مع بريست هو استعادة متعة اللعب، وأنا وجدت ضالتي كلاعب يدخل في منظومة واختيارات المدرب أولا بالثقة التي مدني بها، وثانيا من أجل ترسيخ مبدأ الهوية داخل الرقعة». «إطلاقا لا، ولست لاعبا مزاجيا أو متعصبا، بل لاعبا يؤمن بأن العمل يقدم كثيرا من الضمانات ويمنح لك ثمنا كبيرا في القدرة على اللعب وحافز اللعب ونتيجة اللعب، وبالأخص أنا مؤمن بالله، وقدري مرسوم في الإتجاه الذي أنا فيه الآن، ولا أعتقد أن مؤهلاتي لم تكن في المستوى اللائق مع ستراسبورغ، ولكن قدر الإصابة هو الذي أبعدني عن الميادين، وأحمد الله أنني أجني ثمار عملي وما قدمته لبريست حتى اليوم». «مدرب كبير يمنحني إمكانية الإنطلاق، وفرصة إثبات المكانة التي يراها ملائمة لمؤهلاتي البدنية والمهارية في خط الدفاع، وأعتقد أن المدرب الحالي لبريست ماتياس أوتريت منحني هذه الصفة والقناعة طيلة موسم أعتبره إيجابيا ومؤشرا لأن يكون رافعة متقدمة خلال مرحلة الصعود، ولربما كان ذلك مناسبة للعودة إلى الأضواء من أجل أن أكون أقوى مما عليه الآن» - «حقا لدينا فارق تسع نقط عن المطارد الرابع، أي بقوة مربوحة لثلاث مباريات مضمونة، لكن علينا أن نتدبر الخمس مباريات من أصل الثمانية المتبقية باجتهاد فعلي لكون المطاردة ما زالت منيعة ومترقبة لنزوة أي طرف، طبعا نادي كاين يعتبر صاعدا من الآن كأول فريق وضع رجله بالدرجة الأولى، ونحن نليه في الوضع الثاني وميتز ثالثا، إذ علينا أن نراقب بإمعان ماذا سيفعله المطاردون في المركزين الرابع والخامس، وبخاصة فريق أرليس أفينيون الذي يحتل المركز الرابع برصيد 49 نقطة أي بفارق تسع نقط عن مركزنا.. وكما قلت علينا أن لا نخسر إطلاقا ونربح المزيد من النقط التي تؤمن وضعنا العام في الصعود». «كان ذلك قرابة ثلاث سنوات، وأرى أني أقترب من العودة بحكم حضوري الكبير بنادي بريست كلاعب أساسي في خط الدفاع». «بالفعل.. فأنا مغربي، وسأظل مناصرا لمنتخب بلدي، ويسعدني أن أفتخر بالمغرب». «كجميع الناس، أنا جد محبط بفشل المنتخب للوصول إلى كأسي العالم وإفريقيا، ولكن ليست لدي أحكام حول ما جرى بالضبط، لأني أعرف حثما أن النتائج عادة ما تكون صعبة والحصول عليها في مجال الكرة ليس بالسهولة البالغة، ربما كان الحظ سيئا، وربما كانت القناعات الإختيارية لدى المدربين غير مضبوطة حتى في طريقة التعامل مع طقوس المباريات الخارجية، لكن يظهر في تغيير المدربين سلبيات في النتائج والأهداف». «الأمر كان موكولا للمدربين الذين أشرفوا على المنتخب، والناخب هو من يطرح الإختيارات التي تظهر أمامه الأفضل بالقناعة والذات والحرفية، ولكني ما زلت أنتظر دوري لأنه بإمكاني أن أفيد المنتخب المغربي». «الإحتراف يولد في مراكز التكوين، وتتواصل معه تدريجيا مع طرق العمل الدائمة باحترام سلوكيات اللعبة، والميدان والزمن وكل الظواهر الصحية التي تتلاءم مع طريق النجاح.. ولو لم أصب مع ستراسبورغ، لكان هناك كلام آخر، لكن مع عودتي الجيدة وحضوري الدائم مع بريست تأكدت من أني ربحت مسارا جيدا آمله أن يكون أفضل مما عليه الآن من دون مقارنات بين الدرجة الأولى والثانية، لأن أغلب المحترفين بالدرجة الثانية هم لاعبون دوليون لمنتخبات بلدانهم». «بالعكس، هناك مدربون يبحثون عن القطع المهمة في التشكيل الناقص من حراس ومدافعين ووسط وهجوم، والمنتخب الغابوني أصلا له لاعبين بالدرجة الثانية والأولى كسائر المنتخبات الإفريقية، ولا أرى مانعا في ذلك إذا كانت هناك وجوه لامعة بالدرجة الثانية قادرة على أن تقدم الإضافة لاختيار أي مدرب». «هي مباريات الكرة بالقاعة مع أصدقاء الطفولة.. كانت فعلا لحظات لا تنسى». «هي الإصابة البليغة التي تلقيتها في كاحل القدم مع نادي ستراسبورغ، وكدت على إثرها أن أبتعد عن الميادين لمدة أطول، لكني اليوم أجدني قد استرجعت زمني الضائع مع بريست». «كان هو البرتغالي باوليتا عندما كان يلعب بنادي باري سان جيرمان، حيث في التداريب لم يكن لاعبا عاديا، بل نفاثة يصعب القبض عليه، إذ رغم أنني كنت أجيد الرقابة عليه، كان هو يبحث عن المخرج السهل ليجد نفسه وحيدا ويسجل..». «هو البرازيلي رونالدينهو». «هو لوران فورنيني كأجود مدرب وثق في كفاءتي وساهم في أول تعاقد احترافي لي مع باري سان جيرمان». «سامي بشير.. هو أخ وصديق لي منذ أن لعبت معه بستراسبوغ». «هو لقاء (تور بريست) عن الدرجة الثانية.. شعرت فيه أنني مولود جديد لقمة الأداء والعطاء والجاهزية المطلقة». «هو لقاء (شاتورو بريست) للعام الماضي، ولا أريد أن أتذكر ذلك لأنه كان لقاء سيئا». «هي كرة المضرب».