لم يمنح هدف اللاعب الفرنسي عثمان ديمبلي، في مرمى إشبيلية الإسباني، مساء أمس الأحد، ناديه برشلونة لقب بطولة كأس السوبر الإسباني وحسب، ولكنه جاء ليزيل الكثير من الشكوك ويثبت أهمية هذا النجم الصاعد داخل الفريق الكتالوني. ويبدو أن المهاجم الفرنسي قرر البقاء مع برشلونة هذا الموسم للبحث عن فرصة جديدة للتألق. وبعد التألق الكبير لديمبلي في مباراة أمس، التي أقيمت بمدينة طنجة المغربية وانتهت بفوز برشلونة 2 1 ومن ثم تتويجه بلقب كأس السوبر الإسباني، أكد المسؤولون في برشلونة أن النجم الفرنسي، ليس معروضا للبيع. وقالت صحيفة "سبورت" الإسبانية: "يمكنه أن يشعر بالهدوء حيال مستقبله، هكذا أخبر النادي اللاعب، سيستعين بخدماته في الموسم المقبل ويمكن اعتباره أحد عناصر فريق فالفيردي (مدرب برشلونة)". ومن جانبها قالت صحيفة "ماركا": "لا يرغبون في إدارة برشلونة أن يسمعوا أي شيء عن احتمالية رحيل الفرنسي في سوق الانتقالات الصيفي، ديمبلي هو صفقة هذا العام". وبعد انتهاء فترة الاستعداد للموسم الجديد، التي امتلأت بالشائعات حول رحيله، وتحديدا إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، بدد ديمبلي الفائز بلقب كأس العالم مؤخرا مع فرنسا كل الشكوك حوله بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء قبل 12 دقيقة على نهاية اللقاء ليقود برشلونة إلى التتويج بلقب كاس السوبر المحلي. وكان اللاعب الفرنسي في الموسم الماضي الصفقة الأغلى في تاريخ برشلونة، مقابل (122 مليون دولار) بالإضافة إلى 40 مليون يورو أخرى في صورة حوافز يحصل عليها بوروسيا دورتموند الألماني. وتعاقدت إدارة برشلونة مع ديمبلي ردا على انتقال البرازيلي نيمار دا سيلفا، من صفوفه إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. بيد أن ديمبلي في الموسم الماضي كان بعيدا عن جميع التوقعات التي تنبأت له بمستقبل كبير مع برشلونة، وذلك بسبب تعرضه لإصابة كبيرة، بالإضافة إلى التعقيدات التي واجهته فيما يتعلق بالتأقلم على الأجواء داخل ناديه الجديد. وسجل اللاعب الفرنسي الشاب أربعة أهداف فقط في 23 مباراة. وبدا في مستهل الموسم الجاري أن الأمور لن تتغير كثيرا بالنسبة لديمبلي، فمع مجيء البرازيلي مالكوم الذي يلعب في نفس المراكز التي يمكن أن يشغلها اللاعب الفرنسي تزايدت التكهنات بشأن رحيل الأخير هذا الصيف. ولم يفلح حتى لقب المونديال في تبديد جميع الشكوك حول ديمبلي، حيث كان اللاعب عنصرا ثانويا في تشكيلة مدرب فرنسا، ديدييه ديشان. ولكن عندما حانت لحظة عودته لإسبانيا قرر ديمبلي تغيير مصيره مع النادي الكتالوني، فقد قام بإنهاء عطلته مبكرا وأثبت أمام إشبيلية أنه استحق الأموال التي دفعها برشلونة لضمه. وبدأ ديمبلي مباراة الأمس في الجانب الهجومي الأيسر، ولكن فالفيردي وضعه بعد ذلك في الجانب الأيمن الذي يبدو أنه يشعر فيه براحة أكبر. ومن هذا الجانب تحديدا أطلق ديمبلي تسديدته الصاروخية التي منحت برشلونة الفوز واللقب، بجانب تصدي الحارس الألماني مارك أندريه تيرشتيجن لركلة جزاء نفذها الفرنسي وسام بن يدر، لاعب إشبيلية، في الدقيقة الأخيرة. وأشاد فالفيردي بديمبلي بعد اللقاء قائلا: "كان بحالة جيدة للغاية، وتحسن بشكل أكبر مع مرور دقائق المباراة". وأضاف: "لقد شارك في اللعب وسجل هدفا رائعا، أعتقد أن له الحق في أن يشعر بالسعادة، أعرف أن هناك الكثير من الأقاويل، ولكنه يمتلك مميزات كبيرة وهو موجود هنا معنا، نأمل فيه كثيرا". ومن جانبه أعرب جوسيب ماريا بارتوميو، رئيس برشلونة، عن شعوره بالرضا عن أداء ديمبلي في مباراة الأمس، حيث قال: "أنا سعيد للغاية من أجله، لقد فاز لتوه بكأس العالم مع فرنسا وهذا المساء سجل هدفا رائعا جاء باللقب لبرشلونة". ولم يكن فالفيردي وبارتوميو وحدهما اللذين أبديا إعجابهما بما قدمه ديمبلي أمس، ولكن الجمهور الذي حضر المباراة أيضا شعر بقيمة ما قدمه النجم الفرنسي وظهر ذلك في موجة التصفيق الحار التي نالها الأخير لدى خروجه من الملعب ونزول التشيلي أرتورو فيدال بدلا منه. وهكا لا تزال أبواب برشلونة مفتوحة أمام ديمبلي لكي يظهر قدراته لكبيرة.