بالكاد نجا الكوكب المراكشي بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط، إذ احتل المركز 14 مع نهاية الموسم منافسات البطولة الوطنية بعدما تجرع الكثير من المرارة من أجل تفادي النزول، وبذلك يكون الكوكب قد أعاد تكرار نفس السيناريو المؤلم الذي عاشه في الموسم الماضي عندما أنهى منافساته في المركز 13، وأيضا في الموسم ما قبل الماضي عندما احتل المركز 14، وهو ما يؤكد أن الكوكب مستمر في معاناته مع النزول ويكابد الكثير من أجل ضمان مكانة له بين أندية الصفوة. ويبدو أن الكوكب المراكشي لم يستطع أن يضع حدا بعد للإعتلالات التي يعانيها سواء على مستوى النتائج أو على مستوى الأداء، لذلك ما زال يتخبط في أزماته التي يصعب أن ترى لها حلا في المنظور القريب، ولتسليط الضوء على معاناة «فارس النخيل» كان لا بد من طرح بعض الأسئلة على كل من فؤاد الورزازي الرئيس المنتدب للفريق.. وفوزي جمال المدرب. الورزازي لا بد من تشخيص واقعي - المنتخب: ما هي الصعوبات التي يعيشها الكوكب وانعكست على نتائجه؟ الورزازي: المشكل المالي ما زال عائقا ولم يتم وضع حد له بعد، بدليل أن الفريق يعاني عجزا ماليا كبيرا وأن مديونيته مرتفعة، لكن ليس لدي أي معطى دقيق حول الوضعية المالية للفريق لأن الجموع العامة لا تنعقد في آجالها، وهذا دور الرئيس، حيث إنه شأني شأن باقي المنخرطين علينا أن نعلم بالوضعية المالية. مشاكل الكوكب يعيشها منذ سنوات وتفاقمت أكثر، وبكل أسف فبعد أن كان الكوكب ينافس على المراتب الأولى صار يصارع عن تجاوز المراتب الأخيرة وتفادي السقوط، وهذا مرده إلى عوامل داخلية وخارجية وفي كل الأحوال لا يمكن أن نهاجم الأشخاص لأن المسؤولية كبيرة ويلزم البحث عن حلول لأنه منذ ثلاث سنوات وهو يصارع على تفادي النزول. - المنتخب لماذا قبلت بوجودك كعضو إذن داخل المكتب المسير؟ الورزازي: لا يمكن أن ننكر ما أنجزه مربوح، بحيث قام بتنزيل نظام محاساباتي على أرض الواقع، فالمكتب المسير لا يمكن أن يشتغل بجميع أعضائه، حيث أنه خلال الفترة السابقة تحملنا ضغطا ونحن أربعة أعضاء وهم يوسف ظهير ومحمد الشوفاني وإدريس حنيفة وعبد ربه. شخصيا، قبلت بوجودي داخل المكتب لتقديم المساعدة المادية والمعنوية لخدمة الفريق بإلحاح من مجموعة من الأعضاء غير أنه بات من الضروري الآن القيام بتشخيص حال الكوكب ووضع برنامج لمعالجته كي لا يتكرر ما جرى له خلال السنوات الثلاث الأخيرة. - المنتخب: هل يمكن اختزال مشكل الكوكب في مستوى التسيير فقط؟ الورزازي: منظومة كرة القدم لا تعترف إلا بالمردودية، فإذا فشل اللاعب أو المنخرط أو المسير، فما عليه إلا أن يترك مكانه لمن يستطيع النجاح، فبعد انتهاء ولايتي كان من اللازم ضخ نفس جديد داخل المكتب المسير، حيث اشتغلنا مع محسن مربوح لمدة ثلاثة أشهر بعد أن تم صرف الديون وتأهيل اللاعبين والقيام بتجمع إعدادي، والرئيس اختار نظاما في التسيير خاص ووضع قطيعة مع المكتب السابق غير أن هذا لم يأت بنتائج، إذ تم الانفصال عن المدرب الدميعي وانتداب لاعبين جدد وتم الاستغناء عن آخرين كانوا من ركائز الفريق، فضلا عن حضور مدرب جديد حمل رؤية مخالفة، وكل هذه من أسباب تقهقر الكوكب وهو ما يتأكد حين يتأخر الجمع العام ب 9 شهور. - المنتخب: كيف يمكنكم المقارنة بين المرحلة التي ترأستم خلالها الفريق والمرحلة التي تبعتها؟ الورزازي: ما قمنا به كمكتب في مرحلة هشام الدميعي لا يمكن إنكاره، فثمة إكراهات لكن بعد ثلاث سنوات ينبغي القيام بتشخيص الوضعية على المستوى المالي والتقني للقيام بما ينبغي القيام له، فالفريق يدفع ثمن تغيير اللاعبين والمدربين والخطط التكتيكية بيد أن كل مسير عليه أن يتحمل مسؤوليته لأننا في حاجة إلى القيام بوقفة لمحاسبة الذات وبلورة استراتيجية على المدى المتوسط ودون ذلك فإن الكوكب تنتظره متاعب أخرى لأن الثقة صارت مفقودة بين جميع مكونات الفريق. في الحقيقة، يعيش الكوكب حروب خفية وهي حروب مواقع من أجل البقاء حيث تطغى المصلحة الشخصية وأنا لا أطماع لي داخل النادي أو داخل العصبة الوطنية، فمثلا حين أقترح الإستقبال بملعب الحارثي يرفض بعض الأعضاء ذلك وهو ما ظهر خلال مباراة الكوكب أمام الوداد بعد أن تم استقبال الفريق الأحمر بآسفي.