في منزله بمدينة غيزننكيرشن معقل فريقه شالك 04 إستقبلنا الدولي المغربي أمين حارث، وفتح قلبه ل«المنتخب» للحديث عن وضعيته الحالية في البوندسليغا، وأحلامه المستقبلية في ألمانيا التي لفت فيها الأنظار هذا الموسم بأداء رائع وأهداف حاسمة. أمين عبر عن سعادته بإهتمام الناخب الوطني هيرفي رونار بخدماته، وكشف بأنه سيواصل العمل بجدية لنيل رضاه والتواجد معه في مونديال روسيا. ولم يترك الأسد المغربي الفرصة تمر دون أن ينبش في أوراق الماضي، من مروره بمركز تكوين كيلرفونطين برفقة الفرنسي كليان مبابي، وكيف كان قريبا من بايرن ميونيخ الذي طلب وده، لكنه فضل الإنتقال إلى شالك، بعدما أيقن أنه الأنسب له في هذه المرحلة. المنتخب: غالبا ما يقدم رونار على بعض المفاجآت في تصميم لوائح اللاعبين سواء في المباريات الودية أو الرسمية، ما هي قراءتك للائحة التي أعلنها لمواجهة صربيا وأوزبكستان؟ حارث: المفاجآت تؤكد بأن الناخب الوطني يضع العديد من اللاعبين في دائرة الإهتمام، وهذا أمر جيد، يؤكد بأن الجميع بإمكانه الإنضمام للمنتخب المغربي، وبخصوص الأسماء التي وجه لها دعوة الحضور أمام صربيا وأوزبكستان، ستكون الفرصة مواتية أمامها من أجل إظهار مؤهلاتها، سواء في مباراة مركب محمد الخامس بالدارالبيضاء أمام أوزبكستان أو قبلها في ملعب طويرنو ضد صربيا. ما أريد إضافته بخصوص لوائح رونار هو أن الناخب الوطني يحافظ دوما على الثوابت ولا يقوم بالعديد من التغييرات، رغم إستدعائه لبعض الوجوه الجديدة، إنه يريد خلق المزيد من التنافس بين اللاعبين، وعدم حضور أي لاعب وهو متأكد أنه ضامن لمكانه مسبقا مع المنتخب المغربي. المنتخب: داخل المنتخب المغربي، من هو أقرب اللاعبين إليك، الذي تتواصل معه بإستمرار؟ حارث: الناخب الوطني يحرص على أن يكون التواصل جيدا بين اللاعبين، وكما تعرفون أي وجه جديد يلحق بنا، يكون ملزما بالغناء أمامنا من أجل كسر الدهشة بين الجميع. وبخصوص اللاعبين الذين أعتبرهم الأقرب بالنسبة لي، هناك العميد المهدي بنعطية، وكذلك نبيل درار، ويونس بلهندة، هذا الثالوث أحترمه كثيرا وأتعلم منه في كل مناسبة. المنتخب: ترتبط بصداقات واسعة مع بعض اللاعبين الفرنسيين البارزين، وفي مقدمتهم كليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان، كيف بدأت علاقتك مع هذا النجم؟ حارث: مبابي أعرفه منذ سنوات التكوين التي قضيناها معا في كليرفونتين، كان صديقا حميما رغم أني كنت أسبقه بسنة، وحتى أسرتي الصغيرة على صلة بعائلته، ونحن منذ مدة طويلة في تواصل، فقد سبق لي وأن لعبت بجانبه رفقة المنتخب الفرنسي للشبان في نهائيات كأس العالم بكوريا، قبل أن أقرر إختيار اللعب مع المغرب وأنا سعيد بذلك، لأن إختيار اللعب مع المنتخب المغربي نابع من القلب. المنتخب: نعرف أنك على تواصل مستمر بالناخب الوطني رونار، ماذا يقول لك بالضبط؟ حارث: يطالبني بالعمل بجدية وعدم القول بأن لعبي مع شالك 04 هو المنتهى، ذات مرة قال لي إستمتع باللعب في ألمانيا وقاتل أكثر في الميدان من أجل إثبات قوتك، وإستحقاق اللعب مع المنتخب المغربي. وبجانب رونار أحاول جاهدا العمل بنصائح مصطفى حجي وكذا باتريس بوميل، اللذين لا يتوقفان عن توجيهي سواء خلال معسكرات المنتخب المغربي أو خارجها. المنتخب: تحضر في اللائحة النهائية مع أشرف حكيمي وحمزة منديل، هل بإمكان هذا الثالوث صغير السن تحمل المسؤولية خلال مونديال روسيا؟ حارث: رغم إشتراكنا في عدم اللعب مؤخرا كأساسيين داخل أنديتنا، إلا أن الأسماء التي ذكرتها، ستحضر مع المنتخب المغربي خلال مواجهتي صربيا وأوزبكستان، وهذا يؤكد ثقة رونار في الشباب، وعدم رغبته في إحباطهم. حضور لاعبين صغار السن بإمكانه أن يمد المنتخب المغربي بالحماس، ما دام أن اللاعبين ذوي التجربة يحضرون بقوة في صفوف المنتخب المغربي، كالأحمدي، بوصوفة وبنعطية. المنتخب: منذ إلتحاقك بالمنتخب المغربي، ما هو الشيء الذي إنبهرت له، ولن ينمحي من ذاكرتك للأبد؟ حارث: الشيء الوحيد الذي لن ينمحي من ذاكرتي أبدا هو ما قاله مبارك بوصوفة لنا جميعا، قبل أن ندخل مباراة كوت ديفوار بأبيدجان، ركزت كثرا على كلامه، لقد طالبنا جميعا بأن لا نحرمه من فرصة لعب مونديال روسيا. لقد كان يترجى كل اللاعبين ويستعطفهم بأن يقاتلوا في الملعب، لأن إدارك نقطة وحيدة ليس بالشيء الصعب. أتذكر جيدا كلام بوصوفة، وأتذكر معه الإحتفالات التي عشناها بعد التأهل، وكيف إنتظرنا الآلاف من الجماهير بعدما إجتمعنا في أحد فنادق مدينة الدارالبيضاء لتخليد تلك اللحظات الجميلة. (يتبع)