لم تسلم أي صحيفة مصرية من تداول تصريحات المدعو مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك حين قام بالتلميح ضد لاعب النادي الأهلي وليد أزارو الذي يحمل الجنسية المغربية بممارسة السحر في المباريات . وبسؤال منصور في لقاء تلفزيوني مع قناة صدى البلد أثناء هجومه على التوأم حسام وإبراهيم حسن وأن ممارستهم السحر السبب في الفوز الأخير على الزمالك لماذا خسرا السوبر؟ وأجاب رئيس الزمالك أن السر يكمن في وليد أزارو مصرحا: «اسال عن أزارو» فهو قوي ورهيب «ده الواد الشناوي وهو مجاش ناحيته راح واقع لوحده وهو أحسن حارس في مصر.». واختتم: لم نلجأ للسحر في أي مباراة لنا وهناك ثلاثة أشخاص قد قاموا بالسحر ضدنا وأنا مؤمن بتلك الأشياء تماما والمقاصة قد فاز على الأهلي والزمالك ثم خسر من النصر وغيره. وبقراءة هذا الكلام الصادر عن رجل مسؤول بأحد أفضل أندية مصر، يسقط القناع والستار من وعي رجل مفترض أن تكون لديه الشهامة لعدم المساس بأي أحد جراء خسارة كروية مطروحة في سياق اللعبة كالفوز والتعادل، لكن أن تنحاز إلى الإيمان بالشعودة والسحر لدى من تفوق عليك داخل الرقعة فغير مقبول على الإطلاق لأنه لو هدافنا المغربي وليد أزارو ملفوفا بغشاوة السحر لما كان ليحترف أصلا بمصر وربما فاق كل التصورات ليصنع له مجدا كرويا بالسحر ولما فارق المنتخب الوطني وأصبح هو الرقم الأول في الخط الهجومي والرقم الأصعب في البطولة المغربية كأقوى هداف في التاريخ. وإذا كان مرتضى منصور يتهم بشكل نقدي أزارو على أنه نوم حارس المصري الشناوي وسجل عليه هدف الحسم مع أنه أفضل حراس مصر، فلماذا يؤمن هذا الرجل بالشعودة أصلا ويرمي كلامه على الناس عنوة من دون مبررات موضوعية تنصاع نحو الطريقة التي خسر بها قبل أن ينسى شكل الخسارة عموما وإن كان السحر في نظر مرتضى موشوما لدى وليد أزارو وليس على الأهلي بأكمله، وربما لم يفطن الرجل لهذه السخرية العامة لأن إيمان الرجل بالسحر هو الذي يجعله دائما مطروحا في سياقات إنجازات الأهلي مع أن هذا الأمر لا يهمنا بقدر ما يهمنا حضور الدولي المغربي وليد أزارو أمام هذه الصفعات من كل جانب داخل البطولة المصرية وهو الذي عانى الأمرين في كثير من المواقف الصعبة لإهداره العديد من الفرص واعتباره في منظور الفريق الأهلاوي وصحافة النادي وأنصاره باللعب العادي ولا يصلح لأن يحمل القميص الأهلاوي، فهل كل هذا الإكتئاب الذي حل باللاعب كان وراء أيضا الشعودة والسحر، ثم لماذا لا يرد مرتضى منصور مثلا عن عدم فعالية أزارو أمام نادي الوداد في نهائي أبطال إفريقيا وأضاع فرصا من دون أن يكون محمولا بأحزمة سحرية. بالله عليك يا رجل، إن كنت مؤمنا بذلك فافعله بناديك ولاعبيك وفز بالألقاب كما شئت واجعل الزمالك موشوما ومحصنا بأحزمة الشعودة، لكن أن تقسو على لاعبنا المغربي بهذا الإدعاء الساخر على أنه مشعود ودجال لأنه قتل أحلام المصري في كأس السوبر، فهو ما لا نقبله على الإطلاق لأن أزارو كلاعب وكرجل عاقل لا يمكنه أن يضع نفسه في هذه السلوكات إن كنت مؤمنا بها أنت، ولو كان ساحرا أصلا بمعنى الدجال والمشعود الذي يسقط الحراس بطلاسمه لكان هو هداف السنوات الأخيرة بالبطولة المغربية ولكان هو ساحر المنتخب المغربي كذلك. أما والحال أن وليد لا زال يبحث عن فجوة تألق ورد قوي على كل منتقديه بأهدافه العشرة إلى اليوم، فهو يرسم للأهلي ولادة إحترافية من نوع آخر ولو أن الرجل تعذب ولا زال يتعذب في محراب الأهلي من أجل رفع كوطة الإقناع وجذب عواطف محبيه بالكرة الراقية والحس الجماعي والإرادة الجامحة لجعل إسمه يكتب بأحرف القدم الذهبي وليس قدم المشعود، والرجل في نهاية الأمر مؤمن بالله ولا يعترف بهذه الترهات . وأمام هذه الخزعبلات المجانبة للصواب لا يسعني إلا أن أستشف أحد الردود الخاصة من أحد القراء في التواصل الإجتماعي المصري عندما رد على مرتضى منصور قائلا: «شوف لنا حد احنا داخلين علي كاس العالم يكون سحره قوي عشان نكسب المانيا والبرازيل». نهاية، عندما يسمع وليد ما قاله مرتضى منصور في حقه على أنه يمارس السحر في كل المباريات في إشارة إلى أنه غير قناع الإقناع الواقعي بحزام الشعودة والسحر، سيكون له رد قوي في الملاعب والشباك بالدعاء لله والصلاة على النبي وليس بادعاءاتك الساخرة والمختلة عقليا.