كثيرون إعتبروا عودته تحصيل حاصل، وآخرون اعتبروها عودة غير بريئة بالمرة كان مهيئا لها سلفا·· محمد فاخر يعتبر نفسه إبن الدار، وتيار التواصل لم ينقطع بينه وبين مسؤولي الجيش الملكي·· يبرئ نفسه من تهمة كل مناورة أو تشويش على مديح، وأنه رهن نفسه في موضع إستشاري طيلة الفترة السابقة·· هنا يشرح كيف عاد؟ ولماذا عاد؟ وما هي الأهداف المسطرة بالأولوية، ويعتبر الجيش الفريق الذي يلائم طموحاته ويستجيب لتوجهاته·· تابعوا تفاصيل البوح· المنتخب: عودتك لصفوف الجيش قصد خلافة زميلك مصطفى مديح أخذت أكثر من بعد، وصيغ في حقها أكثر من تأويل، أبرزها أنه أنك إستندت على معطى الإنفصال السابق من أجل تكريسها بسهولة؟ محمد فاخر: لا أظنها عودة خارجة عن إطار ما هو شائع وما هو معروف داخل تعاقدات الأندية مع المدربين، لم يكن مسموحا لي بأن أدير ظهري أو أن أصم آذاني عن نداء فريق أنا مدين له بأفضال كثيرة، كما لم يكن واردا ما ذهب إليه البعض من كون التعاقد جاء نتيجة ممارسة ضغوطات أو شيء قريب من هذا·· المنتخب: أنت هنا سهلت علي المهام نسبيا، ما رأيك في القول الذي يؤكد أنك تلقيت وعودا بالتوقيع والفريق كان على ذمة مديح سابقا؟ محمد فاخر: لا، ليس صحيحا، فلست أنا أو الجيش الملكي من يرضى على نفسه هذه الفلسفة التي أعتبرها لا أخلاقية، الفريق العسكري كان مرتبطا مع زميل وأخ وأنا أقدره كثيرا وأقدر عمله، وكنت أول المبادرين لتهنئته على كل إنجاز كان يحققه، وحين حلت لحظة الإنفصال لم يكن من مانع لأن أكمل المهمة، وهذه واحدة من سنن المهنة· المنتخب: ما دمنا هنا نتحدث عن أسماء كبيرة من طينة (الجيش و فاخر ومديح)، فأنا أريدها فرصة للتوضيح أكثر، ألم تتلق حتى مجرد إشارات على إمكانية لحاقك بالتركيبة العسكرية؟ محمد فاخر: سأكون كاذبا لو قلت عكس هذا، لكن هذه الإشارات جاءت متأخرة عن الوقت الذي ظل البعض يروجون له، كأن يقولوا مثلا بأني منذ فترة طويلة وأنا موعود بتدريب الجيش، هذا هراء ولا يمكن للعقل ولا المنطق أن يقبلا به، والسبب ببساطة هو أن أخلاقيات المهنة، إسم الفريق وأحكام الغيب لا يمكن أن تصبح متجاوزة من أجل إرضاء خاطر فلان أو فلان· المنتخب: ألم يتصل بك أحد بعد مباراة سبورتينغ برايا الشهيرة، حيث حدث هنا ما يشبه الهزة بالقلعة العسكرية واعتبرت حينها مواضيع كثيرة تمس هيكلة التغيير وعلى رأسها المدرب مديح بطبيعة الحال؟ محمد فاخر: سأكون واضحا معكم ومع الرأي العام بشكل أكثر، أنا لم أنفصل بمعنى أني لم (أقل و أستقيل) من مهامي، ما حدث ويعرفه الجمهور المغربي وليس العسكري فقط، هو أنه تحت ما يسمى نداء الواجب الوطني، وجدتني مكرها على أن لا أواصل مهامي مع الجيش بعدما كنت قد هيأت أرضية عمل لبناء فريق محترف له أهداف كبيرة تفوق المحلية وتمتد لما هو أوسع وأهم، ألا وهو اللعب على الواجهة الإفريقية أدوارا أولى ولم لا الوصول للعالمية· للأسف وأقول للأسف، حدث ما حدث، وبالتالي تركت مكاني لأني لم أكن متفرغا مائة بالمائة للجيش الملكي·· ما تقول بأنه مع مباراة برايا كان هناك إتصال، أنا أقول لك هذا كلام مردود عليه وغير صحيح، والذي حدث هي أمور تمس التشاور فقط· المنتخب: عن أي تشاور تتحدث، لأن هذا هو بيت القصيد في حوارنا، ألم يكن هذا التشاور ذا دلالات وإشارات؟ محمد فاخر: بما أنك تحاول بل تستميت لأجل الحقيقة فأنا أقول لك، أن الجيش ظل على الدوام وخاصة منذ أن ارتبطت به لأول مرة يمثل لي بيتي الأول، ما وجدته داخل هذا الفريق من ترحاب وحسن ضيافة جعلتني أحفظ له جميلا ومعروفا كبيرا لهذا الفريق، وبالتالي وأنتم كنتم شهودا على هذا خلال حفل تكريمي ووداعي مع الفريق بعد العودة من مصر، جاءت الدعوة من مسؤوليه بأن نبقي التيار الخاص بالتواصل قائما وبلا انقطاع لما فيه مصلحة فريق كنت على بينة من كل كبيرة وصغيرة بتفاصيله· المنتخب: وهم يتشاورون معك وأقصد أعلى هرم داخل فريق الجيش الملكي، هل كنتم تتناولون الأمور التقنية، أم أشياء أخرى مرتبطة بأداء بعض اللاعبين؟ محمد فاخر: التشاور كان يعني أساسا مسألة الحفاظ على التركيز والهدوء، الفريق حينها كان معرضا مثلا لا قدر له لهزة نفسية كان بإمكانها أن تؤثر سلبا على بقية المشوار كان من الممكن أيضا أن تسبب مرحلة الفراغ في ضياع كل شيء، وهذا ليس مقبولا، لأن الخروج من تظاهرة لا يجب أن يلقي بضلاله على منافسة أخرى، وأنا سبق لي وأن عشت وضعا كهذا، وقدمت تجربتي كما عشتها، فالكل يذكر أننا أضعنا بطريقة دراماتيكية اللقب خلال آخر دورة ضد الكوكب، وبعده بثلاثة أيام فقط تجاوزنا الصدمة ولعبنا الكأس ضد أولمبيك خريبكة وفزنا، وخلال نفس المنافسة أحرزنا كأس العرش ضد الوداد فكانت العودة القوية· المنتخب: لكن مثل هذه الأمور مثلا كان من الممكن أن تناط بالمدرب الفعلي مصطفى مديح، هل كنت تقدم إفاداتك حتى وأنت مدربا للمغرب التطواني؟ محمد فاخر: مثل هذه الأمور قد تفهم خاطئة، قد تحمل على غير المحمل الذي نتحدث عنه، فعلا قلت لك أن كلمة بقاء بيت الجيش مفتوحا في وجهي قصد الإستشارة هي كلمة لم أصنعها أنا أو اخترعها فاخر، هي قوله لمسؤولي الجيش الملكي، وبالتالي لا يمكن أن يطعن هذا بشيء من الأشياء في قيمة العمل المنجز من لدن الصديق مديح، هي أمور تواصلية، ظرفية على فترات متباعدة، ولم تكن بالعمق الذي يمكن أن يوصف في خانة التأثير أوالتشويش· المنتخب: مسألة أخرى وهي أن إقدامك مثلا على حصر فترة توقيعك مع المغرب التطواني لستة أشهر كانت رسالة لتغييرك خلال الصيف الحالي، كما أن رفضك لعروض أندية أخرى كبيرة كان يصب في نفس الخانة أيضا؟ محمد فاخر: حين وقعت للمغرب التطواني، فأني انتظرت 3 أشهر عقب انتهاء المهام مع المنتخب الوطني، ولم أكن قادرا على أن أبقى مدة أطول بلا مهام، هذه مهنتني التي اخترتها وعلي أن أعود بأقسى سرعة ممكنة، صحيح كانت لدي عروض خارجية من أندية عربية، لكن بعد أن وصلت للمرتبة التي أنا عليها الآن من خلال المرور من أعلى نقطة ممكنة تهم المنتخب، كان يتعين علي أن أتريث، إتصلت بي العديد من الأندية الوطنية، لكن فضلت العرض التطواني لملائمته لي، ولم يكن للمدة المحدودة أية علاقة بعودتي للجيش مثلا· المنتخب: هل صحيح رفضت مباشرة وليس بالتلميح عرضا من فريق الرجاء البيضاوي وتحديدا بالرباط؟ محمد فاخر: سبق وأن قلت لكم أن لقائي بمسؤولي الرجاء بتطوان على هامش مباراة كأس العرش، كان بحكم الإنتماء لنفس المدرسة، لا يجب نسيان أن هذا الفريق هو من مهد لبداياتي الأولى، وجلستي معهم كانت أيضا في إطار كبير من الودية التي وسعت دائرة النقاش حول جزئيات وتفاصيل كثيرة تهم الفريق، كانت هناك فيها إشارات قصد إطلاعي بمهمة داخل الفريق، لكن بلباقة كبيرة اعتذرت عنها لأسباب أتحفظ على ذكرها· المنتخب: توصلك لإتفاق مع مسؤولي الجيش، ألم يكن له بدايات فعلية على الأقل بمراكش خلال عرس نصف النهاية مثلا؟ محمد فاخر: بمراكش الأمور كانت مختلفة بعض الشيء، أظن أنه حينها الصحافة ووسائل الإعلام بدأت تتحدث وفق ما هو متوفر لديها من معطيات حول كون الواجب الوطني مثلا قد يحدث تغييرات جوهرية على صعيد أكثر من ناد وفريق، لكن للأمانة لم يكن لمباشرة الإتصالات هناك أي أثر، لأنه لا الوقت ولا المنافسة كانت تقبل بتشويش أو خطوة من هذا القبيل· المنتخب: الحسم النهائي في أمور التواصل الفعلي الرسمي، كيف تمت؟ محمد فاخر: خلال الأسبوع الثاني الذي أعقب دور نصف نهاية كأس العرش، وبعد أن توصل الجيش الملكي لصيغة توافقية بالتراضي مع مديح في سيناريو مشابه لما سبق وأن عشته شخصيا، ولو أن الفارق أن الأخ مديح لم يكن بعد قد تلقى رسميا ما يفيد توقيعي مع المنتخب الوطني، كان هناك إتصال، بل حديث جاد عبرت عنه بالقبول دون تردد، أقول هذا بعد الإنفصال عن مديح وليس قبله، وكل ذلك حتى لا يجد الجيش نفسه عرضة لقرار محتمل من الجامعة يجعله بلا مدرب، خاصة وأنه مقبل على منافسة كأس العرش· المنتخب: علاقتك بمصطفى مديح كيف تراها، علما أن الجميع يذكر أن مديح خلال فترة سابقة كان أحد الذين حفزك على الدخول ساحة معركة التدريب من زاوية الحضور المباشر، يعني أنه صاحب فضل؟ محمد فاخر: هي علاقة صداقة وزمالة، علاقة احترام لا أريد أن يتسبب البعض وأن يساهموا في الترويج لما من شأنه أن يحدث الإنقسامات، مديح أقدره وكل مرة كان ينجح لم أكن أتردد في تهنئته· المنتخب: كيف شعرت وأنت تعود فعليا للفريق العسكري، هل هو نفس الشعور الأول؟ محمد فاخر: خلال لقائي بالمسؤولين والتي جاءت بالتدريج، حيث إلتقيت بداية بالكولونيل بلحاج بحكم إلتزامات مهنية لرئيس الفريق الجنرال نور الدين قنابي، تحدثنا عن الكثير من الجزئيات، لكن عموميات أخرى كانت حاضرة في حديثنا قبل أن نلتقي كأسرة ثانية بالمركز الرياضي العسكري، وقصدت الأسرة كل الذين يمارسون مهامه في الظل والكواليس، حين حللت بهذا المركز شعرت حقيقة أني لست غريبا وأني إبن الدار· المنتخب: خلال لقائكم هذا، هل حددتم أولويات الموسم ورهاناته؟ محمد فاخر: بطبيعة الحال، وهي فلسفتي في التعامل مع أي فريق أشرف عليه، لأني أرفض العمل عشوائيا هكذا دون تحديد الأولويات، بل أن اللقاء الذي تم تقديمي من خلاله للاعبين حملت خلاله رسائلي المستعجلة قبل أن تأتي الرسائل الأخرى بالتدريج، أظن أنه عيب أن فريق بحجم الجيش يظل بعيدا عن المنافسة على لعب الأدوار الأولى، إضافة إلى لقب البطولة الذي يتعين علينا الدفاع عليه وأول الرهانات كأس العرش· المنتخب: على ذكر نهائي كأس العرش، كيف تفسر الأمر من زاوية تمس مثلا مدربا مقصيا يعود في نفس الشهر ليلعب على اللقب؟ محمد فاخر: هذه أشياء من الممكن أن تحدث ليس داخل المغرب فحسب بل في بطولات أخرى، أنا هنا لإتمام المهمة وأحيانا الضغط يكون أقوى على أكتاف المدرب المطالب بالتتويج من الذي صنع الإنجاز، ولا أعتقد أن المسألة شاذة أو إستثنائية أو حتى غريبة لهذا الشكل· المنتخب: عدت للجيش، وداخل صفوفه أكثر من عنصر سبق وأن أشرفت عليه، هل هذا معطى يخدمك أكثر؟ محمد فاخر: تقريبا الفريق هو نفسه، لكن حدثت متغيرات كثيرة بذهاب لاعبين إما للإحتراف أو الممارسة في فرق أخرى، وأظن أنه حتى الوافدين الجدد ليسوا بالغرابة الكبيرة علي، هو معطى جيد سيضمن لنا الإستمرارية وسهولة التواصل· المنتخب: حين عدت قمت بأول إجراء عملي وهو تغيير نمط الحصص التدريبية، هل هذه رؤية خاصة، أم تراها لأسباب نجهلها؟ محمد فاخر: لكل مدرب تكتيكه داخل المغرب، كما له رؤيته في العمل خارج الملعب، إجراء الحصص صباحا مسألة أعشقها وأجد فيها ذاتي كثيرا، بل تغريني، لكنها أصلا تتأسس على أشياء علمية، هذا النمط قد يزعج البعض، لكنه ينفض غبار التقاعس والكسل، واللاعب الذي يستيقظ باكرا أصلا سينام باكرا· المنتخب: البعض يرى في هذا النوع من الجدية المبالغ فيها، ما يضر مثلا بمسألة التواصل مع اللاعبين، هل هذا صحيح؟ محمد فاخر: اللاعب المغربي له تكوين خاص، له طبيعة خاصة ويجب بين الفينة والأخرى إعمال نوع من الصرامة، دون أن تتجاوز الحدود، لا أعتقد أن الجدية تصبح مسألة سلبية إذا كانت تتوخى المصلحة العامة للفريق ككل، واللاعبون بالتدريج يستوعبون طريقة عملي ويفهموا مغزاها· المنتخب: لم تركن للراحة ومباشرة عدتم لإستئناف نشاط الإعداد، أليس في الأمر قسوة تخص إراحة اللاعبين المنهكين؟ محمد فاخر: كيف نرتاح ونحن معنيون يخوض نهائي الكأس، وذلك أمر غير محسوم بشأنه، كما أن خوض دوري دولي أكد الفريق مشركته فيه يحتم علينا مواصلة نسق الإعداد بلا إنقطاع· المنتخب: الزاكي مع الوداد، روماو بالرجاء وأنت بالجيش، هل هذا مؤشر على موسم كروي قد يكون قويا؟ محمد فاخر: بطبيعة الحال، هذا أمر لا شك فيه ، والفرق القوية عادة ما لا تتأخر في تأكيد نواياها مبكرا، يسرني جدا أن تستفيد الفرق من الدروس وتبادر إلى إصلاح أخطائها دون أن تهدر كثيرا من الوقت·· المنتخب: دون أن أخوض معك فيما مثلته بالنسبة لك فترة الإشراف على المنتخب الوطني، هل من تحديات ترفعها هذا الموسم رفقة الجيش للإنتصار لإسمك وللرد على الذين أساؤوا لك؟ محمد فاخر: حين قبلت بعرض الجيش الملكي فليس للرد على أحد، الجميع بات على بينة وإطلاع ويعرف كل واحد حق قدره، عودتي للجيش هي طبيعية لأن هذا الفريق يمثل بالنسبة لي الشيء الكثير، لقد تجاوبت كثيرا مع طريقته ومع توجهاته، بخصوص الأهداف فالجمهور العسكري العاشق لفريقه والذي كان رقما فاصلا وحاسما في معادلة حيازة كل الألقاب لم يعد يرضى بمجرد لقب واحد، لذلك قلت لكم أنا هنا لإكمال أوراش الماضي على رأسها الوصول بالفريق بعيدا في العصبة الإفريقية· بطاقة فنية محمد فاخر من مواليد سنة 1953 تدرج عبر مدرسة الرجاء البيضاوي سنة 1967، ثم إلتحق سنة 1972بفئة الكبار، حيث أمضى 8 سنوات كلاعب محوري وأساسي حصل معهم على لقبين لكأس العرش 1974 و1977· - مشواره كمدرب بدأ في الثمانينيات للفئات الصغرى وكمدرب طوارئ للرجاء، حاز لقب كأس العرش 1996، البداية الحقيقية لتثبيت إسمه جاءت ضمن فريق نهضة سطات موسم 99/2000 وبعدها في موسم 2000/2001 قاد فريق إتحاد القاسمي·· أولى ملاحم الألقاب بدأت مع فريق غزالة سوس حسنية أكادير، حيث أصبح ذا شعبية كبيرة بعد أن قاد الحسنية للقبين متتاليين موسمي 2001 2002 و2002 2003، مما جعل أنظار مسؤولي الفريق العسكري تلتقطه لإعادة أمجاد هذا الفريق·· وبالفعل قاد الجيش للقبين لكأس العرش 2003 و2004·· وبعد أن احتل المركز الثاني في أول موسم له فاز بلقب البطولة (20042005) بعد غياب 16 سنة بعد هزمه للرجاء واللقب 11 للجيش الملكي· وقبل نهاية سنة 2005 وبالضبط في 19 نونبر تمكن من الفوز بلقب كأس الإتحاد الإفريقي (الكاف) بعد أن تجاوز فريقه الجيش الملكي نادي دولفين النيجيري في مباراة كبيرة بنتيجة (30)، ولعب نهاية كأس السوبر ضد الأهلي المصري، قبل أن يقود منتخب أسود الأطلس بنهائيات كأس إفريقيا 2006، والمساهمة في تأهله لكأس إفريقيا بغانا 2008، وبلوغ نصف نهاية كأس العرش مع المغرب التطواني لأول مرة في تاريخ الفريق· إرتعدت فرائص البعض وهم يعلمون بعودته في حين هلل آخرون بمقدمه واعتبروه الحل والدواء في آن واحد، الصارم أو >النفار< كما يلقبه أصدقاؤه والمقربين منه، على إعتبار أنه يحل بالرباط وبالضبط بالمركز الرياضي العسكري في ساعة مبكرة حتى قبل أن يستيقظ أهل العاصمة· أول إجراء بادر إلى تفعيله كان هو العودة للنظام القديم بإجراء الحصص التدريبية صباحا، ينظر فاخر للمسألة من زاوية بعيدة > فالفياق بكري بالذهب مشري< على حد قوله، واللاعب الذي يستيقظ باكرا بالضرورة يأوي للفراش باكرا، بعدها أشاع فاخر إجراء التحاليل المختبرية لقياس درجة الجاهزية وحجم الزاد المتوفر لدى لاعبيه·· حول النظرية الشهيرة كل قصير في الأرض فتنة إلى كل قصير في الأرض مرعب·· يعتبر الجيش الملكي والمركز الرياضي السعكري بيته الثاني، لم يعد يلتفت للوراء بعد أن دخل خانة المتوجين بسوس، وأحدث الثورة داخل الفريق العسكري وقاد الحمامة لأبرز إنجاز في تاريخها، حين تلقى كدمة عنيفة وهو يترك المنتخب أقسم بأغلظ إيمانه أن لا يعود مجددا ليلذغ من نفس الجحر، فرفض أن يدمج إسمه مع الستة المعلومين، كاريزما فاخر برأي أصحاب الحل والعقد هي من عجلت بعودته لرحاب الجيش، لضبط بعض من الإنفلاتات الحاصلة في سلوك البعض، واليوم حين يكون هذا البورتريه بين أيدي القراء يكون فاخر قد قضى ليلته الثالثة على التوالي لم يبارح خلالها المركز الرياضي العسكري، حيث فرض إقامة جبرية على لاعبيه من أجل فحص طبي يعلم غايته· بعودته يكون فاخر قد أقر أن البحث عن المجد وبلوغ حلم العالمية هو ما يشغله، فالرجل يذكر بكثير من الحسرة كيف أن الواجب الوطني خطفه ذات يوم من إتمام مهمته والفوز بكأس العصبة أولاها، لذلك سيسخر فاخر العاشق لألوان العساكر وكأنه ولد وهو يرتدي بزة، جيشا وفيلقا من المعاونين ورجال الظل لبلوغ هذا الهدف·