وإن كان كأس العالم يبعد عنا بخمسة أشهر تحديدا، فلا بد أن نرسو جميعا على آليات مجموعة المغرب الحديدية ومدى ما تتحكم فيه القدرات العملاقة لأقوى نجوم العالم بمنتخبي البرتغال وإسبانيا، إذ بغض النظر عن مباراة إيران المفتاح الأول للنقاش على مستوى ضمان الفوز بالقوة اللازمة وقراءة مجهول هذا المنتخب الفارسي الذي يلعب بالقلب والتحدي، وسيكون ذلك مكتوبا في أجندة هيرفي رونار للمتابعة في وديات هذا المنتخب بداية بمنتخب النمسا وربما حتى الجزائر ومعاينة رسمياته السابقة عبر شرائط أكيد أنها متوفرة، لا بد وأن نقرب دوليينا من الأطروحات الثانية والثالثة أمام كل من البرتغال وإسبانيا، فكل اللاعبين المحترفين منهم من يمارس بإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وأنجلتر وتركيا يدركون ما معنى قدرتهم على التجاوب مع البطولات الأوروبية ومدى الإكتساح الذي يفرضه دوليو المنتخبين البرتغالي والإسباني سواء بالريال أو البارصا أو أتلتيكو مدريدأ وفالينسيا أو إشبيلية مانسيتي والمان يونايتد أو شيلسي أو أرسنال أوالميلان أوأنتير ميلان أو نابولي أو موناكو. وهذا الإكتساح المرئي كل أسبوع لا يخفى على أسود الأطلس وبخاصة عندما يلعب كشكول هذين المنتخبين ضمن كبريات الأندية الأوروبية العملاقة، والحقيقة أنه عندما نشاهد البارصا والريال والمان سيتي وغيرهم كل أسبوع وبتنافسية مطلقة لغالبية من يشكلون نواة البرتغال وإسبانيا داخل هذه الأندية، نستطيع القول أن فنيان ومهارات ونضج واحتراف هذين الأسطولين محفوظ بالعين الواضحة لا المجردة ويسهل تلقائيا معرفة قدرات رونالدو وألبا وبوسكيتس وراموس وبيكي وكاربخال وإنيسطا ولوكاس فاسكيز، وموراطا وكاليخون ودييغو كوسطا وأيسكو وبيبي وسيميدو وأندري غوميز وجواو موتينيو وأندري سيلفا وكواريزما وغيرهم. وهذه المشاهدة الدائمة لهذه النجوم أسبوعيا مفروض أن يكون أسود الأطلس قريبين من طرق لعبها بنفس الدرجة التي يحفظها الجمهور المغربي كثيرا عن أبرز هذه التصنيفات للأسماء المدكورة. وأعتقد أن قراءة هذا النوع من الأسماء وطريقة لعبها وكيفية نقاشها الفني والأدائي مع أنديتها ومنتخباتها مطلوب أن يكون اليوم نقاشا مفتوحا وتنبيهيا لدى اللاعبين المغاربة وإن كنت على ثقة من أن هيرفي رونار لا يتخلى مطلقا على هذا النقاش الذي ما أردت الحديث عنه اليوم إلا من أجل ربح المرحلة من الآن حتى يكون الخط الدفاعي المغربي على درجة عالية من الحذر سواء في الممرات التي يمر منها ألبا ورونالدو وبيدرو وصانعو ألعاب البارصا والريال وغيرهم كثير. صحيح أن البرتغال يعنينا بالدرجة الأولى لأنه يعتبر الخصم الثاني بعد إيران، وقيمة هذا المنتخب في شخصية رونالدو ومن معه من الأسماء الوازنة التي تلعب في نفس الليغا من قبيل سيميدو وأندري غوميز وغونزالو غيديس دون أن نبعد سياقات نجوم البرتغال التي يلعب الكثير منها في بطولات أنجلترا وإيطاليا والبرتغال، ما يعني أن مكشوف النجوم المذكورة محفوظة طبعا عبر أداء البارصا والريال أولا، وعبر قنوات الأندية الأوروبية الأخرى، ولذلك على أسود الأطلس من الآن أن تشترك في عملية القراءة الجيدة للنجوم الخطيرة للبرتغال باندماج تواصلي مع هيرفي رونار للوصول إلى الهدف المنشود ألا وهو الوقوف باستئساد لجبروت البرتغال بقائده رونالدو الذي أصبحت كوطته تنزل بسهولة ولو أن هذا المعيار لا يجب الإعتداد به لأن رونالدو يمر بفترة معنوية مهزوزة ولا يمكن أن يعيش على نفس هذا الوضع لكون كأس العالم المقبلة ربما تكون آخر كأس في مشواره الكروي وعليه أن ينهي المسار بألمعية الكبار، ولذلك على أسود الأطلس أن يوقفوا هذا الزحف من اليوم فكريا قبل أن يكون واقعا في يونيو المقبل لأن الفوز على إيران سيفتح الشهية نحو رعب البرتغال في مباراة مفتوحة على النار في منظور المغرب ولكنها أمام البرتغال قد تكون ثأرية لمونديال 1986. أم إسبانيا الحلقة الأخيرة في المجموعة تبدو الأقوى من البرتغال بحكم سيطرة البارصا والريال على كشكول المنتخب وخليط من التوازنات الأخرى بين إسبانيا وأنجلترا وإيطاليا. وهذا الشكل من التوازنات الرائعة على مستوى تجميع المحترفين الإسبان من ثلاث دول يعني قمة الإحتراف وقمة الإختيار الصائب للمحترفين الذين يقبلون اللعب فقط بأنجلترا وإيطاليا. ولذلك يشكل منتخب إسبانيا بنموذجي البارصا والريال وأتلتيكو مدريد وفالينسا وشيلسي ومانشيستر سيتي وأرسنا ونابولي لب وعصارة منتخب لا يخرج كما قلت عن هذه الدول العظمى بكرة جامعة بين القوة والأداء واللياقة البدنية العالية والسيطرة على جميع الخطوط ، وأعتقد ثانيا أن محترفي إسبانيا بالليغا يمتازون بالمهارة، ولكنهم عندما يرحلون إلى أنجلترا يتشبعون بالركام البدني، وبإيطاليا بالصرامة التكتيكية والمقاومة الشرسة. ويظهر من خلال هذا التحليل الأوتوماتيكي أن هيرفي رونار يدرك ما معنى أن تلعب أمام البرتغال وإسبانيا من خلال الكرة الحديثة التي قلبت موازين زمن اللقاء الشهير الذي سحق فيه المغرب البرتغال بثلاثة لواحد في مكسيكو 86 بعيارات كبيرة ولكنها أصلا إستخفت بالمغرب، ولكن اليوم كل شيء واضح والبرتغال لا يمكن أن تجعل من المغربي لقمة سائغة بل ستلعب من أجل الثأر التاريخي.