في ظرف سنة فقط عانق أمين حارث الشهرة والمجد والمال، وجنى ما لم يجنيه آخرون طيلة مشوارهم الإحترافي الذي دام لسنوات وأعوام. الولد بدأ في شتنبر 2016 مسيرته الإحترافية مع نانط الفرنسي، وتمكن من ظرف وجيز ودون إنتظار من القبض على الرسمية مع الكناري، ليصبح حديث الفرنسيين الذين إنبهروا بهذا الشاب المغمور الذي يتميز بمهارات فردية عجيبة، وموهبة فريدة جعلته من أبرز متوسطي الميدان الهجومي بالليغ1. السرعة، المرواغات، الإنسلالات الزئبقية، التسديد مميزات قدمها حاريث للفرنسيين ومعهم الأوروبيين، ليدخل دائرة إهتمامات العديد من المراقبين والأندية، خصوصا بعدما إحتل المرتبة الثالثة في ترتيب أفضل المراوغين بالقارة العجوز الموسم الماضي وراء البرازيلي نيمار والفرنسي ديمبلي. وبعد مسلسل مثير مع رئيس نانط أفلح حاريث في إقناع الفرنسيين بضرورة الرحيل العاجل خارج أسوار البطولة المحلية، رغم أنه لم يلعب فيها سوى 10 أشهر ومباريات معدودة قدم فيها البرهان بأغلى الأثمان. ولأنه كان مرصود من فرق إيطالية وإسبانية وألمانية محترمة، فقد طار الفتى الواعد إلى مدينة غيلزنكيرشن شهر يوليوز الماضي، ليوقع في كشوفات شالك الألماني في يوم تاريخي وبصفقة مالية مهمة تجاوزت 10 ملايين أورو، داخلا قلعة البوندسليغا من بابها الواسع كساحر فرنسي صغير كونه كان يحمل قميص المنتخب الفرنسي الأولمبي أنذاك. وعلى نفس منوال نانط لم يجد إبن الدارالبيضاء صعوبات كبيرة للعب ومنذ الوهلة الأولى كرسمي في الكثيبة الزرقاء، فقص الشريط بإبداع وإمتاع وجنن الألمان بمراوغاته وعروضه، فنشر السحر في جل المباريات خاصة في ديربي الرور ضد دورتموند حيث خرج بطلا وعريسا، ليفرض نفسه بعدها كنجم صاعد ويتواجد في التشكيلة النموذجية لذهاب البطولة الألمانية مع إختياره ضمن أفضل خماسي يصنع اللعب إلى جوار الكولومبي خاميس رودريغيز مايسترو بايرن ميونيخ. والأهم من كل هذا أن هذا الموهوب الرائع والفنان الصاعد قبل شهور قليلة من عش الديكة في غفلة من الجميع، وإختار نداء القلب ليقرر حمل قميص الفريق الوطني، وهو حاليا من أسلحة رونار الخطيرة والتي سيرمي بها بلا شك في المعارك الروسية.