يصر جمال السلامي على القول أنه ماض في تنسيقه مع الناخب الوطني هيرفي رونار وعلى أن ضوابط وأدبيات هذا التنسيق هي التي تتحكم في الإختيارات البشرية وهي التي ستحدد اللائحة النهائية لكومندو الشان وهي التي ستجلب اللقب الهارب. الواقع يقول عكس هذا القول تماما وحراسة المرمى هي التجسيد الأكبر للتغريد مع سرب غير الذي يغرد فيه رونار. رونار يرى أن الحارس رضا التكناوتي مثلا هو مستقبل عرين الأسود، ولم يجد حرجا بل لم يتاخر في إلحاقه بالمنتخب الأول ومنحه فرصة الظهور في مباراة كوريا الودية، مفضلا إياه على مخضرمي البطولة من قبيل الزنيتي مثلا. السلامي الذي ينسق مع رونار يسير في إتجاه معاكس لهذا الطرح التقني، لأنه لو سايرنا طرح التواصل الذي يدعيه فالأجدر بحراسة مرمى المنتخب المحلي هو حارس اتحاد طنجة، إلا أن الواقع كما يفرضه مدرب المحليين يمنح هذه الأفضلية للمحمدي حارس بركان. التكناوتي المرشح للذهاب للمونديال رفقة بونو والمحمدي يأتي في الصف الثالث في فكر السلامي بعد المحمدي والزنيتي وهنا تداخل وتضارب في الأفكار بين مروض المحليين وعراب الأسود. في موضوع الحراسة دائما لا يجد السلامي حرجا وهو الذي يدعي إعتماده على معياري التنافسية والكفاءة في إستدعاء حارس فريقه غاضب من مردوده ومدربه طاليب أخرجه من حساباته لتدني مستواه وهو الحارس يحيى الفيلالي من الجديدة ويفضله مثلا على حارسين بخبرة كبيرة وبحضور أقوى بلغتي الأرقام والإحصائيات وهما عبد الرحمان الحواصلي من الحسنية وزهير لعروبي من الوداد. المنطق يفرض أن لاعبا موقوفا داخل ناديه ولاعبا معاقبا من مدربه، ولاعبا لا يحظى بثقة فريقه في البطولة أن يكون خارج القائمة إلا أن السلامي فرض مكافأة تعاكس هذا التوجه من خلال وضع اسم الفيلالي ضمن خانة القائمة الموسعة المرشحة للشان. سمعت تبريرا لم يقنعني للسلامي في التلفزيون برر من خلاله إستبعاد لعروبي مثلا كونه لا يحبذ فكرة استعداء حارس بهذه الخبرة والسن ليرسله للمدرجات وكانه بصدد إصدار حكم جاهز على هذا الحارس حتى دون منحه فرصة الإقناع في المعسكرات التدريبية لينافس على مكانه. السلامي يواصل مسار التناقض من خلال إستدعاء الهاشيمي من الوداد الذي لجأ غليه عموتا كلاعب طوارئ بالرواق الأيسر رفقة كادارين، ليضعه خيارا من خياراته التي تكرر نفس فعلة رونار مع حكيمي ومؤكدا إنقراض عملة الظهير الأيسر في البطولة في كل الفئات من شبانها حتى كبارها. المنطق يقول أن كادارين الفرنكفوني والذي لعب مباريات عصبة الأبطال التي تعتبر الترمومتر الأعلى لقياس القدرات هو الأجدر بمكان بهذا المركز. ولأن السلامي إستشعر أنه مضيعة للوقت الإستمرار في نفس الموال بإستبعاد اللاعبين الطاعنين في السن كما كان يفعل في الأيام الأولى لتوليه مهامه، فقد توجه بملتمس لرونار لإسقاط شرط السن من أساسيات الإستدعاءات الأمر الذي يبرر تواجد حدراف وناناح والسعيدي وغيرهم من المتقدمين في العمر. على السلامي أن يدرك أن ما قاله فوزي لقجع مؤخرا هو سيف مسلط على رقبته، لأن رئيس الجامعة حسم كل الجدل بقوله أن عدم التتويج بالشان سيمثل بالنسبة له فشلا ما بعده فشل أيا كانت المحطة التي سيبلغها. الشان المقبل هو مرآة عرض أستوردناها من كينيا لنرى وجهنا الحقيقي، لنجري تقييما لمنتوج محلي إستهلك الكثير من النقاشات في آخر السنوات بخوص ارتقائه لحقيقة الوصف والتوصيف الذي تحمله البطولة وهو الإحترافية. الشان هو البرهان والإمتحان الذي لا يرغب فيه السلامي أن يهان و يلحق بفاخر والزاكي المحالان على المغادرة الطوعية لأسباب يعلمها جيد سقاء الأسود.