حلاوة الحل بعيدا عن أي تعصب يضع كل برصاوي ومدريدي في خانة الرد والرد المضاد وحتى الصبيانية المبالغ فيها حتى مع كبار السن بخصوص تفاعلات المناصرة الملكية والكطلانية من مؤدى الإنتكاسة التي شهداها الفريقان معا في ذهاب عصبة أبطال أوروبا، إذ القراءة الخاصة بتعادل الريال أمام المان يونايتد في لقاء أهدره الملكيون بسوء الحظ مثلما كان حظ المان أيضا سيئا خلال الجولة في قلب أوضاع النتيجة، يضع الريال في معادلة صعبة مطروحة لحلين لا ثالث لهما وهي التعادل بهدفين لمثلمها أو الفوز المطلق يضع مورينيو في المقام الأول المسؤول عن معالجة كل الحلول الممكنة للتأهل إلى الدور المقبل بقياسات واضحة لنقاط قوة وضعف المان يونايتد.. وما يجعل النزال غاية في الإثارة والصرامة هو فخ التعادل بهدف لمثله كامتياز كبير للمان يونايتد، هو زمن المباراة الفاصل بمتغيراته الأدائية والتكتيكية والإيقاعية المفروض أن تكون أحد العناصر الموجبة لمباراة مثيرة يستحضرها شيخ الكرة الأنجليزية السور فيرغيسون صاحب الإنجازات العظيمة مع المان في نزال عالمي مع الريال الملكي ومع ربانه العصبي مورينيو الموضوع في نطاق آخر على فوهة نار توديع الريال بالإقصاء إن هو فشل في تدبير فصول دور الثمن، ما يعني أن حلاوة الحل بيد مورينيو لجعل الريال استراتيجية خارج الدار ومحترمة دائما لمعيار الفوز مثلما هو عليه الحال في الكرة الإسبانية المؤمنة في مطلق نتائجها على الفوز خارج الدار وكأنه مطابق تماما للفوز داخل الدار، والفوز على المان بميدانه يبقى ضرورة ثقيلة في الميزان لأقوى وأغنى نادي عملاق، لكنه ليس مستحيلا ما دام التأهل مبنيا على التعادل بهدفين لمثلهما أو الفوز نهائيا، فيما هي ذات المعادلة القائمة مع المان يونايتد بالتعادل السلبي أو الفوز.. إلا أنها معادلة برغم صعوبتها قائمة لإيصال المدرب الذي ينجح نفسيا في معالجة مثل هذه الأوضاع الرقمية بالإستراتيجية الموحدة نحو الفوز والتهييء النفساني لكبار المحترفين حتى ولو كانوا متمرسين بالميدان. وعلى النقيض من ذلك يظهر البارصا أكثر جحيما من الريال بعلاقة مع الهزيمة القوية التي صدم بها بالميلان وبالإستهتار المطلق بالخصم أيضا، والجحيم يقدم البارصا أمام استعادة الهدفين بأقصى سرعة عكس الريال الذي سيبحث عن تسجيل هدف على الأقل إن هو استعاد نتيجة التعادل السابقة، والجحيم يقرب البارصا من الإقصاء لأنه موضوع أمام مصيبة غياب المدرب الحقيقي الذي يقرأ أصلا معنى الهزيمة بالرقم الصادم، ومصيبة المكاشفة الجوهرية لاستراتيجية اللعب. ومصيبة قراءة وضع البارصا الخاسر بأسوإ أداء في الموسم حتى ولو تسيد اللقاء بالإحتكار الميداني للكرة أمام الميلان.. وهذه العوامل المتطابقة مع الثقة الزائدة التي كشفها البرصاويون على الأرض هي التي تقوده في لقاء العودة نحو الحل الجدير بالتغيير للحلول المكشوفة. صحيح أن البارصا ما زالت تلعب بنفس الأوتوماتيزمات التي تربت عليها كمدرسة وكأسلوب خاص بها.. وصحيح أن حل إيقافها يتطلب مجهودا ذكيا بفريق يقرأ كل هذه التفاصيل ومن مدرب مسؤول أصلا عن وضع الخاصيات التكتيكية للخطين الوسط والهجوم.. والميلان نجح طبعا في إيقاف هذا الزحف البارصاوي بالمحاصرة الدفاعية مع سرعة المضاد، وسجل هدفين رغم سيطرة البارصا على الرقعة أمام غياب فرص حقيقية كمرصد أساسي يجب الإقرار به على أن البارصا لم تتوقف في الوصول إلى مرمى الميلان إلا في أحايين قليلة من الجولة الثانية. والميلان عندما كسب النتيجة والقراءة الفنية لفصول المباراة بمدربه أليغري وبعناصره المتلاحمة من كل الجنسيات، وصل إلى منتصف طريق التأهل، وسيلعب لقاء العودة بمقاييس مختلفة للحفاظ على كنز الرقم وقراءة زمن المباراة بتفاصيله الدقيقة، وربما قد يجد المدرب أليغري وصفة جديدة لإقصاء البارصا التي أخرجت الميلان منذ عشر سنوات من العصبة. إلى هنا تبدو الحالة مستعصية على البارصا لأن أثر الهزيمة مترسب في غياب رجل قراره التقني تيتو فيلانوفا عن تداريب ومباريات فريقه حتى ولو كان حاضرا من بعيد بإعطاء التوجهات لمساعده جوردي رورا.. والمدرب عندما يغيب عادة، تحدث أشياء غير متحكم فيها في السلوك والإستهثار وتؤدي عادة إلى الخسارة، لذلك يبدو التأثير الإنهزامي بارزا في مؤدى غياب صانع القرار التقني، وبارزا في إيقاف كل الحلول التي تمر منها البارصا إلى الفوز، والميلان وجدت الحل الأصلي لشل حركية ميسي وصناع الوسط والأطراف، وستجد حلول إضافية في لقاء العودة مثلما تبدو حلاوة الحل في بحث البارصا عن أوصاف جديدة لكرة إنقلابية على النتيجة والأداء والأسلوب المتبع لتجاوز كل السدود الدفاعية المفترض أن يقدمها الميلان في لقاء كبير ستشهده القمة بذات الإحتكار البارصاوي وبجديد الحلول التي يتوجب إيجادها مع أقوى فريق عالمي في الفرجة الراقية.. وإلى هنا تبدو حلاوة الحل مطروحة للنقاش مع الريال والبارصا معا وفي موقعين قد يتأهلا من خلالهما بعد موقعتهما المسبقة في لقاء عودة نصف نهائي كأس إسبانيا هذا الثلاثاء، لكن قراءة الحل أمام مانشستر يونايتد رهينة بما سيقدمه مورينيو من ضمانات ذكية لإيقاف زحف روني وفان بيرسي كأضراس موجعة لملاحقة مرمى الحارس العملاق الإسباني دي خيا، ورهينة أيضا بما سيحضره البارصا في موقعة حلولها تبدو مكتوبة من أمريكا لدى المدرب فيلانوفا لقلب مواجع الهدفين إلى فوز قد تشهده القمة البارصاوية على أعلى مستوى من الردع الهجومي، أو إلى استقالة ميدانية أمام ميلان آت للحصانة على الرقم والتأهل.