يبدو ان المدرب البرتغالي لريال مدريد جوزي مورينيو تابع عن كثب مباراة الاربعاء الماضي بين برشلونة وميلان الايطالي (صفر-2) في ذهاب الدور الثاني من دوري ابطال اوروبا, واستعان بالملاحظات التكتيكية التي احتفظ بها خلال فترة اشرافه على انتر ميلان من اجل اسقاط النادي الكاتالوني في معقله (1-3) امس الثلاثاء في اياب الدور نصف النهائي من مسابقة كأس اسبانيا. تأكد مساء امس ان الواقعية هي السلاح الفعال في مواجهة برشلونة لان النادي الكاتالوني عانى, كما كانت حاله في مباراته مع ميلان, في فرض اسلوب لعبه السلس الذي يعتمد على التمريرات القصيرة والتنقلات السريعة للاعبيه ما تسبب بخروجه من الكأس المحلية وتحول حلمه باحراز الثلاثية الى سراب. ان معاناة برشلونة في مواجهة الهجمات المرتدة واعتماده التام على نجمه الارجنتيني ليونيل ميسي تسببا بتنازله عن لقب الكأس المحلية وجعلاه مهددا بالغياب عن الدور ربع النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في المواسم الستة الاخيرة لانه بحاجة الى الفوز بفارق 3 اهداف خلال لقاء الذهاب المقرر في 12 الشهر المقبل على ملعبه "كامب نو" اذا ما اراد مواصلة مسعاه لاستعادة اللقب بعد ان تنازل عنه الموسم الماضي لمصلحة تشلسي الانكليزي والانضمام الى مواطن الاخير ليفربول في المركز الثالث من حيث الفرق الاكثر فوزا باللقب (5 مرات). ظهر جليا في مباراتي الاربعاء الماضي ومساء امس الثلاثاء ان برشلونة يعاني امام فرق تعرف كيفية الدفاع ثم الانطلاق بالهجمات المرتدة السريعة, وتبين ان النادي الكاتالوني يعاني من نقطتي ضعف: استحواذ عقيم للكرة ودفاع هش تماما. كما تأثر "بلاوغرانا" بتراجع اداء محركه الاساسي في خط الوسط تشافي هرنانديز الذي اخرجه المدرب الموقت جوردي رورا في الدقيقة 72 من مباراة الامس, ما يتسبب دون شك بعجز النادي الكاتالوني عن خلق الفرص بالطريقة التي اعتاد عليها في المواسم الاخيرة, وهذا ما اعترف به اللاعب نفسه بقوله: "عانينا في الهجوم, وتسرعنا دون ادنى شك بعدما تلقينا الهدف الاول (من ركلة جزاء نفذها البرتغالي كريستيانو رونالدو في الدقيقة 13)". ومع فريق مثل برشلونة الذي يفخر بقدرته دوما على تسجيل هدف اكثر من منافسه, فان عدم قدرته على استخدام هذا السلاح الاساسي بالنسبة له جعله في موقع لا يحسد عليه بمواجهة فرق سريعة في الهجمات المرتدة مثل ريال مدريد, خصوصا ان دفاع النادي الكاتالوني ليس من نقاط القوة التي يحسد عليها. ومن المؤكد ان اعتماد برشلونة بشكل تام على نجمه ميسي له نقاطه السلبية ايضا لانه لا يمكن لاي لاعب في الكون ان يكون في افضل حالاته في جميع المباريات التي يخوضها خلال الموسم, وكانت مباراتا ميلان وريال من تلك الايام التي شعر فيها النجم الارجنتيني ان لا حول له ولا قوة, فكانت العواقب وخيمة على فريقه خصوصا ان افضل لاعب في العالم خلال الاعوام الاربعة الاخيرة لعب دورا اساسيا في تصدر فريقه لترتيب الدوري بفارق 12 نقطة عن ملاحقه اتلتيكو مدريد و16 عن ريال, وذلك بتسجيله 38 هدفا في 25 مباراة!. وفي ظل معاناة ميسي, لم يتمكن اي من النجوم الاخرين من حمل الفريق على كتفيه مثل شيسك فابريغاس الذي لم يكن افضل حالا على الاطلاق من زميله الارجنتيني او اندريس انييستا وبدرو رودريغيز. ويفرض سؤال نفسه بقوة في مسألة تحليل وضع برشلونة الحالي, وهو هل تأثر النادي الكاتالوني بغياب مدربه تيتو فيلانوفا المتواجد في نيويورك من اجل مواصلة علاجه بعد استئصال ورم متجدد في الغدة اللعابية? من الوهلة الاولى لا يبدو ان غياب فيلانوفا يؤثر على الفريق لان الاخير اعتاد على تطبيق اسلوب لعب معين يلتزم به في جميع المباريات, وهذا ما جعله الفريق الاكثر متعة للمشاهدة. لكن هذا الامر لا يعني ان بامكان برشلونة ان يطبق دوما اسلوب اللعب الخاص به, وابرز دليل على ذلك ما حصل في مباراتي ميلان وريال مدريد, وحينها سيكون للمدرب دوره في اعتماد مقاربة مختلفة وهنا يأتي تأثير غياب فيلانوفا, وهذا ما اعترف به رورا بنفسه قائلا: "غياب تيتو ملاحظ كل يوم. ما نقوم به هو محاولة تقليله (حجم تأثير غيابه)". ويبقى معرفة اذا كان رورا سيعتمد مقاربة مختلفة في المباراة المصيرية مع ميلان, وهو تحدث بصراحة عن امكانية ادخال تعديلات, قائلا "يجب التفكير دوما بخيارات تكتيكية اخرى. ضد ميلان, هناك احتمال ان نجري بعض التغييرات". ومن الخيارات المطروحة امام رورا اشراك دافيد فيا اساسيا في خط المقدمة ما سيخفف الضغط على ميسي ويحرر انييستا بعض الشيء, كما هناك خيار عودة النجم الارجنتيني الى دور صانع الالعاب والاعتماد على فيا كرأس حربة وحيد.