بدهاء ومكر وحتى بالحكمة دبر الرجاء في شخص رئيسه الحالي سعيد حسبان صيفه معلنا تحديه للإستمرار حتى متم ولايته و فارضا الإحتكام لجمع عام من إختاره وليس بتصميم المنخرطين ليكون الفيصل بينه وبين معارضيه. في المتابعة التالية نعرض للمقاربة التي إعتمدها الرجاء لتذليل العقبات التي إنتصبت في طريقه وليؤكد أنه رغم كل الإكراهات المحيطة به جاهز ليكون متسيد البوديوم من جديد. تدبير بالمكر والحكمة لم يرضخ سعيد حسبان للضغوطات و لا هو إنحنى للعواصف بل جابهها بتحد كبير وبجرأة أكبر على التصدي لكل الساعين خلف قطاف رأسه والإطاحة به من رئاسة النادي معلنا رغبته في الإحتكام لجمع عام عادي وليس إستثنائيا كما ينشده المنخرطون ليكون هو من يقرر مصير الخضراء. أزمة مالية عاصفة ومشاكل داخلية وتطاحنات فرضت خرجات للأنصار مطالبة الرئيس بالتنحي وبلغت في المجموع 5 إعتصامات ومسيرات لم تفض للنتيجة المطلوبة ولا هي مكنت الأنصار من تحقيق الغاية التي راهنوا عليها ليرد الرئيس الحالي و بالأدلة الموثقة للأزمة على أنها من تبعات الماضي و لا يتحمل فيها أي قسط من المسؤولية. تدبير بترك كل العواف تمر والظهور بين الفينة والأخرى في الواجهة بإنجاز تعاقد أو تعاقدين كلها أمور مكنت سعيد حسبان من إمتصاص الغضب المحيط به جزئيا وليفرض سلاما على الأجواء الداخلية في إنتظار أن تنجلي غمامة التطاحنات مع مستهل البطولة. مركاطو ذكي توقع الكثيرون و هم يطالعون باستمرار أخبار الرجاء المنهكة والمرهقة من الناحية المالية أن يصادف الفريق صعوبات على مستوى إندجاز بعض التعاقدات وأن يدير اللاعبون ظهورهم له إلا أن العكس هو الذي حدث. الرجاء أنجز 4 تعاقدات وكلها كانت ذات طبيعة حرة بدأها بضم الثنائي الحامل لإسم زكرياء حدراف من الدفاع الجديدي والهلالي من الحسيمة وبعدها عرج على لاعبه السابق محسن ياجور في ضربة معلم أنجزت في عز الأزمة والتطاحن وكانت كافية لإمتصاص جزء كبير من الخلافات وإذابة جليدها. الرجاء سيتوصل لاحقا لاستثمار إسمه وصورته من خلال إقناع اللاعب عبد الرحيم الشاكير بحمل ألوانه والدفاع عنها بعد فك إرتباطه بالجيش الملكي وليكون رابع لاعب وبخبرة عالية يوقع للفريق مع تسجيل أن 3 من الموقعين يحملون صفة لاعب دولي. تيكي تاكا والهوية رجاوية لعلها من حسنات التعاقدات أم حتى من صدف التدبير أن يعلن الفريق طلاقه على السريع مع عبد الحق بن شيخة ليجد في مدرب أجنبي آخر ضالته حتى وإن كان الأخير لا يحمل خبرة سابقة ومعرفة عتيقة بأجواء البطولة وهو الإسباني خوان كارلوس غاريدو. ولأن المدرسة الإسبانية إشتهرت كونها إستلهمت النموذج البرازيلي منحيث سحر الأداء واللعب باللمسة الواحدة خلال المواسم الأخيرة، فقد كان هذا متناغما و مطابقا لهوية النادي الذي إشتهر منذ نشأنه كونه من الأندية التي تعتمد هذا الأسلوب ضمن سياق طابعها الذي طالما أسر الملايين من المتتبعين والعشاق بالمغرب وخارجه. بإفران كما أكادير بدا جليا أن الأسلوب والشكل الخططي المعتمد من طرف المدرب الإسباني يليق بجلباب الرجاء وعلى أن اللاعبين لم يتأخروا كثيرا ليفصلوا هذا الشكل على مقاسهم الخاص بما يمتع الأنصار وتبقي الهوية الخضراء حاضرة وتلبس الزي الإسباني. الفيفا على الخط بدا مثيرا أن يكون صيف الرجاء هادئا بخلاف التوقعات التي خمنت أن يأتي عاصفا و يكون حارقا على سعيد حسبان إلا أن الأخير أظهر أنه إكتسب من المناعة والقدرة ما جعله يصمد بوجه كل التيارات ويعلن إستمراره بمنصبه متحديا صوت الجمهور وإرادة المنخرطين وحتى تعليمات أوزال. إلا أن المثير والذي سيضاعف متاعب الرجاء أكثر هو أن ترد عليه 5 برقيات كلها تطالب بحلول آنية وعاجلة وتسويات لخلافات مع لاعبين أو مدربين. الفيفا ستبلغ الرجاء بضرورة تصفية مشكل اللاعب أساموا الغاني ومعه ياكوبو كما ستبلغه بضرورة الفصل في نزاع أحمد المسعودي والختام بقضيتي بلمعلم مع بني ياس وخالد القربي التونسي الذي كسب قضيته مع الفريق. وبين هذه المراسلات الصادرة من أعلى هيأة كروية بالعالم كانت الجامعة تطالب في شخص غرفة النزاعات بإيجاد مخرج لخلاف الفريق مع محمد فاخر من جهة و قديوي وعدد من اللاعبين الآخرين المطالبين بمستحقاتهم من جهة ثانية. المنخرطون وراية الإستسلام في وقت كان عدد من المنخرطين قد أشهروا إستسلامهم وأعلنوا أنهم ما عادوا يملكون القدرة على التغيير بسبب فشلهم في إقناع محمد أوزال بتولي دور الإطفائي ورجل المرحلة المؤقت ومعه أحمد عمور وثانيا بسبب عدم بلوغهم ما كانوا يطمحون إليه وهم يراسلون العصبة الإحترافية والجامعة لجعلها تفرض جمعا عاما إستثنائيا وإنتخابيا، كان آخرون من قادة هذه الهيأة يعلنون أنهم سيفرضون هذا الجمع حتى لو رفضته الأجهزة الوصية على اللعبة بالمغرب. المنخرطون وبعد أن بلغوا النصاب المطلوب وبعد ان توفقوا في أن يعلنوا إجماعا بخصوص رفضهم إستمرار سعيد حسبان رئيسا مازالوا يصرون على تفعيل المطلب مهما كلفهم ذلك من ثمن مؤكدين إستحالة مواصلة حسبان لمتم ولايته أو حتى لموسم إضافي. بهذا الشكل دبر الرجاء صيفه وتهيأ لموسمه الجديد مراهنا على جاهزية لاعبيه الدوليين وعلى الدفعة المعنوية التي بإمكانها أن تأتي من الجمهور وذلك لتسيد البوديوم من جديد.