خرج السباح الاميركي كايليب دريسل من ظل "أستاذه" الاسطوري المعتزل مواطنه مايكل فيلبس، بمعادلته رقمه القياسي بسبع ميداليات ذهبية في بطولة عالمية واحدة للسباحة، فارضا نفسه كأبرز المرشحين لملء فراغ غيابه عن هذه الرياضة. وأصبح دريسل (20 عاما) السبت أول سباح يحرز ثلاث ميداليات ذهبية ضمن جولة واحدة في بطولة العالم، بفوزه في 50 م حرة و100 م فراشة والتتابع 4 مرات 100 م حرة، علما انه حقق هذا الانجاز خلال 98 دقيقة فقط. والأحد أحرز السباح الأميركي الشاب ميداليته السابعة في بطولة العالم التي اختتمت أمس في بودابست. وإضافة الى السباقات الثلاثة المذكورة، حصد دريسل الذهب في أربع ذهبيات في منافسات التتابع 4 مرات 100 م حرة، و4 مرات 100 م حرة للمنتخبات المختلطة، وأربع مرات 100 م متنوعة للمنتخبات المختلطة، وأربع مرات 100 م متنوعة. ووضعت هذه الانجازات دريسل في مصاف الأسماء الأميركية الكبيرة في تاريخ السباحة، مثل فيلبس وراين لوكتي الذي أحرز خمس ذهبيات في بطولة العالم 2011، ومارك سبيتز الحائز سبع ذهبيات في دورة الالعاب الأولمبية الصيفية 1972 في مدينة ميونيخ الالمانية. وقال البطل الأولمبي الاميركي في منافسات السباحة صدرا راين مورفي، ان ما حققه دريسل في مونديال 2017 "هو على الأرجح واحد من أفضل خمس مشاركات لسباح أميركي في بطولة واحدة، علما ان الأربع الأخرى تعود الى مايكل فيلبس وراين لوكتي". وأضاف "ان يكون الى جانب هذه الاسماء ليس إنجازا بسيطا، وآمل في ان يكون ذلك مجرد بداية بالنسبة إليه وان يحظى بمسيرة رائعة فعلا". اللافت في ما حققه دريسل، لاسيما الانجاز غير المسبوق السبت عندما أحرز ثلاث ميداليات ذهبية في غضون 98 دقيقة، انه كان شبه مغمور حتى في عالم السباحة، قبل انطلاق مونديال بودابست. وقالت السباحة السويدية سارة سيوستروم التي أحرزت ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة 2017 "لا أعرف حتى ما اذا شارك (دريسل) في أولمبياد العام الماضي (في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية)". وأضافت "الأكيد انه خطا خطوة كبيرة جدا هذه السنة". وشكل أداء دريسل جزءا من أداء لافت للولايات المتحدة خلال منافسات السباحة في بودابست، اذ حصدت 38 ميدالية بينها 18 ذهبية، بينما اكتفت بريطانيا الثانية بسبع ميداليات بينها أربع ذهبيات. ولم يكن دريسل النجم الوحيد بين مواطنيه، اذ أصبحت كايتي ليديكي (20 عاما) أكثر إمرأة متوجة بذهبيات في بطولة العالم، اذ بات في حوزتها 14 ميدالية، لتتفوق على مواطنتها ميسي فرانكلين (11). وأحرزت ليديكي في بودابست خمس ميداليات ذهبية معظمها في منافسات السباحة الحرة. الا ان السباحة الشابة أقرت ان الميدالية التي ستبقى محفورة في ذاكرتها هي فضية سباق 200 م حرة، حينما حلت ثانية خلف الايطالية فيديريكا بيليغريني التي كبدت الأميركية خسارتها الأولى في 15 سباق نهائي في ثلاث بطولات للعالم. وعلى رغم الأداء اللافت لليديكي، سرق دريسل الأضواء والتنويه. وقال مواطنه مات غريفيرز "لقد شهدت ولادة نجم". أما فيلبس فنوه عبر حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتألق دريسل، ونشر صورة تجمعهما على هامش أولمبياد ريو 2016. وأشار السباح الاسطوري الذي أحرز 23 ميدالية ذهبية في دورات الألعاب الاولمبية، ان متابعة دريسل كانت "ممتعة جدا!". الا ان دريسل نفسه شدد خلال البطولة، على إدراكه لحجم الآمال المعلقة عليه والجهد البدني الذي يتطلبه الأداء الذي يقدمه. وقال في تصريحات صحافية "لم يتح لي الكثير من الوقت للتفكير (...) بقدر ما يتطلبه الأمر بدنيا، بقدر ما هو مرهق أكثر ذهنيا". وبعد اختتام البطولة، كشف انه "سعيد جدا للانتهاء. لقد تعبت كثيرا". وفي كل مرة سئل فيها من قبل الصحافيين عن مقارنته بفيلبس (32 عاما) الذي اعتزل العام الماضي، بدا دريسل حذرا في الخوض بها. وقال السباح الشاب "هذا سؤال صعب (...) لا أعرف ما اذا كنت أرحب بذلك"، في إشارة الى المقارنة مع فيلبس. أضاف "لكنني أعرف ان هذه المقارنات ستكون حاضرة. لا أعتقد انها تفرض مزيدا من الضغط علي. ما أريده هو مواصلة ما أقوم به في هذه البطولة وفي المستقبل". وتابع "قد لا يكون ثمة مفر من المقارنات (...) لكنني لست مايكل".