مستعد لخدمة بلدي متى طلب مني ذلك بطولتنا قوية وبأسمائها قادرون على صنع الفارق أكد مصطفى مديح مدرب الوكرة القطري أنه مستعد في أي لحظة وحين للعودة للمغرب للإشراف على منتخب من المنتخبات الوطنية متى طلب منه ذلك، مبرزا في الوقت ذاته استعداده المطلق لتقديم برنامج متكامل ينسجم مع المرحلة المقبلة بحكم معرفته الدقيقة بخبايا كرة القدم الوطنية، وأضاف بأن البطولة المغربية تتوفر على عناصر جيدة فقط ينقصها إطاري الإستقرار والثقة، ومبديا أسفه على ما آل إليه وضع فريق الجيش الملكي هذا الموسم. - المنتخب: بداية نود معرفة جديدك هناك بقطر رفقة الوكرة والمسار الذي أنتم فيه هذا الموسم، هل أنت راض عن الحصيلة؟ - مصطفى مديح: مجددا أحمل لكم شكري على بقائكم بالقرب مني تتابعون مسيرتي ومسيرة كل الأطر واللاعبين المغتربين، لأني أحس أن في هذا مكافأة على سنوات العمل والجهود التي بذلناها والتي لم تذهب سدى.. مسيرة الوكرة هذا الوسم جيدة للغاية قياسا بما هو متوفر لنا من أسماء، لأني عملت على تشبيب صفوف الفريق ب 4 عناصر وكسبنا لاعبين جدد، والأهم هو أن الأهداف التي توافقنا عليها تحقق جزء كبير منها ولله الحمد، ولو قدرنا لنا وأن وجدنا مكانا ضمن رباعي الصدارة سيكون ذلك إنجازا كبيرا. - المنتخب: يبدو أنك طردت الدهشة في ثاني موسم لك بقطر، سيما بعد أن تعزز الدوري بمدرب مغربي آخر؟ - مصطفى مديح: هذا صحيح، وأعتقد أن أي إطار عمل جديد إلا ويتطلب فترة من الوقت للإستئناس به ومعرفة كل الكواليس المرتبطة به.. الموسم الأول كان مخصصا للتأقلم مع الحياة ككل، وحاليا أحس أني داخل الأجواء بلا مركبات نقص.. بخصوص المدرب حرمة الله فهناك مدرب عربي آخر من تونس انضاف لنادي الشمال، وكنت خلال فترة من الفترات العربي الوحيد الذي يصاقر الأجانب. - المنتخب: بعد أن حققت واحدة من غاياتك بالتحليق وتجريب حظك بالخارج، كم تبلغ حظوظ العودة للمغرب حاليا؟ - مصطفى مديح: الحمد لله وفي ظرف موسمين صنعت إسما لإطار وطني أثبت حضوره هنا ويحظى بكامل التقدير والإحترام، هناك عروض أخرى وهناك أطراف تعبر عن إعجابها لما بذلته من عمل، وهذا يدخل ضمن إطار أخلاقي أولا والمهنية ثانيا، والتي تفرض علي أن أكون في مستوى الحدث.. بخصوص العودة ذلك مرتبط بما يصلني من أصداء عن ورود إسمي ضمن قائمة المرشحين لأحد المنتخبات. - المنتخب: ما أفهمه من كلامك أن هناك من جس نبض للعودة؟ - مصطفى مديح: فعلا، لكنها اتصالات حتى وإن كانت من أشخاص أقدرهم، إلا أنها لم ترق لدرجة الرسمية من الجهات المسؤولة داخل الجامعة، سمعت عن كون إسمي واردا ضمن لائحة المرشحين للمنتخب الأولمبي، وصدقني بأني أحس بدين كبير للوطن على أكتافي ما زل لم أسدده كما ينبغي، هناك مكافأة للبلد لم يحن الوقت بعد لنعيدها إليه، ومتى طلب مني ذلك سألبي الدعوة بلا تردد. - المنتخب: معنى هذا أن سياق المنتخب الأولمبي ما زال يستهويك برغم تجربة سابقة لك معه؟ - مصطفى مديح: ولم لا، أعتقد أنه في ظل ما يصلنا من أصداء عن أوراش الجامعة الحالية، وعن استراتيجية الإصلاح المؤملة للفترة المقبلة والنية الجادة في ترسيخ إطار اشتغال جديد، فإني أؤكد على كامل استعدادي لتلبية الدعوة متى طلب مني ذلك، ومتى دقت الجامعة الباب فأنا لن أتردد في العودة، هذا يدخل ضمن خانة الواجب الوطني. - المنتخب: برأيك مصطفى على ضوء ما حصل للمنتخب الحالي وما واكبه من إحقاقات، أين تحدد المسؤوليات من وجهة نظرك؟ - مصطفى مديح: هي مسؤولية مشتركة وأنا ضد أن تلصق باللاعبين مثلا، ليقيني التام بأننا نملك جيلا موهوبا اغتيلت أحلامه، صدقني بطولتنا الوطنية أقوى مما يتصوره البعض، إيقاع محترم ومستوى تقني جيد للغاية، أقول هذا انطلاقا من تجربتي هنا بالخليج ومما أشاهده أسبوعيا من مباريات، والمنتوج المحلي جد محترم، فقط ذهب ضحية المرحلة والنتائج. - المنتخب: معنى هذا أنك ممن يؤيدون البناء القادم من داخل البطولة؟ - مصطفى مديح: أكيد، ولا شك في هذا، لقد كنت خلال مرحلة من المراحل أعتمد بشكل مطلق على لاعبي البطولة مع الإكتفاء بمحترفين لهم ثقلهم وكانوا يمارسون بانتظام داخل نواديهم والنتائج كانت جيدة، علينا أن نقرأ الحصيلة الماضية من جهة موضوعية وشفافة، وهي كم ربحنا وماذا ربحنا مع الجيل الكبير من المحترفين؟ أناهنا لا أتبنى استراتيجية عمل بقدر ما أقيم الحصيلة من معطيات موضوعية. - المنتخب: أكيد أنك تابعت قرعة كأس إفريقيا القادمة 2012، كيف تقرأها خاصة المواجهة مع الجزائر؟ - مصطفى مديح: لا يمكن أن أعطيك أي حكم وأي قراءة ما دام واقع المنتخب الوطني يميزه الفراغ الحالي على المستوى التقني خاصة، بعد أن نتعرف على المدرب والأسماء المشكلة للهيكل، حينها ستكون القراءة موضوعية وصحيحة، ومع ذلك أظن وقياسا بتاريخنا الكروي وبرصيدنا المحترم قاريا لا يمكن أن نرضى بسقوط ثان حتى ولو كانت الجزائر طرفا في معادلة المنافسة، ومسألة التأهل يجب أن تكون من البديهيات. المنتخب: سأختم لك بقراءة لمسار الجيش الملكي بحكم أنك أشرفت عليه، كيف تلمسها من وجهة نظرك؟ - مصطفى مديح: حقيقة مؤسف ما يعيشه فريق الجيش الملكي هذا الموسم، ومؤسف جدا خاصة في محور الهجوم الذي شكل خلال الموسم الذي دربته نقطة من نقاط قوته وأن يسجل الجيش 7 أهداف هي حصيلة خجولة لا أجد لها مبررا ولا تفسيرا قياسا مع العناصر التي يتوفر عليها، ألمس غيابا غريبا للحافز لدى اللاعبين، ويقيني كبير بأن الفريق العسكري قادر في كل لحظة وحين على ترجمة عودته متى استعاد ثقته بالنفس لأنه يملك مقومات الفريق الكبير. في الختام أؤكد على أننا كأطر وطنية حتى وإن كنا مغتربين إلا أننا نحس بنبض الجمهور المغربي وبما يسعى لتحقيقه لاحقا.