خرجة لمياغري خطير هذا الذي حدث في الندوة الصحفية التي أعقبت تعادل المغرب أمام الرأس الأخضر عندما أكد الحارس الدولي نادر لمياغري في تصريح بالواضح وأمام ملايين المغاربة والعرب «ماكاين لاخطة لاوالو.. اللي عندو الروح والغيرة الوطنية هو اللي كيدافع على القميص الوطني وكيتقاتل في التيران». ثم عاد ليقلب التصريح بالتصريح اللطيف والمحابى بتدخل من أطراف مقربة من الفريق الوطني بهدف تصحيح ضربة الكاو بمداعبة رقيقة للأطراف التي وجه إليها لمياغري سهام الإنتقاد وعلى رأسها الإطار رشيد الطوسي ومن معه مرفوقا بلاعبين ليست لهم روح القتالية.. طيب ما مدى أهمية هذا الكلام الغريب لنادر لمياغري الذي خرج نجم المباراة مع العرابي وبرادة أمام الرأس الأخضر برغم أن النزال كاد يكون كارثيا لو خسر المغرب أمام الرأس الأخضر وربما تداعت حوله قنابل موقوتة أكثر مما فجرها لمياغري بتصريحه «ماكاين لا خطة لاوالو..».. هل يعترف لمياغري حقا بأن الطوسي ليس مدربا على الإطلاق، وهو ما نفاه بعد ذلك في تصريح ثاني مدعم بأطراف على أساس أنه فهم بشكل خاطئ وأن المدرب هو الذي يضع خطة اللعب؟.. ولماذا غير تصريحه العقابي بتصريح شبه إعتذاري؟ وهل يرى لمياغري بالفعل أن الطوسي لا يقدم قناعات تقنية محضة في الرقعة والإختيار حسب معطى «ماكاين لا خطة ولاوالو» أي أن الطوسي لا يملك أي شيء على الإطلاق كمدرب وربما يكون المنتخب أكبر منه على فريق بطولة؟. أشياء كثيرة يفسرها منطق تحليل هذه الرجة الإنتقادية التي أحدثها لمياغري تحت ردة فعل عنيفة لعدم قدرة المنتخب المغربي على الفوز في مباريات تبدو قابلة لتجسيد ذلك أمام أنغولا والرأس الأخضر مع أن نقاط التأهل كانت مطروحة في سياق جميع المؤشرات الجاهزة والإمكانيات المتوفرة بالمعلومة والجاسوسية وحتى الفيزيولوجية..و.. و.. هل أراد لمياغري شرح المفضحات التي قدمت الأسود بكارثية الخطة بين لقاءين مختلفين في القراءات؟ وهل نعث لمياغري مدربه بالفاشل تقنيا حسب «ماكاين لاخطة لاوالو.»»؟. أوراق أخرى في ذات التصريح تبدو إيجابية في رصد محتوى الأداء الباهث لبعض المحترفين الذين غابت عنهم القتالية والغيرة الوطنية.. لكنها برغم إيجابياتها في توجيه سهام النقد، يبدو الإحتمال القوي ضربة موجعة لما عراه لمياغري من وقائع قد تقسم المنتخب شكلا ومضمونا في الطرح والفوضى والشجار ومصيبة المشاكل التي لا يعرفها الجمهور المغربي جراء تفاعلات هذا الإجراء المتصدع لتصريح الحارس مفندا أصلا بتصاريح متقاربة أخرى للطوسي ووليد الركراكي في انتقاد الفريق الوطني بالخذلان وعدم وجود فريق يلعب 90 دقيقة كاملة.. لذلك نحن أمام ضربات موجعة في صلب الفريق الوطني بين خروج المياغري إلى الواجهة العلنية قبل أن يقلب كلمته الرجولية إلى كلمة الإستعطاف. وبين أركان التصريحات غير المسؤولة للطوسي ومن معه وبأضرار نفسية على محيط اللاعبين الذين اختارهم هو شخصيا كمسؤول أول على الفريق الوطني وعلى اختياراته الكاملة من دون تدخل أي طرف في عمله، وهذا الخروج الإستهثاري يؤكد في العمق غياب الإحترام بين العميد والناخب، وغياب الرزانة والعقل لدى الطوسي عندما ينعث فريقه بالخذلان أمام انتظارات حاسمة يفترض فيها أن يكون التأهل حاضرا فيما لو غير اللاعبون صورتهم الباهتة إلى رجال في المعركة موازاة مع انتقاد وليد الركراكي لأداء بعض المحترفين، وترقيع جولات أنغولا والرأس الأخضر التي ظهر فيها المغرب جيدا لتكون متكاملة الخياطة في لقاء جنوب إفريقيا. المشكلة في أن عرين المنتخب لايملك مسؤولا عاقلا لإيقاف هذا النزيف التواصلي المهترئ لتصريح عميد المنتخب على الهواء مباشرة مع أنه صادق في بعض تجلياته وخاطئ في توقيته ، ثم تصريحات الناخب المتضاربة فضلا عن مسؤولية الركراكي غير الخبير بمسؤولية الكلام الخارج عن إطار الإحترام لأنه يضرب في ذلك عمل الطوسي وعمل المعد البدني وحتى عمل الأندية الأوروبية.. وبذلك نحن أمام فريق وطني متسيب في قاعدته التقنية والتواصلية بالدرجة الأولى ومتسيب أيضا في تضارب تصريحاته حتى بين اللاعبين أصلا من دون توحد في الرؤى والمنطق والعقل الموحي باستجماع التلاحم الرجولي لإبعاد مخلفات التواضع مقابل تغيير الوجه والصورة بنمط قتالي مفروض أن يكون منذ بداية المباريات وليس في آخر مباراة يصعب فيها الفوز على جنوب إفريقيا كمنظم محاط بالمناصرة والدعم وأشياء أخرى... وهذا ما عاب على الفريق الوطني أداء وحضورا وقتالية كأدوات يصنعها المدرب كحافز معنوي مثلما أجيز له ذلك بقناعات الفوز على الموزمبيق مع أنه منتخب عادي مثل أنغولا والرأس وليسو جميعا بقوة الكوت ديفوار مثلا... وحتى القراءات الخاصة بأنغولا والرأس الأخضر لم تكن شافية على الإطلاق في منحناها التقني وهي من وضعت الأسود بحجمه الصاغر وبجولات قاتمة ونابعة من سوء تدبير منهجي للخطة والرجال المفروض فيهم أن يربحوا قناعات الخطة أولا، مع أن الطوسي تأكد جليا من أن رأس الحربة الواحد لا يصفق، ومفروض أن يكون مدعما بمهاجم آخر مثلما شاهدنا كيف جاء التعادل أمام الرأس الأخضر بتغيير منهجي لخط الهجوم.