لا يوجد في القنافذ من هو أملس حتى لو كان بصلعة مثل صلعة صديقنا جياني إينفانتينو الذي يلبس ثوب الحياد السويسري في الواجهة ويتخفى في جلده الإيطالي حين يجنح للمناورة والضرب تحت السرة والحزام. مع جياني الكرة ستعيش ثورة لا أحد توقعها ولا هي وردت على بال وخاطر، ستتغير النظم والتقاليد ولربما فكر ذات يوم ليصحو على قرار تغيير حتى حجمها، تغيير سيواكب الثورة الرقمية والتكنولوجية وستفقد معه الجلدة ألقها الفطري الذي جنن العالم وجعله يدور حول محيطها. سيتفوق جياني في ثعلبيته ومكره بطبيعة الحال على هافلانج وسيتجاوز بلاتير في كل صنوف الخبث التي عرف غير المأسوف على رحيله «سيب» بها نفسه، وسيخلد إينفانتينو نفسه كأكبر «مقص» مر من الفيفا. قريبا سيصل المهتمون بشأن الكرة إلى أن جياني مجرد رقم صغير ومجرد ورقة بيد الكبار، وهؤلاء الكبار لا علاقة لهم بالكرة وهم من خارج محيط الكرة تم استغلالها مواكبة لربيع التغيير الذي شهده العالم سياسيا. وسيتم التوصل إلى أنه هو من أطاح ببلاتير وهو من جر بلاتيني لبئس المصير وهو من هندس للخروج البئيس والمثير لعيسى حياتو من محراب الكاف، وهو من رسم فصول التغيير في الجامعة الأرجنتينية لما بعد حقبة غراندونا الطويلة والمديدة، وهو نفسه من لا يدخر جهدا للحضور حتى بالجارة موريتانيا ليشهد تغيير مجالها الكروي، وفي ذلك أكثر من إشارة على أنه لا يكل ولا يمل ليتواجد في كل بؤر تغيير نظم الكرة محليا وقاريا. وقبل هذا بفترة حضر صديقنا إينفانتينو للمغرب ودعا لقجع لمطبخ زيوريخ، وسيرا على نهج سلفه غير الصالح بلاتير بقتل الميت والسير في جنازته، بلازمة المديح بالواجهة ورثائه خلف الستارة. لذلك لا أصدق ما يقوله جياني وما يعدنا به هذا الإيطالي، وكل مرة يكبر فيها هامش وعوده يزداد توجسي كونه يطبخ طبخة سرية قد تغير كل جداول الأنهار فيما يخص تحديد وجهة استضافة مونديال 2026. ومخطئ من يعتقد أن إفريقيا هي المستفيد من زيادة شطائر البيتزا الخاصة بالمقاعد المضافة، أو أن رئيس الفيفا يريد إقرار ميزان العدل فيما يخص تركة المقاعد هاته. جياني يريد توسيع قاعدة المشاركة بالمونديال الثوري سنة 2026 ليربح 900 مليون إسترليني إضافية، وليس لسواد عيون المغرب أو مصر أو حتى السينغال ولا باراغواي أو الأكوادور أو الأردن والبحرين ولاحتى الكويت أو السعودية والعراق، هي منتخبات يرى المراقبون أنها ستستفيد من نظام الزيادة. إينفانتينو أقر الزيادة وبنسبة مائة بالمائة للقارة الصفراء آسيا كي تحضر الصين التي تضم أكثر من مليار نسمة بشرية. جياني ليس غبيا ويتابع تطور الكرة بالصين والأرقام المهولة التي صارت تعرض على اللاعبين والمدربين، ويعلم أن مستقبل اقتصاد العالم سيكون بعنوان صيني بارز. أقر جياني الزيادة كي تحضر نيوزيلندا ببقرها الحلوب ومستشهريها الكبار ولو كضيفة شرف كما يحضر أوكلاند سيتي مونديال الأندية ويغادر. يريد حضور كندا والباهاماس والبلدان التي ستعزز المجال التسويقي وتضمن سفرا بلا حدود للكرة لهذه البلدان. لذلك لست مطمئنا لما يصرح به جياني، فهو من أكل مؤخرا عيسى حياتو في إثيوبيا كما يأكل الذئب الغنم وعاد ليبكي مع السارح. جياني السويسري الطالياني يثير هواجسي ومنذ لحظة تجرأ على ترامب وقصفه بعنف وهو الموقن لدور الأمريكان في انقلاب الفيفا أدركت أنه لا ثقة فيه.