أقر الدراج الأمريكي لانس أرمسترونغ بتعاطيه المنشطات في مقابلة متلفزة مطولة مع مقدمة البرامج الشهيرة أوبراه وينفري٬ بحسب ما ذكرت صحيفة "يو أس آي توداي" الأمريكية. وبحسب الموقع الإلكتروني للصحيفة٬ فإن أرمسترونغ أقر لأول مرة بعد نفي دام سنوات٬ خلال حلقة سجلت أمس الاثنين في مقر سكناه المترف في أوستن (تكساس) وستعرض بعد غد الخميس على التلفزيون وشبكة الأنترنت٬ بتعاطيه المنشطات بمعرفته بدون وصف الطرق التي اعتمدها أو تسمية الأشخاص الذين ساعدوه. وبعد إجراء المقابلة بقليل٬ كتبت وينفري على مدونة "تويتر" أن المقابلة دامت ساعتين ونصف وواجهت فيها أرمسترونغ "الجاهز" للتحدث بدون أن تعطي تفاصيل أخرى. وتجمهر مراسلون صحافيون ومصورون وفرق النقل التلفزيوني في وقت مبكر قبل تسجيل الحلقة في الطريق قبالة منزل أرمسترونغ المحجوب بحائط إسمنتي كبير بارتفاع 4ر2 مترين. وكان الاتحاد الدولي لسباق الدراجات قد أوقف الدراج الأمريكي وجرده من ألقابه مؤيدا عقوبة الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات لحامل لقب طواف فرنسا سبع مرات سابقا. وقال بات ماكويد٬ رئيس الاتحاد الدولي آنذاك٬ إن "أرمسترونغ لا مكان له بعد الآن في عالم الدراجات". واتفق الجميع على أن أرمسترونغ (41 عاما)٬ بطل طواف فرنسا بين 1999 و2005٬ اعتمد "برنامج التنشط الأكثر تعقيدا في تاريخ الرياضة" في ضوء التقرير الضخم الذي أصدرته الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات "يوسادا" (1000 صفحة)٬ فصلت فيه أدلة وضمنته شهادات ووثائق وإثباتات جمعتها من 26 شخصا من أقرب المقربين إلى "المتهم" بينهم 11 دراجا من زملائه السابقين٬ وزوجته السابقة كريستين التي تعتبر العنصر الأبرز في الحملة ضده٬ علما أن الفحوص التي أجريت له خلال مسيرته منذ شفائه من سرطان في المحلب لم تثبت قط تناوله منشطات. ومنذ تعرضه للعقوبات٬ فقد أرمسترونغ٬ بطل العالم 1993 (أحد الألقاب النادرة التي قد يحافظ عليها)٬ أكثرية الشركات الراعية له٬ وتواصله مع "ليفسترونغ"٬ الجمعية التي أنشأها عام 1997 وجمعت نحو 500 مليون دولار لمحاربة مرض السرطان. والتقى أرمسترونغ قبل إجراء المقابلة بساعات مع أعضاء الجمعية حيث قدم اعتذاره لها. وقالت راي بازاري٬ المتحدثة باسم الجمعية٬ "جاء لانس إلى مقر الجمعية اليوم لإجراء محادثة خاصة مع فريق عملنا وقدم اعتذارا صادقا من القلب للتوتر الذي تسبب به لهم". وأكد أرمسترونغ٬ الأب لخمسة أطفال والذي اعتزل عام 2005 ثم استأنف المنافسة عام 2009 من دون أن يحرز ألقابا جديدة٬ أن الهدف من عودته التوعية من السرطان. وتظهر شهادات زملائه أنه مارس "سطوته" وضغوطه عليهم بمؤازرة من يوهان برونيل "كاتم أسراره" ومدير الفرق التي دافع عن ألوانها (يو إس بوستال٬ ديسكوفري تشانيل٬ أستانة٬ راديو شيك)٬ للسير في برنامج التنشط المتطور والمعقد في آن. كما أنه لا يرحم منافسيه ويستخدم معهم أسلوب التوبيخ والزجر والتهديد. وعلاقته مع وسائل الإعلام شابتها سقطات كثيرة لا سيما عندما كانت تشير إلى شكوك تتعلق بتألقه الدائم وتعزو سر ذلك إلى المنشطات٬ ومنها ما تناولته صحيفة "صنداي تايمز" في هذا الشأن في مقال نشر عام 2004٬ قبل التوصل إلى صيغة تسوية معه تقضي بعدم نشرها معلومات إضافية. وإذا كان الدراج السابق قد اعترف بتناوله المنشطات عمدا٬ فإن لذلك تداعيات قانونية عديدة٬ فبالإضافة إلى الجوائز المالية التي حصدها٬ يمكنه التعرض لملاحقات جزائية قد تقوده إلى السجن بحسب بعض القانونيين. وتطالب صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أرمسترونغ بمليون جنيه استرليني بعدما أجبرها الأخير على دفع 300 ألف جنيه استرليني عام 2006 في قضية قدح وذم بعد اتهامه بالغش.