كيف حلق بالحمامة لاعتلاء الزعامة؟ الفوز بلقب البطولة أنصف الكرة الجميلة وكافأ صبري أجد متعة في تدريب الفرق وقيادة المنتخبات لا تغريني للنجاح أعداء ولا يهمني ما يصدر عن القلة المدفوعة عصبة الأبطال واجهة كي نطل على إفريقيا ونقدم أوراق اعتمادنا ما حققه بالمغرب التطواني لم يراهن عليه أحد، كما لم يضعه أي كان ضمن خانة الترشيحات، لذلك استحق لقب أفضل مدرب أو مدرب السنة بتعبير آخر. العامري الذي تنقل بين الكثير من المحطات والذي قاد الكثير من الفرق بعلو أو دنو شأنها، نجح الموسم المنصرم رفقة المغرب التطواني من تحقيق المعادلة الصعبة ونجح في ربح الرهان الكبير بحمل أول درع للبطولة لسانية الرمل. ملحمته الكبيرة بالشمال جعلت منه الوجه الأكثر استحقاقا لهذا التوشيح وفرضت إختياره مدربا للموسم الذي يطوي صفحاته. في الحوار التالي يعيد العامري من جديد كتابة الفاصل الذهبي في مساره بخطوط مختلفة، ويعيد ربط الأحداث وتركيبها معربا مفلسفا الكثير من الأشياء بطريقته الخاصة. - المنتخب: تم إختيارك من طرف جريدة «المنتخب» مدربا للسنة احتكاما لما قدمته رفقة المغرب التطواني، أي شعور يساورك بعد هذا الإختيار؟ عزيز العامري: بكل تأكيد فإن مثل هذه المبادرات وعلى الرغم من قيمتها الرمزية إلا أن تأثيرها الكبير والإيجابي يبقى كبيرا للغاية. هو شعور بالفخر وعلى أن العمل الذي يقوم به الشخص لا بد له وأن يحظى بالتقدير في نهاية المطاف، وحين يتم تكريم المدرب من طرف جريدة متخصصة ولها مكانتها في الساحة وعمرت لسنوات طويلة فإن التكريم بكل تأكيد يكون مفيدا ومؤثرا. - المنتخب: بالعودة للحدث الذي ساهم في رفعك فوق الجميع وهو حدث التتويج بلقب البطولة، الآن وبعد هذه المدة التي أعقبت الإنجاز، كيف تفاعلت مع وضعك الجديد كبطل للمغرب؟ عزيز العامري: شخصيا لم يكن لقب البطولة يشغلني في كل المرات التي دربت فيها الكثير من الفرق الوطنية، حين كنت أوقع لفريق من الفرق كنت أحمل معي فلسفتي وقناعاتي وأدخل غمار التجربة متكلا على الله سبحانه. الفلسفة هي أن أظل وفيا لمبدإ الأداء الراقي والجميل والكرة التي تروي عطش الجمهور، أما البحث عن النتائج فقد كان يأتي في مقام ثان وثالث. بعد كل هذه الفترة أيقنت أن النتائج هي التي تدوم لذلك فكرت في تغيير الفلسفة وتغيير الكثير من الأشياء والحمد لله لم يخب الظن والمكافأة جاءت بالشكل المشرف الذي كافأ جهود كل هذه السنوات الطويلة من العمل. - المنتخب: سؤال طرحناه عليك في الكثير من المرات ونجد أن المناسبة هذه المرة تقتضي أيضا أن نعيده، وهو هل كنت واثقا وأنت تحرق المسافات سعيا نحو اللقب على أن المغرب التطواني سيتوج في نهاية المطاف؟ عزيز العامري: وأنا سبق لي وأن قدمت الكثير من الإجابات عن هذا السؤال تحديدا، وهو أن فريقي لم يسرق شيئا وما تحصلنا عليه كان أكثر من مستحق. قدمنا كرة رائعة وقدمنا أسلوبا مميزا في اللعب، وحين تجتمع هذه المقومات وهذه الشروط في فريق واحد فإن النتيجة الحتمية هو أننا فعلا نستحق اللقب. خلال مرحلة الإياب وفي الوقت الذي كنا نتطلع فيه للمراتب الأولى كانت كل دورة تؤكد لنا أننا الطرف الأكثر توازنا والأكثر هدوءا وهو ما تجسد أمام الفتح في الدورة الأخيرة. - المنتخب: على ذكر لقاء الفتح التاريخي، كم هي النسبة التي كنت تحملها في جيبك بخصوص قدرة فريقك على تحقيق الفوز أمام المنافس المباشر لكم؟ عزيز العامري: شخصيا أعدت قراءة شريط هذه المباراة أكثر من مرة، والتاريخ سيذكر أننا عدنا باللقب من قلب الملعب الذي يستقبل فيه الفريق الذي ظل ينافسنا، وهو ما يعطي مصداقية أكبر للقب. ليلة المباراة كنت أحمل في قرارة نفسي أكثر من سيناريو للمواجهة، وكان بالإمكان أن أغامر وأجازف بأسلوب مختلف لكنني تكلمت مع اللاعبين وقلت لهم أن الدرع لا يساوي شيئا أمام تأكيد مسألة واحدة، وهي كسب احترام وحب الجمهور المغربي الذي سيتابعنا وهو ما جعلهم في الأخير يفرضون منطقهم أمام الفتح. - المنتخب: يحتل المغرب التطواني هذا الموسم مرتبة تبعده عن الصدارة وتجعل من مسألة الحفاظ على اللقب في غاية الصعوبة، هل تحس بثقل المسؤولية؟ عزيز العامري: الأمور لم تتضح لغاية الآن وكل شيء وارد، والموسم المنصرم عدنا من بعيد ونجحنا في امتصاص الفارق عن المتزعم، لذلك لا أحمل تخوفات في هذا الصدد، كما لا أشغل نفسي بما سيكون عليه الوضع نهاية الموسم لكوننا سنلعب مباراة بمباراة. - المنتخب: صورة غريبة يشهدها ملعب سانية الرمل في الدورات الأخيرة والمرتبطة باحتجاج بعض المناصرين على فريق جلب الفرجة والإحتفالية، ما الذي حدث؟ عزيز العامري: كنت دائما أقول على أنه للنجاح أعداء وفاتورة ينبغي أن تسدد في نهاية المطاف، الإحتجاج الصادر عن هذه الفئة يبقى حقا من حقوقهم المشروعة، لكن لو نظرنا لواقع الأمر لوجدنا أن المسألة مبالغ فيها وتدفع لإثارة الكثير من الشك. نحن في مرتبة جد مريحة و فزنا بحصص مقنعة وقدمنا أداء راقيا في الكثير من المواجهات التي خاصمنا خلالها الحظ، لذلك لا أجد مبررا لكل هذه الضجة وهذه الهالة مع خالص تقديري واحترامي للجماهير التطوانية الحقيقية والغيورة والمحبة لفريقها. - المنتخب: هل تقصد أن هناك من لم يعجبه تتويج الفريق باللقب؟ عزيز العامري: أظن ذلك، وداخل كل الفرق هناك تصفية حسابات تكون بأشكال مختلفة وربما ما حدث خلال بعض المباريات من رفع للافتات واحتجاج لم يكن العامري هو محوره وإنما ّأشخاص آخرين، أظن أن هذه الزوبعة يجب أن تنتهي والمياه ستعود لمجاريها قريبا.. - المنتخب: السنة الحالية شهدت ترشيحك لتدريب الفريق الوطني، لذلك تبدو في أفضل فترة ممكنة في مشوارك كمدرب، هل ما زلت تحمل هدف الإشراف على واحد من المنتخبات الوطنية؟ عزيز العامري: لهذا السبب قلت لك أن النتائج هي من تصنع الفارق في نهاية المطاف، وما تحقق رفقة المغرب التطواني كان لا بد وأن يؤتي أكله ويجلب الأنظار، على الرغم من كوني نجحت في ترك أكثر من بصمة داخل كل الفرق التي دربتها. ومع ذلك سأكشف لك سرا وهو كون تدريب المنتخبات الوطنية لا يغريني ولا يدخل ضمن أهدافي لأنني أجد متعة كبيرة في العمل اليومي والإلتصاق بالفرق، والبقاء قريبا من اللاعبين وهو ما يتلاءم مع توجهاتي.. أنا من الفئة التي تقترب أكثر من اللاعب وتفضل معايشته بدل اللقاء به على فترات متباعدة من الزمن وهو ما لا يتحقق داخل المنتخبات. - المنتخب: على ذكر الفريق الوطني من منظور العامري وخبرة السنوات، كيف تقرأ حظوظه في الكان القادم؟ عزيز العامري: المسألة مرتبطة بظروف الإعداد والهدوء المفروض أن يحظى به، كما أنها مرتبطة باللاعبين والكومندو الذي سيعتمد عليه المدرب. أرى أن الظرف يقتضي منا في الفترة الحالية الوقوف خلف الناخب الوطني وانتظار الحدث حتى تكون أحكامنا صحيحة ومنطقية. - المنتخب: يدخل المغرب التطواني غمار حدث قاري كبير هو عصبة الأبطال، كيف تتهيأ للمسابقة؟ عزيز العامري: شرف كبير لكل فريق أن يكون طرفا في تظاهرة من هذا الحجم وشرف كبير أيضا أن يكون المغرب التطواني ضلعا من أضلاع الكأس القارية التي تعرف مشاركة أكبر الأندية، لذلك سنكون على استعداد كبير لتمثيل المغرب أولا بالشكل اللائق به ومعه تقديم أوراق اعتمادنا كفريق سيحظى بالمتابعة من طرف مختصين كبارا. لا توجد عندنا تخوفات في هذا الصدد وسنلعب كعادتنا بلا مركب نقص. - المنتخب: على ضوء المعطيات التي قدمتها البطولة في مرحلة الذهاب، كيف تقرأ المنافسة هذا الموسم والفرق المرشحة للقب؟ عزيز العامري: من السابق لأوانه ونحن في هذه الفترة الحديث عن مرشح على حساب الآخر، المسار ما يزال طويلا وعلى الرغم من ذلك أرى في تواجد الفرق الكبيرة التي لها فلسفة اللقب ( الجيش - الوداد والرجاء) في المقدمة ما يؤكد أنها بطولة مختلفة وعلى أن الصراع هذه المرة سيكون مثيرا.. ما يهمني هو فريقي ومصلحته وأن نتدارك الفترة الحالية والتطلع للأفضل. - المنتخب: ألا يخشى العامري من أن يكون لثقل المسؤولية والبقاء على رأس الفريق لفترة أطول دور سلبي هذه المرة لأن الجمهور التطواني لن يرضى بغير اللقب؟ عزيز العامري: الجمهور التطواني جمهور ذواق وجمهور عارف بالأسرار، وحين جاء العامري لتطوان لم يكن الفريق متحصل على الكثير من الألقاب، أنا من صنع دوري شالنج وأنا من قاده للقب، لذلك لا توجد عندي تخوفات كما لا توجد عندي هواجس لثقتي الكبيرة في النفس وخاصة ثقتي في وفاء الجماهير التطوانية الحقيقية لفريقها. - المنتخب: كلمة مفتوحة لأفضل مدرب في السنة التي طوت صفحاتها؟ عزيز العامري: كل الشكر للذين وثقوا في العامري وفي العمل الذي قمت به، مثل هذا الإختيار يشعرني بالفخر وقيمة العمل الذي أنجزته ويزيد من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقي. مرة أخرى أعيد التأكيد على أن فريق المغرب التطواني في الطريق الصحيح ولا خوف عليه والعبرة بالخواتم، ويكفي الفريق شرفا الإشادات التي تصله وما أتلقاه شخصيا من ردود فعل بخصوص الكرة التي نلعبها. حاوره: