جددت عقدي لأنني أرفض الإنتقال الحر وهذه مبادئي أحترم إختيارات الناخب الوطني وأطمح لمرافقة المنتخب إلى جنوب إفريقيا تألق عبد الصمد المباركي بشكل ملفت للنظر رفقة شباب الريف الحسيمي قادما إليه من المغرب التطواني، شد الأنظار إليه من خلال مراوغاته وأهدافه وتمريراته، يعتبر من الركائز الأساسية لفارس الريف منذ التحق به قبل ثلاث سنوات، لكنه غير محظوظ لحمل ألوان القميص المنتخب الوطني، تشبت به مسؤولو الفريق ليمدد عقده فلبى النداء لأن مبادئه ترفض الانتقال الحر إعترافا بجميل الفريق الذي جاوره، للتقرب أكثر من أفكار اللاعب «الزئبق» الذي يمتع بإبداعاته كل من يتابعه فتحنا حوارا مباشرا معه على صفحات جريدتنا «المنتخب» لنتابع: - المنتخب: إقتربت نهاية مرحلة الذهاب من البطولة الإحترافية للموسم الجاري، كيف تقيم نتائج شباب الريف الحسيمي؟ المباركي: يمكن تقييم نتائج أي فريق حسب حجم الإنتدابات التي أقدم عليها، وفريقنا في هذا المجال لم يستقدم عددا كبيرا من اللاعبين أو أسماء متمرسة بالبطولة المغربية للحديث عن نتائج كبيرة، بل فضل مسؤولوه الإعتماد على اللاعبين الشبان من فريق الأمل، لذلك أرى بأن النتائج التي حصلنا عليها جد عادية إن لم أقل جيدة باحتلال الفريق مكانا في وسط الترتيب متفوقا على فرق صرفت مئات ملايين لتعزيز صفوفها. - المنتخب: تتألق من مباراة إلى أخرى وتلفت الإنتباه بأدائك كل المتتبعين، ولكنك في كل لقاء نجدك تحتاج إلى شيء ما لتعطي أكثر، ما هي حاجتك؟ المباركي: أظن أن الأمر سهل جدا، فكل تشكيلة يجب أن تتضمن ثلاثة إلى أربعة لاعبين يتحملون الضغط وألا يعتمد الفريق على لاعب واحد أو اثنين للقيام بكل شيء، لهذا أرى بأن انتداب الثلاثي الرجاوي ديوب والواكيلي وباصور إلى الفريق الحسيمي من شأنه أن يعطي إضافة لنا ويساعدني شخصيا على اللعب بدون ضغط أو مراقبة، فوثيرة البطولة الحالية تحتاج إلى مجموعة من اللاعبين المتألقين في الفريق الواحد لتغيير النتيجة والتناوب على تسجيل الأهداف لإرباك حسابات الخصوم وتفادي تضييق الخناق على لاعب واحد أو اثنين، هذه فلسفة الكرة الحديثة، يعني الكرة الشاملة والتكامل بين اللاعبين. - المنتخب: أمام هذا التألق الباهر في البطولة الإحترافية، وجدنا إسمك مرتين في اللائحة الأولية للمنتخب الوطني للمحليين دون أن تجري أية مباراة بألوان المنتخب، كيف ترى ذلك؟ المباركي: هذه اختيارات الناخب الوطني رشيد الطوسي، هو الذي يرى اللاعب الذي يصلح حسب نظرته التقنية، لا يمكن أن ألومه على استدعائي في اللائحة الأولية وإبعادي في اللقاءات الودية ما دمت ألبي الدعوة لحمل القميص الوطني، فهنا تنتهي مهمتي كلاعب مغربي يحب بلده ومستعد لكل نداء سواء في اللائحة الأولية أو النهائية، فالنظرة تختلف وفق حاجيات كل مدرب وأنا أحترم رأيه، وعلى كل حال فالشكر الجزيل لمدرب المنتخب الوطني واجب على ما يقدمه لنا خلال الإستعدادات، وكذلك على ثقته في استدعائي لتمثيل لاعبي شباب الريف الحسيمي. - المنتخب: ألا يزال لديك طموح لمرافقة المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا؟ المباركي: أي لاعب مغربي يود أن يكون مع المنتخب الوطني في كل المباريات، فكيف لا يطمح ويطمع أن يكون حاضرا في منافسات كأس إفريقيا التي ستحتضنها جنوب إفريقيا الشهر القادم، فلهذا أنا أجتهد قدر الإمكان لأقوم بالواجب مع فريقي الحسيمي، ثم بعد ذلك لأحافظ على جاهزيتي ومستواي للإنضمام إلى المنتخب الوطني في أي وقت. - المنتخب: بالعودة للحديث عن فريقك، ففارس الريف تنتظره مباراة قوية وكبيرة أمام المتصدر الرجاء البيضاوي، هل تعتبرها كذلك؟ المباركي: الرجاء البيضاوي تعاقد مع معظم نجوم البطولة الوطنية منذ بداية الموسم تحت إشراف امحمد فاخر الإطار الوطني المقتدر، الذي أعتبره من أحسن المدربين المغاربة وسبق لي أن اشتغلت معه، لهذا فالفريق البيضاوي سيأتي من أجل تحقيق نتيجة إيجابية بالحسيمة، من جهتنا سنلعب مباراة كبيرة ونقدم مستوى أفضل لإمتاع الجمهور الحسيمي، خاصة وأننا سنكون مدعمين باللاعبين الوافدين الجدد الذين سيعطون الإضافة بطبيعة الحال، وإن شاء الله سنكون في المستوى لتحقيق نتيجة ترضي الجماهير الحسيمية وكل محبي الفريق داخل وخارج الحسيمة. - المنتخب: بدأتم الموسم مع المدرب هشام الإدريسي فتم تغييره بالمدرب مصطفى الدرس شأنكم شأن مجموعة من الفرق الوطنية التي غيرت ربانها قبل مرور المرحلة الأولى من الموسم الرياضي الجاري، هل تؤثر هذه الظاهرة عليكم كلاعبين؟ المباركي: هي ظاهرة يتأثر بها بشكل أكبر اللاعبون الشباب الذين لم يشقوا طريقهم في البطولة الوطنية بعد، غير أن اللاعب المتمرس الذي سبق له أن جاور العديد من المدربين فلا يمكنه أن يتأثر لأنه اكتسب عدة أساليب تقنية مختلفة من خلال لعبه إلى جانب كل هؤلاء المدربين، وشخصيا أي مدرب يشرف على فريقي أتأقلم معه ومع نهجه التكتيكي بسرعة ولا أجد صعوبة في ذلك، إلا أن شباب الريف الحسيمي تأثر بهذه الظاهرة لكونه اعتمد على لاعبين شباب لم يتعرفوا على مدربين كثر في مشوارهم الكروي ما يصعب عليهم استيعاب التغيير في النهج التكتيكي الذي أتى به المدرب الجديد بالسرعة المطلوبة. - المنتخب: كيف جاء تمديد عقدك مع فارس الريف لثلاث سنوات رغم العروض التي تلقيتها من فرق وطنية أخرى؟ المباركي: كل لاعب إلا ويبحث عن راحته أولا قبل أي شيء آخر، فعبد الصمد المباركي وجد راحة كبيرة في الحسيمة كمدينة هادئة بسكانها وأهاليها، بالإضافة إلى أنني لست في بداية مشواري الكروي لكي أبحث عن تغيير الفريق، فسني الآن هو 31 سنة لا يسمح بالمزيد من تغيير الأجواء، وما يهمني حاليا هو أنني مرتاح البال مع شباب الريف وجمهوره ومسؤوليه، وهمي الوحيد هو إعطاء كل ما لدي لفريقي والإشتغال بجدية، من ناحية أخرى فالفرق التي طالبت التعاقد معي كانت تود المباركي مجانا بعد انتهاء عقدي نهاية الموسم لحرمان شباب الريف ولو من جزء من المستحقات المالية التي دفعها للمغرب التطواني، فلسفتي في التعاقد هي الإنتقال من فريق إلى آخر لرد الجميل للفريق الذي سأودعه بدل الإنتقال الحر، والأمر الآن بعد هذا التعاقد يخص الفريق الحسيمي لكي يقرر في أي عرض يتوصل به مستقبلا، لست نادما على هذا الأختيار لأن مسؤولي النادي وفروا لي كل الظروف لأستمر لثلاثة مواسم أخرى إضافية مع فارس الريف. - المنتخب: شباب الريف الحسيمة أول فريق عرف إسم مشرف عام في البطولة الإحترافية بالإضافة إلى مدرب يشرف بصفة مباشرة على التداريب، هل لك أن تحدثنا عن مدى استفادة الفريق من هذه الفكرة؟ المباركي: في البداية كان أمر التعاقد مع حميدوش لحماية المدرب الركراكي الذي لم يكن يتوفر على الرخصة «أ»، لكن المسؤولين أرادوا الإستفادة من خبرته في مجال كرة القدم وجعلوه مشرفا عاما على الفريق، أما بالنسبة لنا كلاعبين فعلاقتنا مباشرة بشكل أكبر مع المدرب سواء في التداريب أو اللقاءات الرسمية، غير أن الإطار حميدوش له عمل آخر مواز بخبرته في مجال التكوين للفئات الصغرى وكل الأمور التقنية رغم أنه يكون في دكة الإحتياط، إلا أنه يحترم علاقتنا مع المدرب الدرس فلا يتواصل معنا بشكل مباشر لأنه رجل محترف يحترم الإختصاصات، وهذه الفكرة عموما لا يمكن إلا أن يكون لها الصدى الطيب على النادي مستقبلا. - المنتخب: كلمة حرة لك عبد الصمد المباركي على صفحات جريدتنا «المنتخب».. المباركي: ماذا عساني أن أقول، لا بد أن أحيي بحرارة وأشكر الجمهور الحسيمي الذي يساندنا في السراء والضراء في النتائج الإيجابية والسلبية، وخير دليل هو أننا كنا مساندين بجماهير غفيرة رافقتنا من الحسيمة إلى فاس،كما أتقدم بشكري وامتناني لمسؤولي الفريق الذين يوفرون لنا كل الظروف للعمل بكل أريحية تجعلنا نجد ونكد لنكون عند حسن ظنهم بنا، وبحول الله نعدهم بتقديم مستوى جيد في المباراة القادمة أمام الرجاء الرياضي، ولا تفوتني الفرصة طبعا لأشكر جريدتكم الغراء على فتح قنوات التواصل مع المحبين والأنصار عبر ربوع المملكة. حاوره: