قبل 7 أعوام فقط، اختلطت الاحتفالات بالدموع بين لاعبي المنتخب الغابوني في مشهد مأسوي وبعد واقعة نادرا ما تتكرر، حيث تحولت ابتسامة لاعبي الفريق إلى دموع في لحظات قليلة بسبب لوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" التي بددت آمال الفريق في بلوغ الدور الثاني لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا. ومع انتهاء مباراة المنتخب الغابوني مع نظيره الزامبي بفوز الأخير 2-1 في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الرابعة، بدأ لاعبو الغابون في الاحتفال ظنا منهم أنهم تأهلوا لدور الثمانية. لكن فرحة اللاعبين واحتفالاتهم لم تدم طويلا حيث أدرك لاعبو الفريق أنهم ودعوا البطولة وخرجوا من الدور الأول صفر اليدين، بسبب لائحة البطولة التي أطاحت بهم ليخيم الصمت والحزن والدموع على اللاعبين. وخاض المنتخب الغابوني نهائيات كأس الأمم الأفريقية التالية بطموحات اختلفت عما كانت عليه في المشاركات الأربع السابقة للفريق في البطولة، حيث استضافت بلاده البطولة بالتنظيم المشترك مع جارتها غينيا الاستوائية. واستفاد المنتخب العابوني من إقامة هذه البطولة على أرضه وحقق الفوز في مبارياته الثلاث بالمجموعة على حساب تونس والمغرب والنيجر، ليتأهل إلى الدور الثاني كمتصدر بجدارة، لكنه سقط في دور الثمانية أمام منتخب مالي بضربات الترجيح. وخلال هذه النسخة، حقق المنتخب الغابوني أمله في الاستفادة بقدر الإمكان من مساندة عاملي الأرض والجمهور لتقديم وجه مغاير لما كان عليه الفريق في الماضي. ولكن نجاح الفريق لم يستمر في الشهور التالية لهذه البطولة، حيث فشل في عبور التصفيات إلى النسخة التالية التي استضافتها جنوب أفريقيا 2013، قبل أن يشق طريقه بنجاح إلى النهائيات في النسخة الماضية التي استضافتها جارته غينيا الاستوائية. ولكن الفريق لم يقدم في النهائيات النتائج المتوقعة منه وخرج من الدور الأول. وها هي البطولة الإفريقية تعود إلى أحضان العابون من خلال النسخة الجديدة، التي تقام من 14 يناير الجاري، وحتى الخامس من فبراير. ويرغب الفريق مجددا في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لتحقيق الأمل الذي فشل في تحقيقه سابقا، حيث يحلم بالتأهل إلى المربع الذهبي على الأقل، مثلما فعل جاره منتخب غينيا الاستوائية عندما استضافته بلاده النسخة الماضية من البطولة قبل عامين. ولا يحظى منتخب الغابون بتاريخ كبير في نهائيات كأس أفريقيا، كما انتهت مشاركاته الأربع الأولى بالخروج صفر اليدين من الدور الأول في أعوام 1994 و2000 و2010 ومن دور الثمانية في بطولة 1996 بخلاف خروجه من دور الثمانية في المشاركة الخامسة عام 2012، ثم من دور المجموعات مجددا في النسخة الماضية فيما تشهد نسخة 2017 المشاركة السابعة للفريق. وأوقعت القرعة هذه المرة المنتخب الغابوني في مجموعة أصعب من مجموعته في النسخة الماضية والتي وضعته مع منتخبات غينيا الاستوائية والكونغو وبوركينافاسو، بينما يخوض الفريق فعاليات الدور الأول للبطولة هذه المرة ضمن مجموعة تضم معه منتخبات الكاميرونوغينيا بيساو وبوركينافاسو. ويعلق الفريق أملا كبيرا على عناصره التي تتسم بالشباب إلى جانب الخبرة الأوروبية لترك بصمة أفضل وبلوغ المربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه. وعلى عكس ما كان عليه الحال في مشاركاته الأولى بالبطولة، يخوض المنتخب الغابوني فعاليات البطولة الأفريقية بقائمة معظمها من العناصر المحترفة بالأندية الأوروبية بل إن القائمة تضم ثلاثة لاعبين فقط ينشطون في الدوري المحلي أحدهم حارس مرمى. ويتميز الفريق الغابوني بأن أكثر من نصف لاعبيه تتراوح أعمارهم بين 22 و25 عاما، ما يعني أنه سيكون من أصغر المنتخبات المشاركة في البطولة من حيث متوسط الأعمار ولكن هؤلاء اللاعبين يتمتعون بخبرة جيدة من خلال احترافهم خارجيا.