يتطلع منتخبا الغابون والنيجر لكرة القدم إلى تقديم أفضل بداية ممكنة، عندما يلتقيان يومه الاثنين في بداية مسيرتيهما ببطولة كأس الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين بغينيا الاستوائية والغابون. ويلتقي الفريقان اليوم على ملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبرفيل، في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول للبطولة. ورغم الفارق بين المنتخبين من حيث خبرة المشاركة في البطولة لصالح المنتخب الغابوني، الذي يشارك في النهائيات للمرة الخامسة في تاريخه، ومنتخب النيجر الذي يشارك في النهائيات للمرة الأولى، يدرك كل منهما أن هذه المباراة هي بداية المغامرة الصعبة في هذه المجموعة القوية. وتتجه معظم الترشيحات بالفعل لصالح المنتخبين المغربي والتونسي لحجز بطاقتي التأهل من هذه المجموعة إلى دور الثمانية. ولكن كلا من منتخبي الغابون والنيجر يمتلك الأسلحة التي يستطيع من خلالها تفجير المفاجآت والتأهل لدور الثمانية. ويمتلك المنتخب الغابوني سلاح الأرض والجمهور، الذي قد يلعب دوره بقوة في المواجهات الصعبة بهذه المجموعة مثلما أفاد منتخب غينيا الاستوائية في المباراة الافتتاحية، عندما قدم الفريق عرضا قويا بعد التشجيع الحماسي من جماهيره ليحقق فوزا تاريخيا على المنتخب الليبي، بهدف نظيف في أول مشاركة لمنتخب غينيا الاستوائية بالنهائيات. وفي المقابل، يعتمد منتخب النيجر على عنصر حماسي آخر استمده من مسيرته في التصفيات، والتي خاضها ضمن مجموعة عصيبة مع منتخبات مصر وجنوب إفريقيا وسيراليون، ونجح في اجتيازها بنجاح للتأهل إلى النهائيات على حساب منتخبين عريقين كأحفاد الفراعنة والبافانا بافانا. وربما تكون مباراة الغد هي الأولى لكل من الفريقين في البطولة الحالية، ولكنها قد تصبح أيضا الفرصة الأخيرة لكل منهما قبل المواجهتين العصيبتين مع تونس والمغرب. ولذلك، يحتاج كل من الفريقين إلى التفوق على نفسه لتحقيق الفوز وحصد النقاط الثلاث، التي تبقي على فرصته جيدة في المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل لدور الثمانية، أما التعادل فينتظر أن يضعف فرصة كل من الفريقين في التأهل. وضاعف فوز منتخب غينيا الاستوائية في المباراة الافتتاحية من الضغوط الواقعة على المنتخب الغابوني، شريكه في استضافة البطولة، والذي أصبح مطالبا بتحقيق الفوز أيضا في بداية مسيرته بالبطولة، خاصة وأن منتخب النيجر يقل في مستواه عن نظيره الليبي على الأقل من الناحية النظرية. تجدر الإشارة إلى أن المباراة ستكون الأولى من ثلاث مواجهات رسمية متتالية بين الفريقين في غضون عام ونصف، حيث يلتقي الفريقان ذهابا في المجموعة الخامسة بتصفيات إفريقيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وذلك في مطلع يونيو المقبل ثم يلتقيان إيابا في منتصف يونيو 2013. وقد تكون مباراة اليوم بروفة جيدة لكل من الفريقين، قبل المواجهتين التاليتين، ولكنها ستكون أيضا هدفا في حد ذاته لبداية مغامرة كل من الفريقين في البطولة الإفريقية الحالية.