لحسن حظ الرجاويين أن الواصلي سدد كرته باتجاه المريخ أو باتجاه منطقة «بنسركاو» البعيدة عن وسط مدينة أكادير، كما قال معلق المباراة ولم يسددها داخل الشباك، لأنه لو فعلها وانتصر الرجاء، كان سيكون هذا الإنتصار أكبر تصدير للوهم وأكبر مخدر للرجاويين، وكان سيكون الإنتصار مثل حبة الأسبرين التي لا تداوي سرطانا ولا هي تعالج ورما خبيثا. الديربي قدم للرجاء والرجاويين أكبر الهدايا،لأنه في المواعيد الكبير تستخلص الدروس والعبر، والدرس الكبير كان جليا وتهادى أمام الأنصار وأكد لهم صدق أقوال فاخر الذي كان يقول منذ حل متأخرا للإشراف على الفريق بعد مشاكل بداية الموسم أنه سيكتفي ب «البريكولاج» وأن الصفقات التي صممت كانت حدا أدنى لا يتطابق مع ما رغب ويرغب فيه الجنرال، وظل فاخر يقول ويردد دائما أنه حين تصاب عجلة من العجلات بثقب، فأفصل أن تلجأ لعجلة «ممسوحة» على أن لا تجد عجلة كي يستمر الدوران. ما قاله الديربي كان واضحا وهو أن الرجاء بتقشفها وبما تكالب عليها من مشاكل، تؤدي الفاتورة غاليا والجمهور هو من سيسدد من أعصابه في نهاية المطاف. فحين كانت الفرق الكبيرة ومنها الوداد يستحوذون على سوق الإنتقالات وعلى زبد ما هو متاح من أجانب ومحليين كان حسبان وبودريقة يتباريان في النيل من أعراض بعضهما البعض وفي التفنن في معركة «التشرميل» الحامية بينهما. لا رجاء يرجى من رجاء فقيرة على مستوى التركيبة و منذ بدأت البطولة والجمهور المغربي قبل الرجاوي والبيضاوي يستحضر لاعبيها والتشكيلة التي ستلعب بها، ومتى سيغير فاخر الهاشيمي ليلعب ببوطيب ومتى يخرج بنحليب ليدخل لوانغولاما ومتى يسحب اللمطي ليدخل جبيرة أو حتى بولديني. مستحيل والديربي يفضح الفقر الفظيع المتواجد على مستوى خزان الإحتياط أن يحلم الرجاويون باللقب في حضرة وداد جمعت الحب والتبن ويكفي الحديث عن وجود لاعب اشترته بمليار سنتيم وهو شيكاطارا بالمدرجات و بمصاحبته من طرف أفضل لاعب بالبطولة الموسم المنصرم وهو خضروف. مستحيل أن ينشد الرجاويون البوديوم في ظل حضور طنجة مع بن شيخة وفارس بوغاز يتطلع ويطمع هذا الموسم في أكثر من الصف الثالث وتركيبته الموسعة أفضل وأقوى بكثير من تركيبة الرجاء التي ما عاد أحد من كبار اللاعبين يرغب في تمثيلها ولا حمل قميصها لهول ما سمعه من قصاصات الأزمة التي تنخر جسد الفريق. صحيح أن الموسم ما يزال طويلا والمطبات ما تزال متوفرة، ومخطئ من يقرأ فنجان النهاية والختم من الآن في بطولة مجنونة بلا بوصلة تائهة على نفسها، بطولة تنتصر فيها الفرق التي لا تتوفر على مدربين (القنيطرة وآسفي) وتخسر فيها فرق تسدد بالودلار لمدربين أحضرتهم من وراء الصفة، واللعب سيبقى مفتوحا حتى تشتد حرارة ماي بالصيف، حيث تحضر مفاجآت تخرج عن كل توقع. لكن مرآة الديربي كانت صادقة وأمينة مع الرجاويين وأظهرت لهم وجههم في المرآة وأن الدرع لا يربح بجنرال بالدكة إسمه فاخر وكاميكاز بالملعب إسمه الراقي.