لا يكاد الرجاء البيضاوي لكرة القدم يخرج من جدل حتى يدخل جدلا آخر، وكأن قدر الفريق أن يعيش على وقع الخلافات، بدلا من أن يعيش على إيقاع الاستقرار. أمس أقدم مسوؤلو الفريق على إنزال اللاعب صلاح الدين السباعي من الحافلة التي كانت تقل الفريق متجهة إلى أكادير، حيث سيخوض الرجاء تجمعه التدريبي استعدادا لمرحلة الإياب من البطولة. لقد تم إنزال اللاعب قبل الدخول إلى الطريق السيار، وفي واقعة لابد أنها أثارت استياء الكثيرين، وبينهم محبو الفريق، لأن الطريقة التي تم بها التعامل مع السباعي ليست مقبولة، حتى من طرف فريق في الهواة، فما بالك بالرجاء «العالمي»الذي واجه بايرن ميونيخ في نهائي كأس العالم للأندية. لقد كان التعاقد مع السباعي خطأ منذ البداية، وكان واضحا أن ضمه إلى الفريق فيه الكثير من «التخلويض» واللعب تحت الحبال، بل إن الصورة الرسمية للتعاقد معه ضمت إلى جانب الرئيس بودريقة وكيلا غير معتمد من طرف الفيفا، ولذلك، لم يكن مفاجئا أن يظل اللاعب أسير ثلاجة المدرجات، لكن الخطأ الذي وقع فيه الفريق، لا يبرر الوقوع في خطيئة أكبر، فعلى مسؤولي الرجاء أن يتوصلوا مع اللاعب إلى اتفاق ودي، بدل إنزاله من الحافلة، فهذا الأمر من شأنه أن يقدم صورة سلبية عن الفريق، بل من المؤكد أن حتى زملاءه اللاعبين لن يكونوا راضين عن ما وقع. حكاية السباعي ليست الوحيدة التي أثارت الجدل، بل إن واقعة بصير هي الأخرى حركت الألسن، فهناك من يتحدث عن تجميد لوضعيته في المكتب المسير، والسبب الذي يتم الترويج له، هو أن بصير قدم طلبا للملك للحصول على هبة، مع أن المقربين من بصير يقولون إن السبب هو الخلاف حول التعاقدات، ورغبة بصير في القيام بعمله التقني بدل أن يكون «كومبارس» فضلا عن خلافات مع رجل الظل رشيد البوصيري، هذا مع العلم أن خلافا طفا إلى السطح أثناء تقديم اللاعب المصري عمرو زكي، فقد ظل المسيرون يتسابقون على التقاط الصور. لذلك، يجب توضيح الأمور، لأن هناك من يربط بين صفقات اللاعبين، وبين التغييرات المراد إحداثها في اللجنة التقنية، والأكثر من ذلك يجب وضع النقاط على الحروف، بدل كل هذا التخبط، هذا مع العلم أن المثير للانتباه حاليا في الرجاء، أن المسيرين يعرفون كيف يستقطبون هذا أو ذاك، لكنهم لا يعرفون كيف يضعون نهاية ودية لهذه العلاقات. لقد غادر أمين الرباطي الفريق بعد أن وضعه مسيرون على حافة الجنون وظلوا يتلاعبون به، والأمر نفسه ينطبق على فاخر، هذا دون الحديث عن اللاعبين، لذلك، بعض من الحكمة مطلوبة فالحماس غير المحسوب والانفعال قد يصيب في مقتل.