قال محمد بودريقة، رئيس الرجاء البيضاوي لكرة القدم، إنه وفر كل شيء للمدرب امحمد فاخر ليقود الفريق إلى تحقيق لقب بطولة الموسم المقبل. وأبرز بودريقة في حوار أجرته معه"المساء" أن مهمة المكتب المسير هي توفير ظروف العمل ماديا ومعنويا وبرمجة التجمعات التدريبية والمباريات الودية، لكنه قال إن النتائج ليست مضمونة دائما. بودريقة الذي قال إن رئاسة الرجاء أصبحت هدفا له منذ أن ترشح أول مرة سنة 2010، كشف في هذا الحوار أنه يستشير المسير السابق رشيد البوصيري والمدرب الأرجنتيني أوسكار فولوني، مؤكدا أنه اختار مكتبا مسير بحثا عن الانسجام وتجنبا للانشقاقات. ولما سألته "المساء" عن سبب عدم تطبيقه لنظام المدير الرياضي كما هو معمول به في أوربا حيث يكون مسؤولا عن الفريق الأول، قال:" لم نقدم على ذلك بسبب اختلاف العقليات وتجنبا للتضارب في الاختصاصات". بودريقة أشاد في هذا الحوار بالمدير العام للفريق محمد نصيري وقال إنه سمعته تسبقه، كما تحدث عن علاقة ودية مع الوداد، وأخرى جيدة مع الجامعة، كما أكد أنه حطي بدعم "حكماء" الرجاء في الجمع العام الدي انتخبه رئيسا للفريق. - لماذا اقتصرت على لائحة من ثمانية أعضاء في المكتب المسير الحالي للرجاء؟ إنه اختيار أعلنت عنه قبل حتى أن أتولى رئاسة الرجاء، وقد اخترت مكتبا بعدد قليل من الأعضاء تجنبا لأية مشاكل أو انشقاقات، وبحثا عن الانسجام، ففي المكتب السابق كان هناك 17 عضوا، الأمر الذي ساهم في خلق عدة مشاكل، حاولت تفاديها بلائحة مصغرة. - لكن ألا تخشى أن يسعى بعض الأعضاء الذين لم تقم باختيارهم إلى خلق مشاكل لك؟ لا أعتقد ذلك، فمن اليوم الأول أعلنت أنني سأقلص عدد أعضاء المكتب المسير، علما أن العمل اليومي سيقوم به المدير العام والمدير الرياضي وليس أعضاء المكتب المسير. - لماذا تغيب لجنة الانضباط عن المكتب المسير؟ لقد اخترنا أن لا تكون هناك لجنة للانضباط، وأن يناقش المكتب المسير المواضيع المتعلقة بالانضباط بشكل جماعي، حسب كل حالة، من أجل أن نتخذ القرار الصحيح والذي سيخدم مصلحة الرجاء، أما بقية اللجان فهي موجودة سواء القانونية أو المتابعة التقنية أو غيرها، وحاولنا أن نحترم تخصص كل عضو، بوضعه في اللجنة التي تناسب مؤهلاته وخبرته وتكوينه. - ما هي المعايير التي حددتها لاختيار لائحة أعضاء المكتب المسير؟ كان هناك معيار التجديد، فعضوين فقط هما اللذين كانا في المكتب السابق. - ولماذا اخترت دحنان وسيبوب بالتحديد من المكتب السابق؟ الكاتب العام محمد سيبوب أبقينا عليه حفاظا على الاستمرارية، ولأنه رجل كفؤ، والحاج مصطفى دحنان يعرف جيدا ما معنى أن تكون مسؤولا عن اللجنة التنظيمية، ونرغب في الاستفادة من تجربته في المجال، لذلك اخترته في المكتب المسير. - عينتم يوسف روسي مديرا رياضيا والغندور مديرا تقنيا، لكن الملاحظ، أن ليس لهما علاقة بالفريق الأول؟ ولماذا لا يكون العكس، فالمدير الرياضي كما هو معمول بها في أوروبا لا يمكن حاليا أن يقوم بالمهام نفسها في المغرب، فالعقليات تختلف، علما أن المدير الرياضي الذي لديه عقدة أهداف مع المكتب المسير للرجاء، هو الذي اختار المدير التقني وبينهما أيضا أهداف يجب تحقيقها، علما أن المدير الرياضي مكلف بالشبان، وأيضا بجميع المسائل المتعلقة بكرة القدم في النادي باستثناء الفريق الأول، فهو المكلف بمناقشة ملفات اللاعبين اللذين لا يوجدون في لائحة فاخر، وإيجاد اتفاق معهم إما بتسريحهم على سبيل الإعارة أو فسخ العقود بينهم. أما المدير التقني فإذا تكلف بالشبان وحقق الأهداف المتوخاة فهذا كاف في المرحلة الحالية. - ولكن لماذا لم تطبق صيغة المدير الرياضي والمدير التقني كما هو معمول بها في أوربا؟ لقد رأينا أن من شأن ذلك أن يخلق مشاكل وتضاربا في الاختصاصات، سواء على مستوى الانتدابات أو الرؤية، وهو ما دفعنا إلى تجنبها، ونحن حاليا في غنى عنها. - عينت محمد نصيري مديرا عاما للفريق، ما الذي دفعك إلى اختياره في هذا المنصب؟ لقد اخترنا في الرجاء التجديد، ومحمد نصيري لم يسبق له أن عمل في الرجاء، فهو مسير سابق وعمل في المجموعة الوطنية، واخترناه نظرا لكفاءته ولأن سمعته تسبقه، ولأننا نعتقد أنه سيقدم الإضافة لنا، لقد قام بعمل جيد في فريق المغرب الفاسي الذي حاز على ثلاثة ألقاب وعمل مع المغرب التطواني الذي فاز بلقب البطولة. - صلاح الدين بصير هو اللاعب السابق الوحيد الذي يوجد في المكتب المسير؟ بصير كان مستشارا في المكتب السابق، أما اليوم فهو عضو له مهامه واختصاصاته المحددة، فتجربته كبيرة ويعرف اللاعبين جيدا ويحترم نفسه، علما أنه المنخرط الوحيد من اللاعبين في المكتب المسير. - لوحظ أنك لجأت إلى نظام «البوانتاج» في إدارة الرجاء، هل سيوازي ذلك تحفيز ورفع الأجور للعاملين؟ لجأنا لهذا النظام، من أجل أن نضبط إيقاع العمل ونعرف من يحضر ومن لا يحضر، وبطبيعة الحال ستكون هناك تحفيزات لكن بالمقابل على العاملين بمختلف أصنافهم أن يقوموا بالمطلوب منهم، وبعدها سيكون خيرا، فأنا لدي مقاولة وأعرف هذه الأشياء جيدا. - بماذا ستختلف الرجاء عن بقية الفرق؟ الاحتراف يتطلب الكثير من الأمور تسويقيا وتمويليا وعلى مستوى التواصل، هذا السنة عيننا مديرا رياضيا وآخر مديرا عاما وبعد سنة أو سنتين سندخل لمرحلة أخرى بتعيين مدير مالي وآخر للتواصل والماركوتينغ، وهذه الأشياء لم أخترعها، لقد جاء بها دفتر التحملات والرجاء سيتخلف عن بقية الفرق بتطبيق جميع شروط دفتر التحملات. - وقعتم عقودا مع لاعبي فريق الأمل، لكن في الوقت نفسه جلب الفريق الأول عددا كبيرا من اللاعبين؟ إنها سابقة في المغرب، أن يوقع فريق عقودا احترافية مع لاعبي فريق الأمل، إنها رسالة واضحة مفادها أن هناك اهتماما بهذه الفئة، ورهانا عليها في المستقبل. لقد حدد فاخر لائحته من اللاعبين، وكان لدينا 6 لاعبين في نهاية عقودهم وسبعة لم يتقنع بهم، وفي الوقت نفسه لم نخرج لاعبي الأمل من حساباتنا، لقد طلبت من هلال الطاير مدرب فريق الأمل أن يحدد لنا لائحة اللاعبين الذين يرى أنهم مؤهلون للانضمام إلى الفريق الأول، وقد قدم لنا أسماء حافيظي وواكيلي والهدهودي والأصباحي، وهي اللائحة التي ضمها فاخر إلى الفريق الأول، إذا لا يمكن أن نطبق التشبيب من اجل التشبيب فقط، علما أن الهدف الذي وضعناه مع يوسف روسي هو أن يجد لاعبو فريق الأمل بعد عامين أنفسهم ضمن الفريق الأول بكل سهولة. - لوحظ أن ملف اللاعبين الذين لم يضعهم فاخر ضمن اللائحة المتوجهة إلى تونس، أثار خلافات كبيرة بين الفريق واللاعبين؟ المدير الرياضي يوسف روسي هو المكلف بهذا الملف، وقد وصلنا لاتفاق ودي مع عبد الحق أيت العريف، أما بقية اللاعبين فلم نفسخ العقود معهم، فقد وفرنا لهم معدا بدينا ومدربا وملعبا ليجروا فوق أرضيته تداريبهم، من يحضر منهم يتدرب ومن يغيب يتم تسجيله في قائمة الغيابات بحضور مفوض قضائي، إذا ليس هناك أي إخلال ببنود العقد الذي يربطنا بهم. - لكن ماداموا ليسوا في تونس فهذا معناه أنهم خارج اللائحة؟ قانونيا لم نرتكب أي خطأ صحيح أنهم خارج لائحة المدرب فاخر، لكنهم ليسوا خارج لائحة النادي الحريص على احترام عقوده مع لاعبيه. - لكن الفريق قرر من جانب واحد أن ينتقل حسام الدين الصنهاجي إلى المغرب الفاسي، دون استشارة اللاعب المعني بالأمر؟ ولماذا سنستشير معه، فلما رفض طلبنا منه أن ينتظم في التداريب، ولم نرغمه على الانتقال إلى المغرب الفاسي، من حقه أن يرفض الذهاب إلى الماص، لكن عليه أن يحضر إلى التداريب. - الانتدابات الكثيرة التي أبرمها الرجاء، ألا تخشى أن يكون لها رد فعل عكسي وأن تلقي ضغطا إضافيا على الفريق؟ الرجاء دائما يعيش تحت الضغط، فالأمر يتعلق بفريق كبير له قاعدة جماهيرة كبيرة، والمطلوب منه أن يتنافس على الألقاب، لو كان الأمر يتعلق بفريق صاعد حديثا من القسم الثاني لقلنا إنه يخشى من الضغط، أما الرجاء فالضغط دائما موجود سواء والفريق في القمة أو وهو يعيش مشاكل. - لكن هل تضع أمامك سيناريو إمكانية عدم تحقيق الفريق لهدفه المتمثل في إحراز لقب البطولة؟ كمكتب مسير نضع الأهداف ونرصد لها الوسائل اللازمة، ونوفر للمدرب شروط العمل ماديا ومعنويا، فالفريق يستعد في مركز جيد بتونس، وسيخوض مباريات ودية مع أحسن الفرق عربيا وإفريقيا وعالميا من خلال أتلتيكو مدريد وبرشلونة الإسباني. إذا مهمتنا تنتهي هنا، وقد وفرنا كل شيء لفاخر، أما النتائج فلا أحد يضمنها فالكمال لله. - كيف تنظر لعلاقة الرجاء بجامعة كرة القدم؟ ربما كان هناك بعض التوتر في مراحل سابقة، لكن العلاقة بالجامعة ستكون جيدة، بطبيعة الحال سندافع عن حقوقنا، ولن نحتج من أجل الاحتجاج فقط وسنحترم مؤسسة الجامعة ونتعاون معها. - والوداد؟ الرجاء والوداد هما قاطرتي كرة القدم المغربية، صحيح أنها بدأت هذا الموسم ببعض التوتر بعد أن ضموا لاعبا من أمل الفريق، ولكن العلاقة بين الرجاء والوداد هي علاقة ود ويجب أن يكون هناك اتحاد بيننا. سنحاول عقد اجتماع بين الناديين لوضع حد لهذا الأمر، لأن هناك مصالح مشتركة بين الفريقين. - ما هي اللحظة التي يمكن أن تغادر فيها الرجاء؟ عندما لا تصبح لدي أية إضافة سأترك منصبي وأغادر، فأنا مثلا جئت بشعار التغيير والتجديد، وعلي أيضا أن أقبل هذا الأمر إذا ما أصبحت متجاوزا. - كيف هي علاقتك بالرؤساء السابقين للرجاء؟ علاقة ممتازة، بل إنني دائم الاتصال بالرئيس السابق عبد السلام حنات، أتصل به ويتصل بي وأستشيره في بعض الأحيان. - الرؤساء الملقبون ب»حكماء» الرجاء هل ساندوك في الجمع العام؟ بطبيعة الحال ساندوني، ولو لم يكن هناك دعم من طرفهم لما نجحت، علما أن ترشحي حظي بالإجماع من طرف المنخرطين، وهم جزء من هذا الإجماع. - هؤلاء «الحكماء» رفعت ضدهم لافتة «باسطا» الشهيرة، هل فعلا هناك مساعي لرد الاعتبار إليهم، أم أنك تحترم موقف الجمهور؟ أنا أحترم الاختصاصات، وأومن بدور الجمهور والإلترات والتقني والطبيب، فلكل عمله، الجمهور عبر عن موقفه ومرر رسالته بشكل ديمقراطي وشفاف، وغدا إذا ما رفع لافتة ضدي سأرحب بها وأحترم مضمونها. - ما هو أغرب تعليق سمعته وأنت مرشح لرئاسة الرجاء؟ لقد كان لدي تحد كبير، وأنا مثلت الشباب المغربي الذي عليه أن يأخذ فرصته كاملة، لقد كان هناك من يقول إنني مازلت صغير السن، وهذا الأمر كان «كيسالي معايا وكيسطيني»، علما أن التجربة ليست مرتبطة بالعمر، والأيام المقبلة ستكشف من معه الحق. - لم تعقد جامعة الكرة جمعها العام منذ وقت طويل، كرئيس للرجاء ما هو موقفك من ذلك؟ أنت تعرف أنني لست مطلعا على ما يجري في كواليس الجامعة، فمازلت جديدا، لذلك ليس لدي ما أقوله في هذا الموضوع. - وبالنسبة للنقل التلفزيوني هل لدى الرجاء مقترح لإعادة توزيع مداخيله؟ بالنسبة لنا في الرجاء، لقد حاولنا أن نرفع المداخيل من خلال خلق برامج خاصة، كما هو الحال مع «الرجاء كافي» الذي وقعنا عقد شراكة مع راديو مارس الذي سيتكلف ببثه. ونحن بصدد توقيع عقد مع أحد القنوات إما لنقله بشكل مباشر أو إعداد برنامج خاص، علما أن راديو مارس سيمنحنا مجموعة من الوصلات الإشهارية على مدار العام، ولدينا مستشهرون تعاقدنا معهم خصيصا لهذا البرنامج. أعرف ان الجامعة هي التي تحدد قيمة المبالغ التي توزع على الفرق، والتي تضاف لها منح خاصة حسب المركز الذي يحتله كل فريق، أعتقذ أن ماتقوم به الجامعة حاليا مناسب، وإذا كان لدينا أفكار فسنقدمها في الجمع العام المقبل. - مع من تستشير؟ مع رشيد البوصيري والمدرب السابق الأرجنتيني أوسكار فلولوني.
أنا رجاوي وشقيقي ودادي وسأحاول «صباغته» ب«الأخضر» - أنت رئيس للرجاء وشقيقك ودادي؟ لسنا الأسرة الوحيدة التي يوجد فيها رجاويون ووداديون، وهذا الأمر عادي وهو الذي يعطي للصراع الرياضي بين الرجاء والوداد نكهته الخاصة. - هل مازال شقيقك وداديا بعد أن أصبحت رئيسا للرجاء؟ سأحاول أن أصبغه بالأخضر (يضحك). - كيف تولدت ليدك فكرة أن تصبح رئيسا للرجاء؟ في سنة 2010 لما أعلن عبد الله غلام أنه سيغادر الرجاء، بدأ الحديث عن عدم وجود مرشح يتولى رئاسة الفريق، وبما أنني رجاوي فقد بدأت أتساءل مع نفسي، هل فعلا ليس هناك رئيس بإمكانه أن يتولى هذه المهمة، والدار البيضاء مدينة عملاقة وفيها الكثير من الرجاويين. قررت دخول التجربة بما أنني منخرط في الفريق، لم أتوفق في التجربة الأولى، وأصبحت رئاسة الرجاء مشروعا لي، لكن في المرة الثانية توفقت. - ما الذي استفدته من التجربتين معا؟ في المرة الأولى كنت اكتشف هذا العالم، وقدمت مشروعي وركزت أكثر على الإعلام، كما عرفت العقليات عن قرب، أما في المرحلة الثانية فاقتربت أكثر من المنخرطين، وهذا يوضح أنني استفدت كثيرا من التجربة الأولى، وأن هناك تعاملا خاصا، بل لعلكم تابعتم أن استفتاء للجمهور أظهر أن نسبة أكثر من 99 في المئة من الجمهور تساندني. - لكن هذه النسبة قد تصبح ضدك إذا لم تحقق ما وعدت به؟ هذه هي سنة الحياة، كما أن هناك نقطة بداية فهناك أيضا نقطة نهاية، ففي فرنسا وأمريكا هناك رؤساء يفوزون ويخسرون في الانتخابات الرئاسية وبفارق ضئيل، المهم أن يقوم المرء بما هو مطلوب منه والكمال على الله.