لم يلق الرجاء البيضاوي صعوبة في تجاوز ضيفه المغرب التطواني بعد أن تجاوزه بثلاثة أهداف لواحد، ولم يظهر الفريق التطواني بالمستوى المنتظر بعد أن عانى كثيرا في هذه المباراة، رغم أن كل التوقعات كانت تؤكد أنه سيكون ضيفا ثقيلا على أرضية مركب محمد الخامس، غير أن استسلم بسهولة أمام الرغبة الجامحة للنسور الذي الذين أسقطوا الحمامة دون رحمة. القمة الموعودة أكيد أن هذه المواجهة اعتبرت قمة قوية لاعتبارات عدة أهمها وزن الفريقين، سواء الفريق الأخضر الذي يعد من الأندية الوازنة أو المغرب التطواني الذي يحمل جلباب الفريق البطل; ناهيك عن الصورة القوية التي ظهر بها الفريقين مؤخرا، إذ يتزعم الرجاء الترتيب، فيما انتفضت الحمامة في المباريات الأخيرة وسجلت ثلاثة انتصارات متتالية، لذلك كانت هذه المواجهة جديرة بالمتابعة، ولو أن الرجاء كان الفريق المعني أكثر بحكم أنه يلعب على أرضه وأمام جماهيره وكذا حاجته للفوز في ظل المطاردة الشرسة التي يعرفها طابور المقدمة، ثم لا ننسى أيضا العناصر التي تؤثت فضاء الفريقين، وهي عناصر أكيد أنها تعرف بعضها البعض جيدا. ضغط مبكر عانى الرجاء هذا الموسم من شبح اسمه الإصابة الذي طارد لاعبيه منذ انطلاق الموسم، لذلك كان محمد فاخر مدرب الفريق يدخل في كل مباراة محروما من لاعب أو لاعبين، غير أن الرجاء هذه المرة دخل من دون أربعة عناصر وازنة ويتعلق الأمر بياسين الصالحي وأمين الرباطي ومحسن متولي وعادل الشادلي، لكن يحسب للرجاء أن لديه من البدائل التي بإمكانها تعويض هذه الغيابات بامتياز، هذا في الوقت الذي عانى من غيابين وازنين في الدفاع ويتعلق الأمر بأبرهون ونوصير الميموني. الرجاء دخل المباراة دوون مقدمات وأكد نواياه مبكرا، بدليل أن الدقيقة الخامسة طلعت بأول محاولة حقيقية من ضربة ثابتة سددها الدين بطريقة رائعة، تصدى لها الحارس الكيناني بطريقة أروع، وتأتي الدقيقة 13 مرة أخرى بمحاولة أخرى من تمريرة للحافيظي غير أن الضربة الرأسية لياجور لم تكن مركزة أمام المرمى الفرة بعد الخروج الخاطئ للحارس الكيناني. وواصل الرجاء البيضاوي مناواته من جميع الجهات عبر ياجور والحافيظي والدين دون إستثناء انسلالات الشطيبي ومابيدي، لكن دون أن يتوصل إلى هز الشباك، حيث كان الدفاع التطواني حاضرا وصامدا أمام جميع المحاولات. تحصيل حاصل ظهرت نوايا كل فريق بعد توالي دقائق الجولة الأولى، إذ تأكد أن الرجاء غير مستعد للإنتظار من أجل تسجيل الأهداف حيث ناور منذ البداية، فيما المغرب التطواني كان همه الوحيد هو الدفاع بعد أن آثر ملأ الوسط والدفاع، ورغم أنه عودنا على حسه الهجومي، إلا أن هذه الخاصية غابت في هذه المباراة بل إن الحارس خالد العسكري كان في شبه راحة ولم يتمكن لا الخضروف أو الصنهاجي وكروش وبركة من القيام بأي محاولة. ولأن لكل مجتهد نصيب فإن الرجاء بلغ مراده في الدقيقة 28 عبر الدين الذي استغل غياب المراقبة وسجل الهدف الأول بعد تمريرة رأسية من الحافيظي، ولم يوقف هدف السبق رغبة النسور الجامحة لإضافة أهداف أخرى عبر التسديد أو الإختراق، هذا في الوقت الذي عجز فيه المغرب التطواني تحسين أدائه ووجد لاعبو الوسط والهجوم صعوبات من أجل على الأقل تهديد مرمى الرجاء. مد أخضر لم يمهل الرجاء ضيفه مع انطلاق الجولة الثاني بعد أن انسل ياجور في أول دقيقة من هذا الشوط بعد سوء تموضع الدفاع التطواني، ليجد ياجور نفسه أمام وجها لوجه مع الحاري الكيناني وسجل الهدف الثاني، وعانى الدفاع التطواني كثيرا مع انطلاق الجولة الثانية، إذ انسل الحافيظي من الجهة اليسرى ومرر لياجور الذي سدد في مناسبتين، الأولى تصدى لها الكياني والثانية ردها القائم، ومرة أخرى تألق الكيناني الذي تصدى بنجاح لتسديدة كروشي بنجاح. وظهر جليا الأثر الذي تركه غياب المدافعين أبرهون ونوصير الميموني، حيث ارتكب العديد من الأخطاء ناهيك عن الضعف الذي أظهره وسط ميدان الفريق، ما جعل لاعبي الرجاء البيضاوي يصلون بسرعة إلى مرمى الحارس الكيناني الذي ارتكب خطأ في الدقيقة 56 بعد خروج خاطئ إستغلها بوخريص وسجل الهدف الثالث من ضربة رأسية كان عبارة عن رصاصة الرحمة أسقطت كل أحلام الحمامة البيضاء. الهدف الثالث جعل المغرب التطواني يستسلم مبكرا، حيث عرف الرجاء كيف يجاري الدقائق الكثيرة المتبقية ويحافظ على فوز مستحق مع أداء غير مقنع وباهت للمغرب التطواني الذي سجل هدفا في الدقائق الأخيرة من المباراة عبر طراوري.