قريبا جدا سنضطر لجعل بعض واجهات الصحف والأعمدة وحتى أبواق الإذاعات مساحة لمحو الأمية وتقويم ما اختل في ميزان الكرة المغربية وإعادة بكارتها التي يريد لها بعض المدربين أن تفتض وبأسوإ طريقة ممكنة. أسبوع بعد الآخر نطالع تصريحات موغلة في السخرية، تصريحات غير مسؤولة لمدربين لم يرتقو حيث ارتقت أجورهم وعلى ماندوزا أن يتدخل سريعا وإلا سيصبح المجال ضحلا يختلط فيه الغث بالسمين، الصالح والطالح والقبيح والحسن. من الركراكي وفتاويه للصحفيين، للطوسي ونواته التي ما زال يبحث عنها وسط برتقال بركان، للعزيز وهلوسته بعد الخماسية، ومؤخرا استهل العامري الفيلسوف عودته للملاعب والظهور بأسوإ طريقة في شكل الأداء والنتيجة وحتى الخروج الإعلامي الفاضح والذي جر عليه سخرية مواقع التواصل الإجتماعي. العامري يشبه رجلا كان يرتدي سروالا فتقلص حجم جسده وترهل ولم يعد هذا السروال يواتيه ويلائمه وعرضه للبيع فالجوطية، فجاء رجل آخر اشترى هذا السروال وأدمن ارتداءه كونه بدا متناسقا مع هيأته، الأمر الذي أغضب العامري رغم مرور سنوات على تركه هذا السروال وكل مرة يشاهد فيها صاحبنا مرتديه إلا ويصيح «سروالي». العامري هو مدرب للجيش وتطوان من الماضي، ولا يوجد مبرر لأن يظهر العامري كل مرة حل فيها بسانية الرمل ليوجه التحية لجماهير المغرب التطواني بشكل مبالغ فيه، لأنه لم يدرب في تطوان فحسب بل في فاس ومكناس وآسفي والحسيمة ولا يفعل ما يفعله في زياراته لتطوان. للأسف لم يستوعب العامري أنه مدرب للجيش وغير معقول أن يأتي للندوة الصحفية ويتغزل في المغرب التطواني ويستعرض محاسنه ويؤكد أنها من صنعه، فقد فعلها الموسم المنصرم مررها أبرون بسلام، لكن هذه المرة من تصدى لتسلل وأورجو العامري هو لوبيرا نفسه، الذي هاجم العامري وطلب منه أن يتكلم عن فريقه ويترك الحمامة لأهلها يعلقون على حالها. أبرون لم ينس للعامري «التجرجيرة» التي جرجره إياه حين طلبه بالطلاق فحجز العامري على مفاتيح السيارة الهدية لغاية استلام مؤخر النفقة كاملا، ولو أنه تلقى نصفها فقط، فقرر الرد وبقوة على ما قاله العامري كون تطوان ولوبيرا يجنيان ثمار ما زرعه و«تيكي - تاكا» وهمية في خيال ابن سيدي قاسم وحده. العامري الذي قال أن مورينيو «زرك» وأنشيلوتي محظوظ وزيدان ليس من عباقرة الكرة، إما أنه بذاكرة مثقوبة أو أنه يكذب الكذبة ويعود لتصديقها، كون المغرب التطواني الحالي لا يمث بصلة للعامري ومن جايل العامري في رحلة الدور التمهيدي للمونديال باعهم أبرون بالصولد وجملة. أبرون راسل الجامعة ليطلب منها أن تبلغ العامري بربط لسانه ويشد «السلوقية عندو» وأن لا يتغزل فيما ليس ملكه، كونه لا يحق له ذلك، ولعل بلاغ أبرون لا يسيء لهذا المدرب فحسب بل للفريق الزعيم الذي وثق فيه ودخل دخلة مائلة لخيمته مرة أخرى. تنتهي المباريات فيبادر مدرب الفريق الفلاني لذكر محاسن الفريق الثاني، وهو ما ليس من بديهيات وأخلاق التصريحات، لأنه لا مبرر لرجل يتغزل في زوجة جاره مهما كان حسنها وجمالها وسكوت بعلها علامة ديوثية واضحة وصريحة، ولوبيرا لم يكن ديوثيا ورد بسخرية على العامري وقال له بالإسبانية «باسطا، أرنا تيكي - تاكا التي تتبجح بها في الفرق التي دربتها بعد تطوان». وكي يظهر العامري أورجو بشكل فاضح وأكبر جاء بلاغ أبرون حافلا بالغمز واللمز بعدما ذكر المدرب أن لقبي تطوان هما ثمرة عمل مدرسة النادي ومجهودات آل أبرون ولا فضل للعامري فيها. لو يستمر العامري في تجاهل فرقه الحالية للحديث عن المغرب التطواني، فإن أبرون لن يسكت لأنه سيخرج ببلاغ آخر ليذكر العامري أنه حين توج الفريق بلقبين كان هناك ساحر إسمه العربي كورة قبل تيكي - تاكا.