بن شيخة: إنتداباتنا كانت دقيقة لمواجهة التحديات الإفريقية

في موسم يوصف على أنه موسم كل التحديات، بعد موسم أول رفع فيه إتحاد طنجة تحدي البقاء في حضرة الكبار، وهو ما تحقق بعلامة الإمتياز الكاملة يستعد اتحاد طنجة لمواجهة كثير من التحديات، أولها أن يجعل من الموسم الحالي رهانا وطنيا بالمنافسة على اللقب ورهانا قاريا بالذهاب لأبعد مدى في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية التي يدخلها فارس البوغاز لأول مرة في تاريخه.
المؤشر القوي الذي قدمه اتحاد طنجة علي استثنائية الموسم وخصوصيات الرحلة هو فوزه العريض على الدفاع الحسني الجديدي في أولى جولات البطولة الإحترافية الحالية، فكيف يقرأ الربان الجزائري عبد الحق بن شيخة كل هذه الرهانات، وماذا يعني له الفوز في أول دورة برباعية على فارس دكالة.
المنتخب: افتتحتم موسمكم الجديد بفوز عريض على الدفاع الجديدي كان بمثابة كشف للنوايا، فهل أنتم راضون على ما قدمه اللاعبون، وهل الفوز بهذه الحصة مؤشر فعلي على أن اتحاد طنجة سيكون رقما صعبا في معادلة الموسم الحالي؟
بن شيخة: أولا أنا سعيد بالتواصل من جديد مع الجماهير الرياضية عبر منبركم الإعلامي، بخصوص مباراتنا أمام الدفاع الحسني الجديدي فإن الشيء الجميل فيها هو أننا حققنا الفوز، بالنظر إلى أن لهذا الفوز قيمة كبيرة جدا خاصة في بداية البطولة الإحترافية، أما عن الطريقة التي جاء بها هذا الفوز فهي موضوع قراءة وتحليل عميقين، خاصة ما يتعلق بالجانبين التكتيكي والإستراتيجي.
لا يجب أن ننسي أننا قدمنا 30 دقيقة أولى سيئة بأداء غير متناغم وفاقد للهوية التي نبحث عنها، إلا أنه مع إحداثنا لبعض التعديلات تمكنا من الإرتقاء بالأداء الجماعي إلى مستويات مقبولة لنتمكن في الأخير من تحقيق الفوز بعد استثمار جيد لأخطاء المنافس.
قد يبدو هذا الفوز في رأي الكثيرين مؤشر على أننا جاهزون وعلى أننا بلغنا مرحلة متقدمة في صياغة المنظومة التكتيكية، أنا أقول أن العمل الكبير ما زال ينتظرنا، فلا يمكن أبدا أن نسمح لأنفسنا بأداء يشبه أداء الثلث الأول من مباراتنا أمام الجديدة، فقد يكون لذلك وبال كثير علينا.
عموما أنا لا أغتر بمثل هذه الحصص وأعرف أن المسؤولية ثقيلة والضغط كبير ولا بد من إبقاء الأرجل متبثة في الأرض.
المنتخب: أي فريق يضع رهانات كالتي يضعها اتحاد طنجة يحتاج إلى خارطة طريق وإلى تحضير قوي، هل أنت راض على الإستعدادات التي خاضها فريقكم تحضيرا للموسم الجديد؟
بن شيخة: الإستعدادات مكنتني أولا من التعرف على اللاعبين الجدد والعمل على تحقيق الإنسجام بينهم وبين القدامى، وفعلا تحقق ذلك بفضل إرادة اللاعبين، لأنهم رغم الإجهاد قدموا كل ما لديهم واستمات كل واحد منهم من أجل إبراز مؤهلاته وتأكيد جاهزيته للموسم الكروي الذي ستواجهنا فيه صعوبات كثيرة.
المنتخب: وأين تكمن هذه الصعوبات؟
بن شيخة: كما يعلم الجميع فبعد الإنجاز الكبير الذي تحقق الموسم الفارط والمتمثل في احتلال الرتبة الثالثة التي أهلت فارس البوغاز لأول مرة في مشواره الرياضي للمشاركة في كأس الكونفدرالية الإفريقية، أصبحت المهمة صعبة شيئا ما بالنظر إلى كوننا سنلعب على ثلاث واجهات دفعة واحدة، البطولة الإحترافية وكأس العرش وكأس الكاف، وهذا يتطلب نفسا طويلا ومتطلبات عديدة، منها الإنسجام بين المجموعة والإستعداد النفسي والبدني، إضافة إلى التوفر على فريقين بنفس المواصفات تحسبا للإصابات والإنذارات، وهذا أول ما عملنا من أجله لأنني وبحكم تجربتي الطويلة مع العديد من الأندية أعرف جيدا أن الكؤوس الإفريقية (تأكل اللاعبين) وتؤثر عليهم سواء من حيث السفريات وطول المسافة أو من حيث المباريات أمام فرق قوية ومتمرسة بدنيا وتكتيكيا، ناهيك عن ظروف الإستقبال والإقامة وكلها عوامل كما أشرت تنهك اللاعب وتؤثر على مستواه.
المنتخب: وتحسبا لذلك قمتم بهذا الكم الهائل من الإنتدابات؟
بن شيخة: نعم، بالإضافة إلى ذلك قمت بتشريح المعطيات التقنية للاعبين خلال الموسم الماضي، واحتفظت بالبعض وقمت بتسريح الآخرين لكي تتاح لهم الفرصة للعب مع أندية أخرى، وقمنا بانتداب مجموعة من العناصر الذين يتوفرون على التجربة والخبرة حتى تصبح لدينا مجموعة متكاملة تستطيع أن تستجيب لكل الحاجيات وتواجه كل الطوارئ التي تحدث كلما تعلق الأمر بالتنافس على الواجهات الثلاث.
المنتخب: شكلت لكم حراسة المرمى هاجسا في الأيام الأخيرة بعد المناداة على امسيف للمنتخب وعدم جاهزية مهمدينا بفعل الإصابة، فما هو الإجراء الذي اتخذتموه لحل هذه الإشكالية؟
بن شيخة: أول شيء أهنئ الحارس أمسيف بالعودة الى المنتخب المغربي من بوابة اتحاد طنجة، وهذا تشريف لنا بأن يكون لنا حارس دولي، غير أن إصابة مهمدينا التي جعلته يغيب عن التداريب خلقت لنا بعض القلق بخصوص الحارس البديل، وأحمد الله على أننا وفي ظرف وجيز تمكنا من التغلب على هذا المشكل بانتداب حارس اتحاد اتواركة المهدي وايا، وهو حارس شاب وطموح وقد يقول كلمته مع تعاقب المباريات، حيث أظهر خلال التداريب بأنه في المستوى وله مؤهلات وتقنيات قد تجعل منه في المستقبل حارسا جيدا.
المنتخب: وماذا عن بقية الإنتدابات؟
بن شيخة: قمنا بانتداب عناصر هامة في الدفاع ووسط الميدان والهجوم بالإضافة إلى الحارس الدولي محمد أمسيف، وقد راعينا الكفاءة والخبرة والتجربة من خلال هذه الإنتدابات، وأعتقد أننا وفقنا بنسبة كبيرة في الإختيارات رغم بعض الإنتقادات التي طالتنا الموسم الماضي وهذا الموسم بدعوى أننا أكثرنا من الإنتدابات.
المنتخب: لوحظ هذا الموسم أن انتداباتكم الأجنبية كانت قليلة مقارنة مع الموسم الماضي، لماذا؟
بن شيخة: إنتدبنا لاعبين مغاربة في أغلب المراكز وذلك تقليلا للمصاريف لأن الإنتدابات كما تعلمون ترهق كاهل النادي ماديا، فقط استقدمنا السينغالي تيون أوساينو وهو لاعب متمرس يلعب للمنتخبين الأولمبي والمحلي السينغالي لتعويض رحيل الكامروني أليكس موندومو، كما استقدمنا المهاجم المالي الشاب عبد الله ديارا من سطاد مالي ليحل محل أونابريس وبدر قشاني، كما انتدبنا لاعبين من بلجيكا وهما يحيى بومدين واسماعيل داوود وهما شابان يتوفران على التجربة بحكم أنهما لعبا بالقسم الثاني ببلجيكا، إضافة إلى بنلمعلم الذي يتوفر على تجربة احترافية بقطر القطري، وكنا نأمل في التعاقد مع اللاعب الإيفواري يانيك زكري من نادي أسيك ميموزا الإيفواري، لكن تدخل أندية أخرى من بينها الزمالك المصري جعل أسهمه ترتفع لينتقل في نهاية المطاف إلى جنوب إفريقيا، وعلى العموم أنا راض عن هذه الإنتدابات وأتمنى أن تعطينا الإضافة المرجوة.
المنتخب: في الموسم الماضي قلت أنك تلعب من أجل نقطتين في كل مباراة، فهل هذا هو رهانك هذا الموسم؟
بن شيخة: دائما أومن بهذه النظرية أي نقطتين في كل مباراة، لأنه في نهاية الموسم ستكسب 60 نقطة، وهي كافية لإحراز لقب البطولة إذا ما تحققت.
المنتخب: أضيفت إلى مهامك مهمة المشرف العام للنادي، فما هي طبيعة هذه المهمة، وكيف ستوفق بينها وبين المشرف التقني على الفريق الأول؟
بن شيخة: المهمة تختلف عن الإدارة التقنية، وهي تتمثل في العمل مع مدربي الفئات الصغرى للنهوض بهذه الفئات.
وكما تعلمون فاتحاد طنجة كان في سنوات سابقة ممونا للأندية الوطنية، ويكفي أن أذكر السيمو وسيف الدين، وفي السنوات الأخيرة افتقدت هذا الدور، مما أدى بالفريق إلى جلب عناصر من خارج طنجة وفي هذا إهدار للمال والوقت، لهذا فمهمتي كمشرف عام ستكون محصورة في الإجتماع بأطر الفئات الصغرى من أجل العمل على تنفيذ برنامج عام يستهدف النهوض بهذه الفئات والبحث عن جواهر نادرة يمكن أن تطعم الفريق الأول، وقريبا سأجتمع بالأطر المشرفة على الفئات الصغرى للعمل سويا من أجل تحقيق هذا الهدف، وأؤكد لكم بأن هذا العمل تطوعي بالنسبة لي ولن أتقاضى عليه أجرا.
المنتخب: كخلاصة ما هي طموحاتكم بالنسبة للموسم الكروي الجديد؟
بن شيخة: هو أن نوفق في تحقيق الأهداف ونصعد للبوديوم ونسير بعيدا في كأس العرش وكأس الكاف.
المنتخب: ولجماهير وساكنة مدينة طنجة ماذا تقول؟
بن شيخة: أقول لهم أحببتموني واحتضنتموني منذ البداية، وهذا شرف أعتز به وأعدكم بالعمل الجاد من أجل إسعادكم وتحقيق مبتغاكم.