مع فاخر نعيش ولادة ثانية وأحلامنا لا حدود لها للرجاء أبناء يحملون مشعلها كلما داهمها الإستعصاء ودارت عليها دائرة الزمن، للرجاء لاعبين مميزين يغيبون لفترة لكنهم حين يبعثون، فإنهم يحضرون بالطريقة التي تتطابق مع هوية هذا النادي العريق. محمود بنحليب مارد وزئبق رجاوي أصيل، تدرج في كل فئات الفريق، ويقدم إشارات على أن الحمراوي ومستودع وبصير جدد، ولدوا بالفعل مرة ثانية.. مارد أو ثعلب فكل الأوصاف تتشابه في حضرة هذا اللاعب الذي سيكون عنوانا للبطولة بكل تأكيد. هنا نحاور بنحليب الذي يتحدث ببراءة عن حلمه واختصره في الحصول على شقة، يتحدث عن مرارة الفقر وثقل المسؤولية التي تحملها صغيرا ويمكن الرجاويين وسط هذا الكم من المعاناة كون فريقه سيصعد البوديوم ليقول كلمته. المنتخب: مباراة أولى وإنتصار برباعية، ما الذي مرره الرجاء للجميع وهو يجهز على الكاك بتلك الطريقة وكان بالإمكان أن تكون النتيجة أكبر؟ محمود بنحليب: لسوء حظ النادي القنيطري أنه واجه في مستهل البطولة أسد جائع وفريق جريح وعناصر متحمسة تريد أن تقول كلمتها وتريد أن تبصم على ظهور كبير ورائع. كان بإمكاننا أن نفوز بأكثر من 7 أهداف وهذا بشهادة الجميع ومن تابع المباراة لكوننا أضعنا سيلا من الفرص السهلة، وهذا لا ينقص من قيمة الكاك لكنه بالمقابل يعكس القوة التي خضنا بها المباراة والشراسة التي تعاملنا بها تعكس رغبتنا في تحقيق نتيجة إيجابية لتأمين إنطلاقة مريحة تؤكد نوايا الفريق وكذا المجموعة في البصم على مستوى مختلف عن السابق، وأتمنى أن نواصل بنفس القوة والإنضباط الذي ميز مباراتنا أمام النادي القنيطري في باقي لقاءات البطولة بحول الله. المنتخب: هل كنت واثقا من النجاح بتلك الطريقة التي تابعناها،سجلت هدفين و كنت وراء الهدفين الآخرين؟ محمود بنحليب: لا أحد يكون ضامنا لما سيكون عليه الوضع يوم المباراة، صحيح أني كنت أتطلع لتقديم مباراة كبيرة، بعدما علمت أني سأكون عنصرا أساسيا ضمن التشكيلة، لكن لا أحد يملك مفاتيح الغيب والتي هي عند الله وحده عز وجل. كان يحذوني طموح كبير أن أقدم مباراة رائعة وأن أرد التحية للسيد فاخر بمثلها، سيما وكونه وثق في مؤهلاتي وكان واثقا أني سأنجح في المهمة وحين يكون مدرب مثل فاخر في الإحتياط عليك أن تكون جاهزا مائة بالمائة وأن لا تتهاون إطلاقا. المنتخب: قدمت ربما وبشهادة الجميع أفضل مباراة لك على الإطلاق وظهرت فعالا من أين لك هذه الثقة بالنفس؟ محمود بنحليب: الثقة بالنفس لا تأتي بالصدفة ولا تكتسب بسهولة، هي ثمرة مجهود وعمل جبار في التداريب يبذل بعيدا عن المباريات الرسمية، وقبل مباراة الكاك كنت أملك الرغبة في اللعب والظهور بمظهر لائق أمام المدرب الجديد ولإرضاء الجمهور الرجاوي الذي له علينا دين ثقيل سنسدده قريبا إن شاء الله. ما قدمته أمام النادي القنيطري هو ثمرة تعاون بين اللاعبين ومساعدة باقي الزملاء بالفريق، وحين ينجح لاعب في تقديم مباراة كبيرة فالمؤكد أن الفضل في ذلك يعود للتعاون القائم والأجواء الرائعة السائدة بين اللاعبين. المنتخب: أنت هنا تجرني للحديث عن فاخر، ما الذي قدمه هذا المدرب للمجموعة في الفترة التي حضر فيها للفريق؟ محمود بنحليب: لست أنا من سيتحدث عن فاخر أو سيحاكم قيمته وثقله كمدرب كبير، لأنه سبقني للألقاب حتى قبل أن أولد وهو مدرب بكاريزما كبيرة وكفاءة عالية ويشرف أي لاعب أن يعمل تحت إشرافه. قبل حلول فاخر أخبرونا أنه لا يعتمد إلا على اللاعب المخضرم وصاحب الخبرة لكن أمام الكاك كان رد هذا المدرب مختلفا بحضور عدد كبير من اللاعبين الواعدين. فاخر أخبرنا بهذا منذ اليوم الأول وقال لنا بالحرف أنه لا فرق بين لاعب متقدم بالسن وآخر صغير إلا بالمردودية داخل الملعب والجدية في التداريب. وهذا أمر رائع وطمأن الجميع وحفزهم على الإجتهاد. المنتخب: هل نجح فاخر خلال الفترة القصيرة التي أمضاها معكم من تغيير بعض الأمور؟ محمود بنحليب: هذا صحيح وليس ما أقوله شهادة مجروحة بل هو الواقع، عشنا بعض الإحباط في فترة من الفترات وساورنا الشك والجميع كان على إطلاع بالأجواء السائدة وكذا الصعوبات التي صادفناها. مع فاخر نشعر بولادة ثانية وعلى أننا محميون ومحصنون بمدرب خبير ذوتجربة، وهذا أمر مهم سيجعلنا نلعب كل دورة وكأننا أسود جائعة. المنتخب: ما هو الخطاب الذي مرره فاخر للاعبين فور وصوله؟ محمود بنحليب: قبل الحديث عن فاخر لا أريد أن يفهم من كلامي أني أسيء لتجربة المدرب الطوسي، بالعكس هو كان مجدا لكن الظروف لم تخدمه وحتى نتائج بعض المباريات. فاخر إبن الدار والجميع يكن له الإحترام الواجب من إداريين وجمهور ولاعبين وهذا أمر مهم ويصنع الفارق بكل تأكيد، مدرب سبق له التتويج رفقة الفريق بل توج لاعبا مع الرجاء. فاخر لم يكن بحاجة للوقت ليتعرف علينا، لكونه أظهر أنه يعلم الكثير عن كل اللاعبين وهذا أمر فاجأنا بالفعل وأكد أنه كان متابعا جيدا للبطولة والفريق حتى وهو بعيد عنا. فاخر أكد للاعبين أن الرجاء ناد كبير، وما حدث ويحدث معه أمر لا يشرفه وعلينا أن نكون أصحاب شرف وسبق في أن نعيد للفريق توهجه. المنتخب: ظهر إنسجام كبير على أداء اللاعبين في مباراة الكاك على الرغم مما رافق التحضيرات من صعوبات؟ محمود بنحليب: بالفعل وهذا أمر لا يثير الإستغراب وباقي المباريات ستكون أفضل، لحسن الحظ أن البطولة ستتوقف وهو ما سيجعلنا نستفيد من فترة إستدراكية على مستوى التحضير. نحتاج لمزيد من المعسكرات وأعتقد أننا محظوظون في هذا الجانب لأن عدم خوضنا لكأس العرش سيمكننا من تدارك ما ضاع منا بإيفران والجديدة. المنتخب: كنت قريبا الموسم المنصرم من مغادرة الفريق، حدثنا عن وضعك داخل النادي؟ محمود بنحليب: صحيح، لقد توصلت بعديد العروض وكان أقواها عرض الوداد البيضاوي وكان عرضا مغريا، لم أكن في يوم من الأيام غدارا ولم يرتبط الغدر بسلوكي وتصرفاتي ورفضت كل شيء وانتظرت تحرك مسؤولي الرجاء. في نهاية المطاف وقعت عقدا إحترافيا من 5 مواسم رفقة الرجاء ولو أني لم أستفد بالشكل الكبير من الناحية المالية كما يحدث مع لاعبين يتم ضمهم من خارج الفريق إلا أني فضلت الوفاء والبقاء لاعبا بلون النسور الخضر. المنتخب: ما هي طبيعة تعاقدك والمزايا التي تحصلت عليها كما تم الترويج له؟ محمود بنحليب: لا توجد أي مزايا، أنا إبن أسرة فقيرة، نشأ يتيما وبحي يعرفه الجميع بالدارالبيضاء وهو درب ميلا، والرئيس السابق بودريقة زارني بهذا الحي وأطلعته على حقيقة الأوضاع التي أعيشها وتفاعل معي بتعاطف كبير أو هكذا تظاهر؟ نعيش أسرة مؤلفة من 10 أفراد أنا من يعيلهم لم أطلب شيئا غير شقة تؤمن العيش الكريم، وعدني بودريقة بإستلامها بدل منحة التوقيع وقدرها 25 مليون سنتم، إنتظرت طويلا حتى الملل، وحين إتصلت به لم يعد يرد، وحين حالفني الحظ ذات يوم للرد أجابتني مسؤولة بمكتبه أنه يتعين علي دفع مقابل الشقة كأي مواطن، فأي مزايا بالعقد، لأول مرة يتضمن عقدي راتبا في حدود مليون سنتم. المنتخب:ما هي الطموحات التي تراودك على ضوء الصعوبات التي عانيت منها؟ محمود بنحليب: اللعب للمنتخب المحلي المغربي كما هو حال اللاعبين الذين تتم المناداة عليهم لهذا الغرض، أريد أن أكون سفيرا لأبناء الحي الذي تربيت فيه داخل منتخب وذني وبلادي. التتوبج مع الرجاء بلقب البطولة الذي اشتقنا إليه و بعدها لا أحد سيصد طموحي الأكبر وهو الإحتراف وأنا واثق إن شاء الله من بلوغ هذا المقصد لأنه سيصنع لي حلولا كثيرة. المنتخب: هل ترى الرجاء قادرا على التتويج باللقب هذا الموسم؟ محمود بنحليب: لا أريد أن أحمل زملائي الضغط المرتفع والمدرب فاخر هو من يمكنه أن يجيبكم عن هذا السؤال، بالنسبة لنا سنخوض كل مباراة على أنها لقاء سد وهذا ما أخبرنا به المدرب وبعدها ننتظر، الموسم طويل وشاق حيث تميز الموسم المنصرم بأخطاء كثيرة سنحاول تفاديها هذه المرة. المنتخب: لكنكم قدمتم مؤشرات كبيرة بأكادير؟ محمود بنحليب: هذا تقييم الجمهور والصحافة، بالنسبة لنا دورنا هو أن نلعب كل مباراة على أنها لقاء سد كما قلت لك، والفوز على الخصوص بكل المباريات التي سنلعبها بملعبنا وأمام جمهورنا ولو أننا نعاني كثيرا باللعب بعيدا عن الدار اليبضاء. الرجاء فريق عريق ولا تليق به الأدوار الثانوية وهذا الموسم إن شاء الله سيشهد إنبعاثه من جديد. المنتخب: ما هي باقي الرهانات التي سينافس عليها بنحليب؟ محمود بنحليب: لقب الهداف وأراه طموحا مشروعا وسأحاول إستغلال الفرص في كل مباراة لرفع الحصيلة وتجاوز الرقم الذي تعود هدافو البطولة تسجيله كل موسم. بالنسبة لي لو ساعدت الرجاء لتحقيق إنجاز كبير سيكون ذلك شرفا لي ولو وفقت في الفوز بلقب الهداف سأكون بكل تأكيد أسعد أكثر. المنتخب: ألا تخشى من المنافسة داخل فريق يشرف عليه مدرب يحصي كل شيء ؟ محمود بنحليب: إطلاقا لا و أنا جاهز لكل شيء، التنافس على العكس يحفز على تقديم الأفضل وهو أمر صحي وفيه الكثير من المنفعة، لقد استفدت من الدروس في الماضي وكسبت الخبرة الكافية وأرى نفسي في أتم الجاهزية هذه المرة. مرحبا بالمنافسة والمدرب فاخر هو من يملك صلاحية الإختيار ومن يملك القدرة على اللعب وتقديم الأفضل سيلعب بكل تأكيد والأهم هو أن يكون الرجاء في القمة. المنتخب: كلمة مفتوحة يوجهها بنحليب لجمهور الرجاء البيضاوي؟ محمود بنحليب. أقول لجماهير الرجاء على أننا إشتقنا بالفعل للعب بالدارالبيضاء والحضور القوي الذي كان يلهب حماسنا، أتمنى أن يكونوا قد إستفادوا من الدرس وغيابهم أضرهم وأضرنا معهم وتسبب لنا في الكثير من المعاناة. سنقاتل لإرضائهم وعليهم التعاون معنا وأن يدعمونا بالشكل اللائق، بالنسبة لي سأقدم المستحيل لنيل رضاهم، وأعدهم بالأفضل مع السيد فاخر لأن بوادر الخير لاحت بالفعل معه وسنكون إن شاء الله نهاية الموسم بالبوديوم فعليهم أن يساعدونا ويدعمونا»