مرتضى فال ظاهرة.. ومرتضى فال حالة ناذرة وصحية لما ينبغي أن يكون عليه وضع الحضور الأجنبي بالبطولة الإحترافية. أكثر من 10 سنوات من التواجد بالبطولة، وحضور مسترسل بلا انقطاع ولا ضجيج وبمردودية متميزة، يقيم الدليل بالفعل على أنه ليس الأفضل في هذا الموسم فحسب بل ربما سيقوده التأريخ لأن يكون الأفضل بتاريخ المرور الأجنبي بيننا. أن تكون مدافعا ويتم اختيارك الأفضل، فهذا دليل على أنك تملك الكثير من خصال التميز. سينغالي بتكوين مغربي بقدومه للمغرب التطواني عن سن 18 سنة وإلتحاقه بمركزه يومها والفريق صاعد لتوه من القسم الثاني، يمكن اعتبار فال لاعبا سينغاليا بالهوية والجنسية، لكنه تلقى تكوينه على الطريقة المغربية الصرفة والخالصة. قضى فال أولى فترات التعلم والتعرف على أبجديات الكرة بمركز الحمامة البيضاء، وهناك تمكن من صقل الموهبة وليظهر مقومات ومشروع المدافع القوي الممكن الإستثمار فيها وعلى نحو جيد الشيء الذي يبرع فيه أبرون ويجيده بشكل كبير. فال يعترف بهذا ويؤكد أن ما هو عليه اليوم من تطور وارتقاء على مستوى الأداء يعود فيه فضل كبير للرعاية التي حظي بها في تطوان، حيث لم يشعر بالإغتراب قط. بالحمامة كانت العلامة لم يكن المغرب التطواني خلال سنة 2006 بالقوة الكبيرة ولا هو صاحب تاريخ حافل ومميز بالكرة المغربية ولا من الفرسان المرشحين كل مرة للتنافس على الألقاب، لذلك وجد فال وغيره من المواهب التي كانت تخطو بالكاد أولى خطواتها مع الكرة الفضاء الرحب والخصب والمجال المثالي للممارسة ومن دون ضغوط. بالمغرب التطواني ومن 2006 حتى 2012 يكون فال قد عايش وجايل مرحلة التطور الكبيرة التي عرفتها الحمامة بالتدرج من فريق متوسط لفريق كبير يصاقر على اللقب والدرع وهو ما تأتى له سنة 2012 كأول ناد يحظى بشرف التتويج على عهد الإحتراف. سد الوداد العالي بعدما قدم مرتضى فال أوراق اعتماده رفقة المغرب التطواني وكان من بين المؤطرين الجيدين للجيل واللاعبين الشبان الذين سيتوجون بكأس شالنج ويحظون بلقب البطولة في مناسبتين، وبعدما ضمن حضوره في كأس العالم للأندية كان لا بد للاعب من مكافأة والمكافأة كانت الإحتراف بالخليج لسنتين على التوالي رفقة كل من العربي الكويتي بطلب من البرتغالي جوزي روماو وبنادي السالمية. بعد هذه النزوة العابرة التي مكنته من تحسين رصيده المالي أيقن فال أنه خلق للمنافسة القوية والأدوار الكبيرة، فعاد من جديد للحمامة ليشارك بمونديال الأندية ومنه عرج بإلحاح شديد وكبير من الوداد للقلعة الحمراء التي سيكون من صناع لقبها الموسم قبل المنصرم ومن مؤمني حضورها بدور المجموعتين بعصبة الأبطال ومن صناع صرامة أقوى دفاع ببطولة الموسم المنصرم. ممنوع لمس الصخرة بعد الأخبار التي راجت مؤخرا عن بيعه وتسريحه مقابل مالي جد مغربي لأحد الأندية الإماراتية انتفضت الجماهير الودادية وتصدت للمخطط وهو ما فرض بلاغات النفي على لسان اللاعب نفسه. ما حدث يؤكد حقيقة واحدة كون اللاعب فال ممنوع لمسه أو الإقتراب منه أو حتى التفكير في التعاقد معه. إبحار سفينة الوداد بعصبة الأبطال ولما لهذا المدافع من تأثير على منظومة الدفاع بشهادة الويلزي جون طوشاك نفسه، يؤكد حقيقة واحدة وهي كون بيعه أمرا عسيرا ما لم يحضر عرض خرافي قادر على إقناع عشاق الأسد السينغالي أنه بحاجة فعلا للإحتراف، هذا فال هو رمز للإستمرارية المجدية للحضور الإفريقي بالبطولة.