باحتلاله المركز الثالث في جائزة الأسد الذهبي التي تنظمها جريدة المنتخب يكون مروان الشماخ قد جنى ثمار سنة رائعة بامتياز، حقق خلالها مجموعة من الألقاب وجسدت بالفعل النسق التصاعدي الذي يسير عليه منذ سنوات، فليس سهلا أن يأتي إسم لاعب ما بجانب عمالقة الكرة الإفريقية بعدما تمركز وراء الكامروني صامويل إيطو والإيفواري ديديي دروغبا، بل ليس سهلا أن ينافس نجوما من ذات العيار·· المركز الثالث وراء إيطو ودروغبا يبقى في حد ذاته إنجاز مشجع للشماخ، فمن تابع خطواته سيتأكد أن هذا المهاجم اجتهد كثيرا ولم يصل لما وصل إليه الآن لولا روح الحماس والعزيمة والإرادة التي تميزه، ولولا الطموح الذي ينتابه وأخيرا لولا المواهب التي تحملها جعبته·· الشماخ ومنذ أن بدأ إسمه يطفو على سطح ناديه بوردو أكد أنه إسم واعد ومشروع مهاجم كبير، ولا أدل على ذلك المكانة التي بات يحتلها داخل بوردو والبطولة الفرنسية، وليس غريبا أن يكون الشماخ من بين نيازيك ولآلئ الكرة الإفريقية، أن يكون من بين أبرز سفراء الكرة الإفريقية، ولو أننا كنا نمني النفس أن يعانق مروان الشماخ لقب الأسد الذهبي كأول مغربي بعد صامويل إيطو وديديي دروغبا والمصري محمد أبو تريكة، لكن هناك أسباب هي ما جعلته يتخلف وراء إيطو ودروغبا، صحيح أن مروان الشماخ تألق بشكل كبير بدليل الألقاب الثلاثة التي حققها من بطولة فرنسا وكأس العصبة الفرنسية إلى كأس الأبطال الفرنسية، ناهيك عن الحضور المؤثر له مع الفريق، حيث كان من بين المساهمين بنسبة كبيرة في ما سجله بوردو سنة 2009، لكن الإقصاء من كأس إفريقيا ومونديال جنوب إفريقيا فقدا مروان الشماخ نقاطا هامة مقارنة بمنافسيه، إيطو ودروغبا، فالأول عانق اللقب الأوروبي النفسي والأغلى مع فريقه برشلونة وقاد منتخب بلاده الكامرون إلى المونديال، والثاني بلغ نصف نهائي كأس العصبة الأوروبية مع تشيلسي وقاد هو الآخر منتخب بلاده الكوت ديفوار إلى المونديال، ويبدو أن التظاهرتين على قدر وزنهما كانتا حاسمتين في هذا الترتيب· قد يسأل سائل متى سيحين الوقت ليتوج أحد مغاربتنا بلقب الأسد الذهبي، أكيد أن كل منا يتوسم خيرا في مروان الشماخ، أن يكون أحد المتوجين ليس فقط بجائزة الأسد الذهبي ولكن بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في إفريقيا·· الشماخ إن هو واصل السير بنفس الخطى أكيد أنه سيكون له شأن في المستقبل وسيلتحق بأحمد فرس، بادو الزاكي، محمد التيمومي ومصطفى حجي، وسيحظى بشرف التتويج ومعانقة الكرة الذهبية، لكنه سيكون مطالبا أن يخطو مجموعة من الخطوات إن أراد تحقيق هذا الحلم وأهمه هو الإلتحاق بفريق كبير يلعب على الواجهة الأوروبية، فغالبا ما تخدم الأسماء الرنانة للأندية لاعبيها وتكسبها نقاطا هامة لتحقيق الأهداف الشخصية، والأكيد أن انتقال مروان الشماخ لأحد الأندية الوازنة سيفتح أمامه طريقا آخر وتحديا جديدا، والوقت قد حان ليستشرف آفاقا جديدة ورهانات أخرى، فالمستوى الذي بلغه والنضج الذي أصبح يميزه والمحطات التي تنتظره بعد بوردو يؤهلونه ليكون أحد أكبر سفرائنا، وواحد من الذين نتوسم فيهم خيرا بأن يعيد للكرة المغربية الإعتبار ويركب هودج التألق الإفريقي والأوروبي، نتوسم فيه خيرا ليعانق يوما ما الكرة الذهبية الإفريقية·