تأهل الفريق الوطني رسميا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، بعد بلوغه النقطة 12 في المجموعة السادسة للتصفيات، محققا العلامة الكاملة من أربع مباريات عقب سحقه لمطارده الرأس الأخضر بثنائية نظيفة بملعب مراكش الكبير، مكرسا تفوقه البين ذهابا قبل أيام ببرايا. الناخب الوطني هيرفي رونار أبقى على نفس تشكيلة الذهاب بإستثناء إقحام بلهندة مكان عوبادي الموقوف، وكما كان منتظرا لعب الضيف بجدارات دفاعية وتنظيم تكتيكي مغلق إعتمد على تقليص المساحات أمام العناصر الوطنية، فخضع بوفال وبوصوفة وطنان لحراسات لصيقة شعروا من خلالها بالإختناق، فغابت فرص التسجيل رغم إمتلاك الكرة والسيطرة فظل القناص يوسف العربي في عزلة، وإعتمد الزوار على الهجمات المرتدة السريعة وحملت إحداها الخطورة عبر الجناح مينديز، ورد عليها بلهندة بأبرز تهديد بعد مرواغة وتسديدة قوية على مشارف المعترك إنتهت بين يدي الحارس. وبدا جليا أن الرأس الأخضر يستدرج الأسود مع مرور الدقائق ليمتص حماسه ويُشعره بالشك، وهو المبتغى الذي حققه بعد إنتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي في نصفٍ أول عقيم ومغلق بإيقاع أقل من المتوسط. الشوط الثاني تغيرت المعطيات فتغير وجه المباراة بعدما أجرى الناخب الوطني تغييرات تكتيكية عقب دخول أمرابط عوض طنان، مع منح بوفال صلاحية أوسع بالتنقل يمينا وشمالا في حرية خلقت إزعاجا كبيرا ومؤثرا لدفاع الضيف الذي عجز عن إيقافه، وبعد مجهود فردي متميز وفصل مهاري من المراوغات إصطاد الموهوب بوفال ضربة جزاء كانت قاسية على الزوار الذين إحتجوا عليها بقوة، وإنبرى لها المهاجم يوسف العرابي بنجاح (د54) في سيناريو مشابه للقاء الذهاب ببرايا، وجاء الهدف ليفتح رسميا المباراة ويفتح معها مسالك وإختراقات في خطوط زملاء مينديز، فتواصل الإندفاع الهجومي وما هي إلا دقائق ليعود العرابي ويدون الهدف الثاني من رأسية بديعة مستثمرا تمريرة ذكية من الظهير الكوثري (د61)، ليستسلم إثرها رسميا الضيف رافعا راية السقوط الشيء الذي إستغله الأسود فإستمروا في تعذيب وتهديد الرأس الأخضر، خاصة بعد دخول زياش والقادوري لكن التسرع وقلة التركيز حرموا الفريق الوطني من مضاعفة الغلة في أكثر من مناسبة عبر التسديدات الغزيرة التي ضلت طريقها للشباك، بيد أن المهم تحقق في الختام بعدما أنهى الأسود النزال الموعود بتأهل مستحق ورسمي لفيلق هيرفي رونار إلى "كان"، بإقناع وتميز وزئير في العالي يعيد البسمة والأمل، ويوحي بعودة قوية ورائعة للمنتخب المغربي إلى ساحة إفريقيا والمنافسة على صدارتها.