يعتبر يونس الحواصي واحدا من الدعامات الكبيرة في تشكيلة المغرب التطواني التي نالت رضا المدرب الإسباني سراج لوبيرا، فمنذ إلتحاقه هذا الموسم بتطوان وهو يجتهد ويكد للوصول إلى المبتغى، فرض نفسه كواحد من المهاجمين الجيدين بالبطولة الإحترافية بتسجيله حتى الآن أربعة أهداف كانت في مجملها حاسمة، كان آخرها هدف الفوز في ديربي الشمال الذي أعاد الإطمئنان للحمامة لمواصلة المنافسة عن لقب البطولة لهذا الموسم، لاعب يمتاز بأخلاق عالية وينال احترام الجماهير التطوانية التي ما فتئت تدعمه وتقدم له كل الدعم. جريدة «المنتخب» كانت لها حديث مع صانع هذه الفرحة تحدث فيه عن مسيرته وعن انضمامه للمغرب التطواني وطموحاته مع هذا الفريق كما تحدث أيضا عن تجربته الثانية مع الفريق ومواضيع أخرى تهم الكرة الوطنية وحظوظ فريقه هذا الموسم، وهذه تفاصيل الحوار.. - المنتخب: قبل انضمامك للمغرب التطواني تلقيت مجموعة من العروض، لماذا اخترت الحمامة البيضاء؟ الحواصي: بطبيعة الحال كانت هناك مجموعة من العروض من فرق وطنية وخليجية، لكنني وبعد مشاورات مع وكيل أعمالي اخترت الأنسب باعتباره يعد واحدا من الفرق القوية بالبطولة الوطنية، وسبق لي أن حملت قميصه لثلاثة مواسم، إضافة للإستقرار الذي يمتاز به على مجموعة من الفرق الوطنية على جميع المستويات، ناهيك جمهوره الكبير الذي يعشق فريقه حتى النخاع، كل هذه العوامل كانت وراء اختياري للمغرب التطواني، أقضي موسما رائعا معه وأطلب من الله العلي القدير أن يوفقني لأحقق معه الأفضل، كما لا أشغل بالي بالعروض وتركيزي منصب مع فريقي لتحقيق ما نطمح إليه هذا الموسم. - المنتخب: إذا أنت غير نادم على هذا الإختيار؟ الحواصي: أبدا، لأننا كما قلت لك أعرف المغرب التطواني جيدا وأعرف الطريقة الإحترافية التي يسير بها لذلك فقراري كان صائبا مائة بالمائة، ولله الحمد فالأمور تسير من أحسن إلى الأحسن، وأنا جد سعيد بحمل مرة ثانية قميص المغرب التطواني، وأي لاعب مهما كانت قيمته يمني النفس لحمل قميص فريق كبير من حجم المغرب التطواني الذي فاز بلقبين للبطولة الإحترافية وقدم عروضا نالت استحسان جميع المتتبعين. - المنتخب: خضت تجربة احترافية بالبطولة القطرية وفترة قصيرة بالدوري الليبي، فهل عودتك من جديد للبطولة الوطنية تعني فشل التجربة؟ الحواصي: طبعا لا، إنها تجربة أفادتني كثيرا على جميع المستويات، فالموسم الأول رفقة فريق الوكرة القطري الذي انضممت إليه قادما من المغرب التطواني حققت فيه نتائج جيدة وكنت في المستوى المطلوب في بطولة تضم مجموعة من النجوم العالمية وفرضت نفسي كواحد من اللاعبين المميزين بفريقي بفضل تسجيلي لمجموعة من الأهداف، وبشهادة جميع المتتبعين والمسيرين فقد كنت من أجود لاعبي الفريق، وبذلك جددت عقدي مع الفريق بعقد يمتد لثلاثة مواسم بعدما كنت قد انتقلت إليه معارا، لكن بعد ذلك لم تعد الأجواء كما كنت أنتظرها مما حتم علي الإنضمام للأهلي الليبي على سبيل الإعارة، إلا أن الظروف الصعبة التي كانت تمر منه ليبيا، فرضت علي العودة من حيث أثيت، وبعد ذلك قررت العودة من جديد للبطولة الوطنية التي دخلت عالم الإحتراف ووقعت للوداد البيضاوي الذي حققت معه نتائج جيدة، لكن هذا الموسم أردت تغيير الأجواء وها أنا أحمل قميص المغرب التطواني، ففترة الإحتراف لم تكن فاشلة بالمرة، بل تبقى واحدة من الفترات التي لا يمكن نسيانها لأنني لعبت في بطولة تعج بالنجوم من جميع بقاع المعمور. - المنتخب: سبق لك أن حملت قميص المغرب التطواني لثلاثة مواسم، فبعد عودتك كيف وجدته، وهل وجدت مشاكل في التأقلم؟ الحواصي: سبق لي أن حملت قميص المغرب التطواني عند صعوده وحققنا نتائج جيدة بفضل التركيبة البشرية التي كانت تعج بلاعبين كبار أنذاك، لقد قضيت برفقته مواسم لا تنسى ونلت احترام جميع مكونات الفريق، لقد كانت كل الظروف متاحة لتزاول مهمتك كلاعب محترف بمعنى الكلمة، وعند عودتي وجدت مجموعة من الأمور قد تغيرت داخل هذا الفريق على جميع المستويات منها البنيات التحتية الجيدة التي أصبح يتوفر عليها ومركز التكوين في المستوى المطلوب وفئات صغرى تعج بلاعبين سيقولون كلمتهم في عالم المستديرة، ناهيك عن حسن التسيير التي أعطت للمغرب التطواني نموذجا يحتدا به على الصعيد الوطني وهذا واقع يعرفه الجميع. - المنتخب: إنطلق الموسم وتفاجأ الجميع بالأداء الباهت للاعبين في أولى الدورات قبل أن تتداركوا الموقف، كيف تقرأ تلك البداية المتذبذبة، وما السر وراء عودة الفريق إلى السكة الصحيحة؟ الحواصي: صحيح أننا لم نقدم مستوى جيدا في أولى دورات البطولة الإحترافية، وذلك راجع بالأساس إلى عامل العياء الذي نال من اللاعبين الذين خاضوا موسما استثنائيا بمشاركتهم في عصبة الأبطال الإفريقية، لكن وبعد خروج الفريق من هذه المنافسة بدأ جميع اللاعبين يعانون من الضغوط مما ساهم بشكل كبير في حصد مجموعة من النتائج السلبية، ولله الحمد وبفضل العمل الكبير الذي قام به الطاقم التقني والمكتب المسير الذي وفر لنا كل الإمكانيات المتاحة ودعمنا للخروج من أزمة النتائج جاء الفرج ولله الحمد، فبعد خمس دورات عجاف جاءت الانطلاقة الحقيقة للفريق وحقنا نتائج لم تكن في الحسبان لنرد على جميع المشككين. - المنتخب: إذن يبدو أن ملامح هذا الموسم وبعد أن دخل الفريق مرحلة الإياب تبشر بالخير، فهل سيكون الطموح أكبر هذا الموسم؟ الحواصي: أهم ما في هذا الموسم هي البداية ومهم جدا أن تتمكن من الحصول على أكبر عدد من النقاط، نحن ملزمون بالإنتصار داخل الميدان والبحث عن نقاط أخرى خارجه حتى نتمكن من تحقيق هدفنا وطموحنا الذي يتجلى في المنافسة عن لقب البطولة، وكل الظروف مواتية أمامنا لتحقيق ذلك لأننا أصبحنا في المرتبة الثالثة برصيد 28 نقطة يعني أن الصراع سيحتدم بين أربعة فرق التي حققت نتائج جيدة وتتوفر على النفس الطويل، وما علينا إلا أن ندرس مباراة بمباراة وأن نحافظ على مستوانا حتى يكون هناك استقرار على مستوى النتائج. - المنتخب: سبق لك أن شاركت في ديبربي الدارالبيضاء بقميص الوداد، ما الفرق بين هذا الديربي وديربي الشمال؟ الحواصي: كل ديربيات العالم تعرف إقبالا جماهيريا كبيرا، وديربي الدارالبيضاء له طقوس خاصة، فالمدينة برمتها تستعد له بشكل جيد طيلة أسبوعين وله عشاق في جميع أنحاء العالم، والمشاركة فيه تعتبر واحدة من الأشياء الجميلة التي ترتعش لها الأبدان، كما أن جميع اللاعبين يعيشون ضغوطات كبيرة لأنهم يكونون مطالبون بتقديم الأفضل وتحقيق النصر، وديربي الشمال هو الآخر له نكهة خاصة لأنه معروف بالندية والتشويق على مدار التاريخ بين المغرب التطواني واتحاد طنجة، ولو كان لمدينة تطوان ملعب كبير لكان قد امتلأ عن آخره لأن الجميع يريد متابعة هذا العرس الكروي الجميل الذي تنتظره الجماهير الشمالية، ولحسن حظي أنني حضرت هذا الديربي وساهمت بشكل كبير في فوز المغرب التطواني بالديربي وأمام جماهيره، لا تتصور الفرحة الكبيرة التي غمرتني عندما جاء الهدف في تلك الدقائق الحاسمة، إنه ديربي سيكون له شأن كبير في المستقبل وسيدخل العالمية إذا ما تظافرت الجهود وإعادة الثقة بين جماهير الفريقين لتعود الفرجة للمدرجات كما يحدث في ديربي البيضاء. - المنتخب: قدمت مستويات جيدة هذا الموسم، ما الوصفة السحرية التي تساعد في ارتفاع أسهمك وتقديم هذا الأداء المميز؟ الحواصي: ليس هناك أي وصفة سحرية إنما هناك اجتهاد وعمل جاد، دائما ما أتمرن بشكل جيد وأعمل بشكل احترافي وبنظام يساعدني على الحفاظ على مستواي، والتكوين الذي تلقيته سابقا ساعدني على ذلك، وفي كل مباراة أسعى فيها تقديم الأفضل لأن هناك جماهير وطاقم تقني ومسؤولين ينتظرون مني الكثير، وهذا ما يجعلني أقدم عطاء ومجهودا أكبر، والحمد لله توفقت في تسجيل أهداف حاسمة، ونحن نعمل كمجموعة لأن الأهداف التي سجلتها شارك فيها الجميع وليس الحواصي وحده، وسأواصل على نفس هذا النهج حتى نهاية الموسم. - المنتخب: كيف ترى مسيرة المغرب التطواني هذا الموسم؟ الحواصي: الفريق سيقول كلمته هذا الموسم والنتائج الجيدة التي حققناها حتى الآن جعلت الأنظار تتجه من جديد له، فجل اللاعبين تحدوهم رغبة كبيرة للدفاع عن لقب البطولة الوطنية وكل شيء وارد في كرة القدم لأن فارق النقاط بين فرق المقدمة ليس كبيرا وقابل للتذويب في أي وقت لذلك علينا مواصلة العمل وأخذ الأمور بالجدية اللازمة لنكون في الموعد، وفريق المغرب التطواني وبعدما تسلق الدرجات في صمت اتضحت له الرؤية واقتربت عقارب الساعة، فلن ننزل أيدينا وسنبذل قصارى جهودنا لنبقى في قلب المنافسة، وإذ قدمنا نفس الصورة التي قدمناها في اللقاءات 13 التي لم ننهزم فيها حتى الآن فإن لدينا كل الإمكانيات لتدارك الفارق خاصة أن نهاية البطولة تفصلنا عنها 12 دورة، أي ما مجموعه 36 نقطة، وأظن بأن نتيجة المباراة القادمة أمام الفتح الرباطي ستوضح لنا الأمور بشكل أفضل. - المنتخب: على ذكر هذه المباراة، كيف تستعدون لها وكيف تراها من زاويتك؟ الحواصي: هي مباراة قوية وصعبة بالنسبة للطرفين باعتبار وضعيتهما على مستوى مقدمة الترتيب ومنافستهما على اللقب، وفي أول حصة تدريبية لنا بعد مباراة الديربي التي جمعتنا باتحاد طنجة لاحظت بأن كل اللاعبين يحسون بحجم المسؤولية، وهناك رغبة كبيرة لدى جميع اللاعبين لتحقيق نتيجة إيجابية، كما أن هناك وعي تام بصعوبة المباراة أيضا وطيلة هذا الأسبوع سنعمل بجدية في التداريب حتى نكون في المستوى المطلوب يوم الجمعة المقبل. - المنتخب: لكن هناك من يشكك في قدرة المغرب التطواني للفوز بلقب البطولة؟ الحواصي: المغرب التطواني يعتبر من أقوى الفرق بالبطولة الوطنية ويقدم مستويات جيدة جعلته ينال شرف الفوز بلقبين للبطولة الإحترافية، وهذا الموسم وكما قلت لك سابقا على أنه سيكون له شأن كبير في الدورات المتبقية، فجل الفرق تضرب له ألف حساب لأنه يتوفر على لاعبين جيدين وتركيبة بشرية في المستوى المطلوب وما النتائج التي حققناها لدليل على أنه قادر على خلق المفاجأة وسيدافع عن كامل حظوظه حتى آخر دورة التي ستجمعه بالوداد البيضاوي بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، ولا تسقطونا من حساباتكم لأن كرة القدم لا تعرف المستحيل. - المنتخب: تلعب كمهاجم صريح لكنك لم تسجل سوى أربعة إصابات من أصل 18 دورة، ألم يمثل لك هذا عائقا؟ الحواصي: كرة القدم هي لعبة جماعية فإذا لم أسجل أشارك زملائي في التسجيل، وكلنا نريد الفوز لذلك يجب علي الإنضباط داخل الملعب والإمتثال لتعليمات المدرب، وعلى اللاعب أن يتأقلم مع جميع التعليمات التي تعطى له حسب كل مباراة، كما عليه أن يقدم كل ما لديه لينال رسميته عن جدارة واستحقاق، ولله الحمد فداخل المغرب التطواني نلعب بشكل جماعي وبأسلوب السهل الممتنع المعروف في الكرة العصرية، وإذا ما لاحظت في لائحة هدافي المغرب التطواني هذا الموسم تجدها متنوعة، فكل الخطوط لاعبوها سجلوا أهدافا ما يعني أن الفريق يلعب بروح الجماعة. - المنتخب: البعض يرى أن الوداد البيضاوي يبقى المرشح الأوفر للفوز باللقب في ظل النتائج الجيدة التي يحققها، فهل هناك فرقا قادرة على منافسة الوداد في نظرك؟ الحواصي: قلت لك أن لقب بطولة هذا الموسم سيعرف صراعا قويا بين أربعة فرق التي تسير في خط تصاعدي وتملك مواصفات البطل، وأظن أن المغرب التطواني يبقى واحدا من هذه الفرق التي تتوفر على كل الإمكانيات المتاحة لمنافسة الوداد البيضاوي على اللقب، والدورات المقبلة كفيلة لتوضيح مجموعة من المتغيرات على صعيد الترتيب العام للبطولة لأن السرعة النهائية هي التي ستكون حاسمة هذا الموسم، والوداد البيضاوي حقق نتائج جيدة ويتوفر على تركيبة بشرية تعج بلاعبين جيدين، وجل الفرق تحدوها رغبة كبيرة لتكون الحصان الأسود لمرحلة الإياب، وخير دليل أن نهضة بركان والمغرب التطواني والرجاء البيضاوي يسيرون في خط تصاعدي، كما هناك فرق فقدت هويتها القوية التي اكتسبتها في مرحلة الذهاب، والمغرب التطواني كسب من التجربة ما يكفي وعليه استثمارها حتى آخر دورة. - المنتخب: ما هي النصيحة التي تود أن تقولها لشبان المغرب التطواني وللاعبين الصغار بصفة عامة؟ الحواصي: نصيحتي لهم هي العمل أكثر، لأن العمل سيلزم النادي الإعتماد عليهم وعدم شراء وجلب لاعبين جاهزين كما تفعل الأندية الكبيرة، عليهم بالالتزام والإنضباط والإستماع لمدربهم ويبرزوا طاقتهم وقدراتهم حتى يصبحوا مؤهلين للإعتماد عليهم، فقط عليهم انتظار الفرصة ويستعد لها وإذا سنحت عليهم أن يعضوا عليها بالنواجد، ومهم جدا أن يبقى اللاعب متواضعا رغم تألقه ونجوميته حتى لا يفقد بريقه واحترام جماهيره. - المنتخب: بماذا تعد الجماهير التطوانية؟ الحواصي: أولا أشكرها على الدعم الكبير الذي تقدمه لنا سواء داخل ملعبنا أو خارجه، وأتمنى من الله العلي القدير أن يوفقنا لنهديها لقبا ثالثا هذا الموسم، إنه جمهور يستحق منا التقدير والإحترام لأن قوة المغرب التطواني في تلاحم جميع مكوناته من جمهور ومكتب مسير وطاقم تقني ولاعبين.