من الصعب جدا أن يحدث الناخب الفرنسي هيرفي رونار رجة كبرى بالفريق الوطني في المبارتين الحاسمتين أمام الرأس الأخضر ليشكل نواته الأصلية في سياق المرحلة الشائكة ، إذ من المفروض أن يتناول كشكول الفريق الوطني بعدة ضمانات التنافسية التي يتواجد عليها أفضل ما اعتمد عليهم الزاكي جملة وتفصيلا سابقا وحتى من كان موضوعا أصلا في أجندة الزاكي . فقط هناك استثناءات قد تحصل اضطراريا لدى الحارس الدولي ياسين بونو المصاب والمغيب تنافسيا وفؤاد شفيق الذي لم يبلغ درجة الشفاء الكامل إلا بعد أسبوعين على أعلى تقدير مع نظرة أفقية وعمودية لسياقات البطولة الإحترافية الوطنية موازاة مع أسود أوروبا وحتى ربما أسود الخليج . وهيرفي رونار لن يكون أمام تغيير الثوابت الرئيسية للفريق الوطني بمعزل عن الاكتشافات التي أقرها الزاكي بضم 14 محترفا منذ توليه المسؤولية كان آخرها ضم حكيم زياش وأسامة طنان وغنام سايس وإلياس بلحساني كوجوه قدمت أوراق اعتمادها مع الزاكي، ما يعني أن رونار قد يكون موقعه الإستراتيجي جيدا أمام هذه المفاجآت التي هيأها الزاكي أصلا ، أي أن اجتهاد المقال سيكون طبخة مهيأة للمحظوظ رونار. وتظهر مشكلة الفريق الوطني الحالية من خلال قراءة المبارتين الملغومتين أمام الرأس الأخضر ذهابا وإيابا من معطى تفوق الآخر في خريطة أحد أفضل المنتخبات الإفريقية الحالية مقارنة مع المنتخب المغربي المقنع في الصدارة ولكنه غير مقتع في الإرتياح الكامل، ومشكلة الفريق الوطني تظل قائمة بالمقايسة الإحترافية بين ما هو محلي وما هو موجود بالسيطرة الكاملة من محترفي أوروبا والخليج، وحتى عنصر الإصابات التي اجترت على الزاكي الكثير من المعاناة على مستوى النواة الأصلية، ولذلك قد يكون لرونار توجه آخر بين القراءة الرئيسية لمحترفي أوروبا وهو يعرفهم جيدا على مستوى المعاينة أو المعرفة المسبقة وبخاصة وجوه فرنسا أمثال عوبادي الذي دربه بليل والكوثري وسايس ودراروشفيق وحتى العرابي وفجر أيام كانا ضمن فريق كون الفرنسي، فضلا عن نجوم آخرين يعرفهم ضمن طابور الأندية الأوروبية أمثال بنعطية وبلهندة وبوصوفة وكارسيلا وأمرابط ، وبين القراءة المنطقية لبطولة مغربية حاضرة أمامه بالمكاشفة على أبرز الأسماء المنادى عليهم مع الزاكي أو ممن يراهم مستقبلا أهلا لحمل القميص الوطني وهي نقطة أكيد يلح عليها رئيس الجامعة على رونار لتقوية المنتوج المحلي بالفريق الوطني رغم أن فاقد الشيء لا يعطيه ، فضلا عن المزايدات السابقة حول أهلية الدوليين بالبطولات الخليجية وأقواهم حضورا الدولي حمد الله الأكثر تهديفا وعلوا من القناص العرابي . ولذلك يوجد رونار أمام خيارات استرايجية مهيأة من برج ما بناه الزاكي ، ولكن صعوبة هذا الشكل من الإقناع الذي لم نجده على مستوى عدم استقرار التشكيلة والشاكلة سيظهر لا محالة مع رونار إلا من باب المساعدة التي سيكون فيها مصطفى حجي الجوكر القوي في جانب الحركية التي يوجد عليها اليوم في السفريات واللقاءات مع المحترفين ونوعية الخطاب الموجه إليهم من لدن رونار، ما يعني أن حجي يوجد اليوم في أقوى صورة مع رونار مقارنة غياب خطابه مع الزاكي ويعني أن الخيط فعلا كان متباعدا بين الطرفين لأسباب تظل مجهولة حتى ولو قال حجي أنه كان متواصلا مع الزاكي، ومن هذه الزاوية سيكون على رونار قياس المرحلة الصعبة أمام لقاءين حاسمين بنفس المنتوج الحالي ومع إضافة ملح جديد كان سيفرضه الزاكي بطعم طنان الربح الكبير للفريق الوطني إسوة بغنام سايس لتغطية بعض المواقع الرئيسية، ولكن تبقى هذه القراءات مجرد سيناريو مطروح لأن أصل الأشياء سيأتي من مفكرة الرجل ولا غيره في سياق الحوار مع حجي إما انتقائيا أو استرتيجيا على الأقل لنعرف درجة تعلم حجي لميثاق الكوتشينغ وما يمكن أن يقدمه كمساعد متعارف عليه في التشاور التكتيكي والإستراتيجي والعين الثانية للمدرب داخل لقاء ما، ولذلك لا ندري كيف سيستفيق حجي من سباته مع الزاكي ليكون الرجل الثاني بعد رونار على مستوى المقعد المشترك جنبا إلى جنب في بنك الإحتياط، وتأكدوا جيدا أن حجي سينفجر من الجدل الذي كان فيه مع الزاكي، وظهرت بوادره الآن من خلال التقرب من المحترفين هاتفيا وحضوريا إلى عين مكانهم. وفي عامة القول لن تكون مهمة رونار سهلة للغاية مع الفريق الوطني الذي يتأسس معظمه من الدوليين بأوروبا، ولن يكون واقع ما دربه مع زامبيا أو الكوت ديفوار بنفس المقاس المغربي حتى ولو كان محظوظا بنيل اللقب الإفريقي مع المنتخبين بفوارق شاسعة وبخاصة مع المنتخب الإيفواري الذي دربه لثلاثة أشهر ونال معه اللقب في غياب مدارس قوية بإفريقيا، ولذلك أقول أن العقلية المغربية التي سيدربها رونار تختلف عن زامبيا والكوت ديفوار لوجود مقارنات كبيرة بين النجوم التي يتوفر عليها المغرب من المستوى المتوسط بأوروبا وبين الكوت ديفوار المعروفة بقوة في المنتديات الأوروبية فضلا عن الروح الوطنية الهشة والتي تعتبر الهاجس الأكبر في كثير من المباريات التي تأكد فيها الموت على القميص الوطني غابا بنسبة عالية.