الناخب الجديد سيضيف لنا لكثير و أنا واثق من نجاحه الزاكي قام بعمل كبير وتنحيه لا يقلل من قيمته كان لا بد من محاورة واحد من المحترفين المغاربة الذين يعرفون من يكون رونار الناخب الجديد للمنتخب المغربي لمعرفة مواقفهم بشأن قومه ولتقييم ما الذي يمكن أن ينجزه وحتى تأثير قرار التعيين في هذا الظرف بالذات. منير عوبادي لاعب نادي ليل وأحد العناصر التي قدمها الزاكي للجمهور المغربي أكثر من يعرف رونار وأكثر من يملك فكرة عنه باحتكاكه به بالفريق الشمالي بفرنسا. عوبادي يقدم في الحوار التالي بعضا من مواقفه بشأن قدوم رونار ويؤكد أنه رجل المرحلة للأسود ويختم بالثناء على ما قدمه الزاكي طيلة الفترة السابقة مؤكدا أنه سيتعافى ليكون جاهزا لموقعة برايا أمام القرش الأزرق.
- المنتخب: بداية بودنا أن تطمئنا على حالتك الصحية لقد غبت عن آخر مباريات فريقك ومنها مباراة ليون، ما هو جديد الإصابة التي غيبتك طويلا؟ منير عوبادي: كل الشكر لكم على التواصل وعلى تقصي أحوال المحترفين المغاربة، بخصوص طبيعة الإصابة فهي عضلية على مستوى الضلوع والكدمة جعلتني في فترة من الفترات أجد صعوبة على مستوى التنفس فكان لزاما من المرور من بعض الكشوفات التي فرضت علي الغياب والخلود للراحة. الآن الحمد لله الأمور تحسنت والوضع يسر نحو الأفضل وهو أمر أشعر به يوما بعد يوم ويمكنني القول على أن مدة الغياب لن تتجاوز 10 أيام على أقصى تقدير ما لم تحدث مضاعفات لا قدر الله وما لم يكن هناك جديد سيء آخر وهو ما لا أتمناه. - المنتخب: معنى هذا أن إمكانية لحاقك بالمباراة المقبلة للمنتخب المغربي أمام منتخب الرأس الأخضر وارد خلافا لما تم الترويج له؟ منير عوبادي: أنا قلت على أنني جاهز وسأكون جاهزا أكثر مع بداية شهر مارس، أما مسألة حضوري مع المنتخب المغربي من عدمها فهي مرتبطة بالناخب الوطني الجديد واختياراته وهو من سيكون له موقف بهذا الخصوص. في مطلق الأحوال أنا جاهز وبعد فترة التوقف الشتوية عدت لأفضل مستوياتي وتم اختياري مرارا ضمن أفضل لاعبي دورات الليغ 1 وهو ما يعكس رغبتي الكبيرة في تأكيد حضوري كل مرة مع المنتخب المغربي الذي كلما حضرت مباراة له أو معسكرا من معسكراته إلا وأشعر بالإفتخار للإنتماء له. - المنتخب: أنت فتحت جبهة تهم الناخب الجديد ولا يوجد من هو أفضل منك ليقربنا من السيد رونار، لمن قبل هذا أود لو تطلعنا وأنت من بين المحترفين الذين حافظوا خلال آخر سنتين على حضورهم رفقة المنتخب المغربي كيف تلقيت خبر تعيينه وإعفاء الزاكي من منصبه؟ منير عوبادي: أعتقد أن من هو مؤهل للحديث في هذا الموضوع وبشكل مفضل هم مسؤولو الجامعة الذين أقدموا على القرار وهم من بحث في تفاصيله، ولماذا اليوم بالذات؟ بالنسبة لنا كلاعبين محترفين ما يهمنا هو أن نلبي الدعوة والنداء متى طلب منا ذلك وأن نعلن الحضور بمنتهى الجاهزية وتقديم كل ما نملك لمساعدة المنتخب الوطني وأنا شخصيا جاهز كما قلت لك متى طلب مني الحضور والسفر للمغرب وأجد متعة كبيرة في تحقيق ذلك لأن اللعب للمغرب أمر لا يصدق ولا يشبهه أمر آخر وهو موقفي الخاص الذي أعتقد أن عددا كبيرا من المحترفين المغاربة يتقاسمونه معي. - المنتخب: لكن رغم كل ما قلت لا يمكننك أن تتهرب من الرد على السؤال وتحدثنا عن رونار قليلا؟ منير عوبادي: أنظر لو كلمتك عن رونار سيفهم البعض على أني أجامل هذا المدرب بحكم معرفته ومعرفتي الجيدة به بسبب إلتقائنا مرارا وآخرها كان هو المدرب الذي أشرف علي داخل فريق ليل. ورغم كل ذلك لا أجد ما يخجلني ويحرجني للقول أن رونار وطالما اتخذت الجامعة قرارها باستبدال المدرب الزاكي بالنسبة لي هو القرار الصائب وهو رجل المرحلة وهو المدرب الأنسب لمنتخب المغرب. أقول هذا لمعرفتي القوية بما يمكن أن يضيفه هذا المدرب و ما الذي يمكن أن يقدمه لنا و أنا أتحدث من منطلق المعايشة و الإحتكاك و ليس لما سمعت أو تم حكيه لي» - المنتخب: تتحدث بحماس كبير هل يملك رونار كل هذه الأدوات التي تجعلك واثقا من نجاحه؟ منير عوبادي: إرجع لسجلات موسيو رونار وستصل لحقيقة ما أقوله لك، نحن نتحدث هنا عن واحد من أنجح المدربين على الإطلاق بالقارة الإفريقية خلال آخر السنوات. الفوز بكأسين لإفريقيا للأمم ونحن بالمغرب نعلم جيدا ما الذي تمثله هذه الكأس لنا وللجمهور المغربي في آخر 5 سنوات أمر لا يتكرر مع كل المدربين وفي تجربتين مختلفتين لذلك أراه المدرب الأنسب من هذه الناحية. كما أراه الإختيار الصائب بعيدا عن تقييم النتائج واحتكاما لمعيار الشخصية والكاريزما ولما يتوفر عليه من خصال تميزه عن عدد من المدربين الآخرين؟ - المنتخب: وماذا عن الزاكي بادو؟ منير عوبادي: أنت تحدثني عن أسطورة وعن شخص ترك آثارا كبيرة للكرة المغربية ولاعب كبير لم تنجب الملاعب المغربية وحتى الإفريقية مثله على مستوى حراسة المرمى. السيد الزاكي قام بعمل كبير وأنجز عملا جبارا وهذه شهادة لا أسعى من ورائها لنيل إشادته ولا ثنائه لأنه لا يحتاجها مني لكنه الواقع ولك أن تسأل أغلبية اللاعبين عن الزاكي وما قام به خاصة على مستوى تلطيف الأجواء وجعلها أسرية خالصة. - المنتخب: لكن هناك من روج لعكس هذا وتحدث عن تشنج كبير طبع الأجواء بتواجد الزاكي؟ منير عوبادي: لا علم لي بهته التفاصيل أنا أجبتك عن تجربة مدرب مع المنتخب المغربي وقدمت لك شهادة لاعب محترف عاش مع الزاكي لنحو سنتين استفدت فيها الكثير ولا أعلم شيئا عن باقي التفاصيل كما لا أرغب في الخوض فيها من الأصل. ما يهمني و ينبغي أن يعيه المغاربة كلهم هو أن المنتخب المغربي بحاجة للإقلاع وبحاجة لتلطيف الأجواء وليس للنبش في أمور لا يمكنها أن تصلح الوضع بل تساهم في تعقيده أكثر. - المنتخب: هل كلمت رونار أو كلمك بعد تعيينه مدربا للمنتخب المغربي؟ منير عوبادي: لا، لكن تبادلنا رسائل نصية عبر الهاتف قمت بتهنئته على الثقة التي حظي بها من الكرة المغربية ورد علي بلطف ولباقة. أنا أعرف رونار وأعلم شعوره في هذه اللحظة وحجم سروره بتدريب المنتخب المغربي انطلاقا من الإحترام الذي كان يكنه للاعبين المغاربة الذين دربهم ولم يدر بيننا حدث مفضل عن تفاصيل أخرى. - المنتخب: سبق لرونار أن دربك وأشرف عليك داخل فريق ليل، هل لك أن تطلعنا على بعض من مزايا هذا المدرب، هل هو عاشق للكرة الهجومية وماذا عن جوانب الصرامة والليونة في تعامله؟ منير عوبادي: قبل أن يشرف رونار على تدريبي بفريق ليل كان هو من أشار علي بالتعاقد مع هذا الفريق وأقنعني بترك هيلاس فيرونا وكل العروض التي كانت أمامي للبقاء بالكالشيو. قال لي: «منير أنظر أنت من اللاعبين الذين أرغب في التعاون معهم وعليك أن تلحق بي»، فرحبت بالثقة وانتقلت للعمل معه وسررت كثيرات بالأشهر التي قضاها مدربا لي، هو رجل قوي الشخصية ومدرب لبق في كثير من الفترات، لكن في الحدود التي تسمح بالحفاظ على مسافة التقدير والإحترام مع اللاعبين. له أسلوب مميز في التداريب ويعشق الكرة الهجومية وقارئ جيد للمنافسين وحظه السيء مع الأندية الفرنسية لا يقلل من قيمته، والدليل هو نجاحاته مع المنتخب الإفريقية، لذلك أكاد أجزم على أنه ناخب وليس مدرب فرق وسنستفيد منه داخل المنتخب المغربي الكثير. - المنتخب: لنطوي صفحة رونار بسؤال يهم معرفة هذا المدرب بالمحترفين المغاربة، هل لك أن تقربنا من الوضع؟ منير عوبادي: بطبيعة الحال هو يعرف المحترفين المغاربة كما يعرف محترفين من بلدان أخرى لأن هذه هي مهنته وبالتالي واجبه يفرض عليه متابعة كل اللاعبين. لقد تابع وواكب أداء عدد هام من المحترفين المغاربة بالليغ 1 ويحترم كثيرا اللاعب المغربي ويرى فيه أنه موهوب ويملك جانبا مهاريا يحتاج للتأطير والصقل وحتى المتابعة والمواكبة وهو ما لمسته وأنا أحتك به داخل نادي ليل. - المنتخب: ما دكت بصدد تقديم شهادات حية وقريبة ممن تعاملت معهم داخل صفوف فريق ليل، أود لو تطلعنا على مواقف اللاعب سفيان بوفال زميلك بنفس الفريق والمقرب من رونار، الجمهور المغربي يود معرفة حقيقة تغيير مواقفه للقدوم للعب للمنتخب المغربي؟ منير عوبادي: دعني أحدثك عن سفيان من جانب الزمالة والصداقة التي ربطتني وتربطني بهذا اللاعب داخل فريق ليل وهو شخص لطيف للغاية وما قرأته وتابعته في بعض المواقع التي حللت جوانب شخصية عنه مخالف للواقع. بخصوص حضوره ورغبته في اللعب للمنتخب المغربي تكلمت معه مرارا في الموضوع وتفهمت مواقفه وسر تأخره في الحسم «والله غالب، الله يكون فعوانو» لأنه ليس كل اللاعبين يفكرون بنفس المنطق، وهو قال لي في فترة من الفترات إنه يحتاج لبعض الوقت. هو شخص مؤهل بحكم السن لاتخاذ قراره وموقفه النهائي ولو أني لمست حبه للمغرب وكونه كان متحمسا لتمثيله، وبالتالي يبقى القرار قراره الشخصي ولا علم لي ما دار أو يدور بينه وبين الموسيو رونار بهذا الخصوص. في نهاية المطاف سأكون مسرورا لو حضر سفيان بوفال ولعب معنا بالمنتخب المغربي لأننا نحتاجه بالفعل، لكونه لاعب جيد للغاية، كما يحتاج هو المغرب أكثر من أي بلد آخر وهو على علم بهذا. - المنتخب: كيف تنظر لمباراة المنتخب المغربي أمام منتخب الرأس الأخضر؟ منير عوبادي: هما مبارتين وليس مباراة واحدة، الرأس الأخضر منتخب قوي وحماسي ومتطور، وسجله بالقارة الإفريقية ليس مميزا لكنه قوة صاعدة تلزمنا الحذر منها. أعتقد أنهما مبارتين على قد كبير من الأهمية وعبورهما بتوفيق أمر مهم وسنكون في غاية السرور لو حسمنا التأهل للكان في النزالين معا حتى لو جمعنا 4 نقاط. للأمانة أرى المنتخب المغربي مؤهلا لعبور هذا الحاجز لثقتي في اللاعبين وما يمكن أن ينجزوه أمام منتخب الرأس الأخضر، وخلافا لما يتم الترويج له المنتخب المغربي من بين الأفضل بالقارة السمراء والنتائج و لا المستوى لا يعكسان قيمتنا الحقيقية. - المنتخب: كيف تقرأ حظوظ المنتخب المغربي على ضوء الوقائع الحالية بتصفيات المونديال والكان؟ منير عوبادي: أعتقد كما قلت لك أن مباراة الرأس الأخضر المقبلة بغاية الأهمية يفترض أن نجمع 4 أو 6 نقاط لنطمئن أولا على التأهل للكان وبعدها يمكنني الحديث عن باقي الأمور الأخرى. بخصوص تصفيات المونديال الأمور غامضة والمجموعة التي سيتواجد بها المنتخب المغربي أكيد ستكون صعبة وهي من سترسم معالم الحظوظ ولو أن الجيل الحالي يحدوه حلم التواجد بمونديال روسيا. مستحيل أن لا نحضر بالغابون وسيكون من الرائع لو عدنا بعد 20 سنة من الغياب لكأس العالم. - المنتخب: بخصوص مستقبلك، أين يمكن أن نشاهد عوبادي بعد تجربة ليل؟ منير عوبادي: حاليا أنا مرتاح مع فريقي وعقدي يمتد لموسم إضافي، سنلعب نهائي كأس العصبة أمام باريس سان جرمان، والموسم الحالي قدمنا فيه عروضا مميزة ولو مع ما رافق بدايتنا من صعوبات. بعد نهاية العقد يمكنني الكشف عن طموحي وبرنامجي، لا يهمني في هذه السنة غير شيء واحد وهو أن يكون المنتخب المغربي في تمام الجاهزية للمباريات المقبلة ويستعيد وضعه إفريقيا.