الطاوسي وتركة غيرتس مسلسل طويل تابعه الشارع الكروي المغربي منذ إقالة المدرب البلجليكي إيريك غيرتس غير المأسوف عليه، حيث إنتظر جمهور الكرة المغربي الإسم الذي ستناط به مهمة قيادة المنتخب المغربي في الإستحقاقات القادمة، ووجدت جامعة الكرة نفسها هذه المرة مطالبة، بل مرغمة للرضوخ لإرادة الشارع الكروي الذي طالب بمنح الفرصة لمدرب محلي بعد أن عانت الكرة المغربية في السنوات الأخيرة من فشل المدربين الأجانب الذين كرسوا الفشل وليس كل مدرب يحمل شهادة ميلاد أجنبية بإمكانه أن يقود بنجاح وباقتدار المنتخب المغربي نحو المجد، ولنا في التجارب الأخيرة للمدربين الأجانب من جنسيات مختلفة خير مثال على ما تلقته الكرة المغربية من إخفاقات .. جامعة الكرة هذه المرة كانت ذكية في تعاملها مع ملف المدرب القادم، فمن أجل إخماد نار غضب الجمهور المغربي بعد الإخفاقات الأخيرة آثرت أن تجر المتتبع المغربي نحو مسلسل طويل بعد أن وضعت أربعة مدربين مغاربة لاختيار واحد منهم من طرف لجنة عهد لها الإجتماع على انفراد بالمدربين الأربعة واختيار الأنسب منهم. مرت الأيام وانتظرت الجماهير المدرب المغربي الذي ستناط به مسؤولية قيادة المنتخب المغربي، قبل أن تختار رشيد الطوسي الذي يعد أيضا من خيرة المدربين المغاربة، ورغم أن هذا الاختيار أعتبر مفاجأة بعد أن كانت كل الترشيحات تصب في خانة المدرب الزاكي بادو وبعد أن كان السواد الأعظم من جمهور الكرة ينادي بإسم الزاكي بادو دون التنقيص من قيمة رشيد اطوسي، إلا أن الأهم تحقق بعد أن أصبح منتخب الأسود بأياد مغربية، وتلك خطوة تحسب للأقدار والظروف التي عرت حقيقة المدربين الأجانب وليس لجامعة الكرة التي كانت مكرهة لا بطلة وهي تستنجد بالمدرب الوطني بعد انتظار طويل. ومن قدر المدرب المغربي أنه دائما ما يتولى مسؤولية قيادة الأسود في عز الأزمة وفي عز الغضب الجماهيري، بل يتولى مهامة أقل ما يمكن أن يقال عليها أنها انتحارية.. تعالوا إذن لنقف على ما تركة إيريك غيرتس للمدرب المغربي الجديد رشيد الطوسي وما ينتظر الأخير من عمل صعب.. لنبدأ بالخسارة المذلة 20 أمام الموزمبيق المتواضع تحت قيادة غيرتس عن ذهاب الدور الأخير والحاسم لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2013، إذ بات على رشيد الطوسي بعد هذه الخسارة مطالب بالفوز ب 30 يوم 13 أكتوبر. غيرتس الذي وقع على بداية متواضعة في تصفيات كأس العالم 2014 بعد تعادلين متتاليين أمام غامبيا والكوت ديفوار، أصبح على رشيد الطوسي تدارك ما ضاع من نقاط في مسار يبدو أنه مليء بالأشواك. غيرتس ترك عرين الأسود كله تكثلات وتمردات للاعبين وأجواء يغيب عليها الإنضباط، وكان قد همس في أذن مقربيه قبل إقالته أنه أخطأ وهو يثق في مجموعة من اللاعبين الذين خذلوه، لذلك فإن الطوسي أكيد سيكون مطالب بإعادة الإنضباط داخل عرين الأسود، كما أن غيرتس ترك للطوسي لاعبين بلا روح ولا حماس وبلا رغبة في لعب المباريات الدولية.. الأكيد أننا سنتيه ونحن نحصي ما تركه غيرتس من عيوب وعلل وربح منا الملايين، إلا أننا سنظل متفائلين، رغم أن مسؤولية الطوسي التي تهد الأكتاف ورغم أنه قبض في الواقع على جمرة حارقة وهو يقود سفينة المنتخب المغربي ، فإننا نتمنى خيرا من هذا الرجل ونمني النفس أن ينجح في مهامه الجديدة، لأن في نجاحه نجاح للمدرب المغربي ولإرادة الشارع الكروي.. وبالله التوفيق.