لم يقدم يونس بلهندة ما كان منتظرا منه خلال بداية الموسم الجاري وبصم على إنطلاقة جد متعثرة صحبة فريقه مونبوليي بالبطولة الفرنسية التي يحمل لقبها وكذلك عصبة الأبطال الأوربية التي يكتشف أجواءها لأول مرة. صانع ألعاب بطل الليغ 1 الموسم الماضي وأفضل لاعب واعد في ذات البطولة غاب عنه التوهج والتوفيق خلال جل المباريات التي لعبها مع مونبوليي خلال الأسابيع الماضية، وأضحى لاعبا عاديا وأحيانا دون المتوسط يفتقد للفعالية والنجاعة ويعجز عن رمي الخطورة في معتركات الخصوم. وما اللقاء الأخير لبلهندة بالديار ضد سانت إتيان إلا صورة واضحة أظهرت بجلاء أن يونس هذا الموسم ليس هو يونس الموسم الماضي حيث عزف أعذب الألحان ورسم أجمل اللوحات، وقد أثار تراجع مستواه المتتبعين والصحفيين الفرنسيين الذين وجهوا أسهم النقذ له ولفريقه قبل أن يطرحوا مجموعة من علامات الإستفهام. ويظهر من خلال الأداء وكذا طريقة اللعب أن بلهندة تراجع حماسه وقلّت حيلته بعدما رحل عنه صديقه وزميله الهداف أوليفيي جيرو إلى أرسنال خلال الصيف الماضي، إذ وجد صعوبات كبيرة في الإنسجام مع أسلوب لعب المهاجم الأرجنتيني الجديد هيريرا وحتى الهداف السينغالي كامارا لا يمر حبل التواصل بينهما بشكل سريع وفعال. صاحب 22 سنة والذي وضعته يومية "ليكيب" في تشكيلة أسوء اللاعبين للدورة الماضية من الليغ 1 لم يسترجع بعد كامل لياقته ومؤهلاته ورغم تسجيله لهدف في مرمى أرسنال على طريقة "بانينكا" إلا أن اللاعب لم يجد بعد ضالته وأمسى في أغلب الأوقات شاردا في خط وسط مونبوليي. ويبدو أن يونس تأثر أيضا من الإصابة في الكاحل والتي تلقاها مع الفريق الوطني في لقاء غامبيا مطلع يونيو الماضي والتي أبعدته لقرابة شهرين بعد ذلك، حيث تأخرت عودته للميادين وغاب عن فترة مهمة من الإستعدادات القبلية للموسم الجديد وكلها عوامل جعلت إبن تازة يخونه الاداء ويتراجع في سلم الجاهزية والتنافسية. كما أن عدم إنتقال بلهندة إلى فريق آخر وهو الذي شغل عقول رؤساء ومدراء كبرى الأندية الأوربية قد يكون له تأثير جانبي على نفسية اللاعب الذي وجد نفسه وسط مجموعة من اللاعبين التائهين فقدوا جرأتهم وحماس الموسم الماضي. وأمام هذه الوضعية الصعبة التي يمر بها بلهندة وإنخفاض كوطته قد يعود إحتمال رحيله عن مونبوليي خلال الميركاتو الشتوي القادم خصوصا إن ظل الفريق مترنحا في أسفل الترتيب وغادر على وجه السرعة عصبة الأبطال الأوربية من دور المجموعات. المهدي الحداد