مني المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بهزيمة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها "بليدة" بهدفين نظيفين أمام منتخب موزمبيقي طموح في اللقاء٬ الذي جمع بينهما بعد ظهر يوم الأحد بملعب "إستاديو دي ماشيفا" بالعاصمة مابوتو٬ برسم ذهاب الدور الثالث والأخير المؤهل لكأس إفريقيا للأمم٬ المقرر بجنوب إفريقيا من 19 يناير إلى 10 فبراير 2013. ونجحت "الأفاعي السامة" في لدغ "أسود الأطلس" مرتين في ربع الساعة الأخير من هذا اللقاء٬ الذي أداره طاقم تحكيم كيني بقيادة كيروا سيلفيستر وتابعه جمهور يقدر بحوالي 15 ألف متفرج٬ عبر اللاعبين ميرو لوبو (د 74) وإلياس ميلامبي (د 90 + 2). في الوقت الذي كان بإمكان المنتخب المغربي أن يخرج من هذه المباراة "المصيدة" فائزا بأكثر من هدف٬ اعتبارا للفرص العديدة والسانحة التي تفنن كل من منير الحمداوي وعادل تعرابت في إهدارها٬ إما بسبب عدم التركيز أو التسرع إن لم نقل التهور٬ عرف المنتخب المضيف٬ كيف يتعامل مع مجريات المباراة من خلال صبره وتحمل عبئها وانتظار الوقت المناسب ليجهز على منتخب ضيف بدا شبه تائه ودون المستوى. فعلى الرغم من كون الناخب الوطني البلجيكي إيريك غيريتس نهج منذ البداية أسلوب تأمين خط الدفاع وتعزيز وسط الميدان والاحتفاظ بالكرة أطول فترة ممكنة ومحاولة محاصرة اللاعبين الموزمبيقيين في مناطقهم والسعي٬ مع توالي الدقائق٬ إلى خلق فرص التسجيل خاصة عن طريق الكرات الطويلة في ظهر المدافعين نحو المهاجمين منير الحمداوي وعادل تاعرابت ويونس بلهندة "الحاضر الغائب"٬ فإن كل هذا لم يثمر أي شيء أمام استبسال واستماتة أشبال المدرب الألماني جيرت جوزيف أرثور أنجيلس٬ الذين نجحوا في امتصاص الحماس والاندفاع الزائدين للاعبين المغاربة والحفاظ بالتالي على عذرية شباكهم بل وبلوغ مرمى الحارس عزيز الكيناني٬ الذي يخوض أول مباراة رسمية له مع المنتخب الأول٬ في مناسبتين وفي الوقت الذي كان فيه أصدقاء العميد الحسين خرجة الأقرب إلى الفوز. فباستثناء المحاولات الثلاث للمنتخب الموزمبيقي في الدقائق11 و12 و27 التي تألق معها الحارس الكيناني٬ فإن السيطرة دانت فيما تبقى من دقائق الشوط الأول للنخبة الوطنية التي لم تفلح٬ على الرغم من توفرها على عناصر محترفة ومتمرسة من بينها يونس بلهندة (مونبوليي الفرنسي) وعبد العزيز برادة (خيتافي الإسباني) ومنير الحمداوي (فيورنتينا الإيطالي) وعادل تاعرابت (بارك رونجرس الإنجليزي) وامبارك بوصوفة (أنجي الروسي)٬ في بلوغ مرمى الحارس جواو رافاييل كابونغو الذي كان محاطا بدفاع يقظ ومتحمس دافع عن مرماه ببسالة. وكان بإمكان المنتخب المغربي أن ينهي الشوط الأول متقدما بهدفين نظيفين٬ بيد أن الحارس جواو رافاييل كابونغو تألق وحول الكرة الرأسية لتاعرابت إلى الزاوية (د 38) قبل أن يسيطر على تسديدة بوصوفة في الدقيقة 44 ليعلن الحكم بعدها على نهاية الجولة الأولى بالتعادل الأبيض بين المنتخبين. وواصلت النخبة المغربية سيطرتها العقيمة على مجريات الشوط الثاني٬ فيما عزز منتخب الموزمبيق دفاعه مع المبادرة بين الفينة والأخرى إلى الهجوم عبر المرتدات والتي كان قريبا في إحداها من مباغثة الحارس الكيناني الذي تصدى لتسديدة قوية للمهاجم داريو مونتيرو في الدقيقة 63. وعلى إثر هجوم مرتد وسريع وفي غفلة من الجميع٬ نجح اللاعب ميرو لوبو في افتتاح حصة التهديف لمنتخب "الأفاعي السامة" في الدقيقة 74 بعد تسديده كرة تحول اتجاهها لتسكن مرمى الحارس الكيناني بعدما ارتطمت بقدم البديل سعيد فتاح. إثر ذلك بادر العميد الحسين خرجة وأصدقاؤه إلى الضغط من جديد على معترك المنتخب الموزمبيق في محاولة للعودة على الأقل بنتيجة التعادل وهو ما كان قريبا من التحقق لولا إهدار الحمداوي فرصة سانحة دقيقتين قبل نهاية اللقاء (د 88). وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر صافرة نهاية المباراة بتقدم أصحاب الأرض بهدف واحد٬ نجح اللاعب إلياس ميلامبي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع (د 90 + 2) من زيارة مرمى الكيناني٬ الذي لم يكن خروجه محسوبا٬ ليزيد من متاعب منتخب مغربي بدا منهكا ومنهارا وغاب عنه التجانس ورد الفعل لتتعقد مأموريته في مباراة الإياب٬ المقررة بالمغرب ما بين 12 و14 أكتوبر المقبل٬ والتي ستكون حتما حاسمة في تحديد مصير التأهل إلى العرس الكروي القاري٬ بل والأكثر من ذلك استعادة ثقة الشارع الرياضي المغربي الغيور على سمعة منتخب بلاده.