ستتوقف البطولة الوطنية لكرة القدم كي تفسح المجال للاعبين والمسيرين والطواقم التقنية ليلتحقوا بعائلاتهم ومشاركتها فرحة عيد الأضحى المبارك، الله يدخلو عليهم بالصحة والعافية إن شاء الله، فخلال أيام العيد الأولى ستفتقد شوارع بعض المدن الكبيرة إلى لاعبي فريقها الأول، حيث كلشي غاد يخوي، إذ أن جل لاعبي الفرق الكبرى قادمون من مدن صغيرة وقرى بعيدة، هناك يترك اللاعب عائلته وأسرته من أجل أن يلعب كرة القدم، وإذا كان اللاعب منحدرا من أسرة بسيطة معولة عليه، ومن منطقة بسيطة لم يغادرها طويلا، فإن فراق الأسرة يكون صعبا، ووحدها هذه المناسبات هي التي تخفف عنه، وتعيد إليه بعضا من توازنه النفسي، ولاشيء غير دفء الأسرة يحفظ له هذا التوازن· - وهو اللعاب اللي كيلعب في كازا مثلا، علاش ما يجيبش ولادو يعيشو معاه فيها قرابين ليه ويتهنى؟ - آش من ولاد؟ راه اللعاب كيجي لكازا عزري، باقي بلا زواج· - إذن، يجيب معاه والديه وخوتو؟ - بغيتيه يجيب فاميلتو كلها؟ مالو محترف في السعودية؟ هل يستطيع لاعب مغربي منتقل إلى فريق كبير بعيدا عن مدينته الأصلية الصغيرة أن يفتح بيتا يستطيع فيه إعالة أسرة كاملة؟ طبعا لا، مع البريمات الزينين اللي كيعطيهم ها العار يزطط غير راسو، فجأة يجد اللاعب نفسه في فضاء غريب عنه جغرافيا وثقافيا واقتصاديا فيشعر بالغربة، الغربة التي تجعلها هزالة الأجور والمنح لا تحتمل، حتى كيولي اللاعب كيقول مع راسو : كون غير حرگت الطاليان وبعت المانطات كون درت الصرف، غربة غربة، لذلك يكون من الظلم أن نحكم على مستوى لاعب من هذا النوع دون النظر إلى وضعه الإجتماعي والنفسي، فالمشجعون يحتجون على المستوى الهزيل الذي يظهر به لاعب ما استقدمه الفريق بعدما كان متألقا ضمن فريقه الأصلي، كلشي كيقول تصيدنا فيه، ولا أحد منهم استطاع أن يتفهم التحول النفسي الكبير الذي يعيشه لاعب ترك أسرته وقريته أو حومته أو مدينته الصغيرة ليخوض تجربة مع فريق كبير بمدينة كبيرة، لهذا يجب استغلال مناسبة عيد الأضحى ليحقق اللاعبون المنتقلون حديثا شيئا من الإشباع العاطفي ليستطيعوا التأقلم بسرعة· - دابا، راه خاص اللعابة يمشيو بكري قبل ما تسد سوق الإنتقالات· - علاه الإنتقالات الشتوية بدات؟ - ماشي ديال اللاعبين، ديال الحوالا· - لا لا، اللعابة كيتهناو من الحولي، حيث رؤساء الفرق هوما اللي كيتقضاو ليهم· تعرف رحبة الأغنام تجمعا للأكباش من كل المناطق المغربية، وبالتالي تكون فترة ما قبل عيد الأضحى أكثر الأيام حركة في سوق انتقالات الأكباش من مساقط قرونهم إلى أي جهة يقررها الكساب والشناق، وخضوعا لقانون العرض والطلب، وفي رحبة الأغنام حيث يبحث جميع المغاربة عن أضحيتهم، تلتقي هناك كل فئات الشعب، الأطباء والصحفيون والمحامون والمعلمون والموظفون والتجار والعاطلون والكوايرية، ويحكي الكثيرون أنهم شاهدوا في إحدى الرحبات رئيسي فريقين عريقين يتجولان بين الأغنام، كانا محاطين بالشناقة والسمسارة والدلالة وشي شفارة حاضيين الغفلة، ويحكون أن الرئيس الأول كان يتابع منتظرا أي كبش لفت إليه أنظار الزبائن ليبادر بشرائه، يعني كتسنى حتى يشوف الحولي اللي ساوموه كاع الناس عاد كيشريه باش ما طلع، أما الرئيس الثاني فكان لا يكلف نفسه حتى بتقليب الأكباش، يسأل عن الثمن فقط : بشحال هاداك الكحل؟ بشحال هاداك اللي كرونو مهرسين، بشحال هاداك الرباعي؟ بشحال··، فأثار غضب الباعة وجميع الحاضرين، وحتى صديقه الرئيس طلع ليه الدم· - واش أصاحبي غادي تبقى تدور بينا هنا، شري إيلا بغيتي تشري· - ومالي بحالك، تابع كلام الناس ونخسر الفلوس، غير بشوية عليا، خاصني نجيب حولي مزيان وبأقل ثمن· - دير بحالي، وانت كتموت على الحاجة ديال فابور· - أنا بالفابور نقدر ندي البطولة، وانت من بعد غادي تدي اللعنة· ================= نافذة خاص اللعابة يمشيو بكري قبل ما تسد سوق الإنتقالات·