أي استراتيجية لدروغبا؟ ما يمر منه اليوم ديديي دروغبا وسالمون كالو نجمي نادي تشيلسي بطل عصبة أبطال أوروبا، يطرح العديد من الأسئلة لدينا حول طريقة واستراتيجية إريك غيرتس في التعامل مع هذين اللاعبين إلى جانب مهاجم الأرسنال جيرفينيو كثلاثي ناري للكوت ديفوار في معركة تاسع يونيو بالمغرب، وفي ثاني لقاء أراه حاسما للأسود لانتزاع فوزه الثاني على التوالي بعد مباراة غامبيا المفروض فيها أن تكون الخطوة الأولى لنجاح البداية.. غيرتس الذي شاهد عصبة الأبطال الأوروبية وقف على حقيقة الأمر كمدرب يقرأ سطور ونجمية أي لاعب عالمي هو أصلا خصمه المقبل، ودروغبا الذي حير العديد من الأندية الكبرى والعالمية بقتاليته واندفاعه البدني الذي قهر كبار مدافعي العالم مثلما أنجز المهمة في لقاءي البارصا والباييرن وبرغم سنه المتقدم (34 عاما) يوجد مع زميله سالمون كالو في أوج وقمة العطاء في زمن التتويج الأوروبي مع تشيلسي في عصبة الأبطال، وزمن الندم السابق والإخفاق في كأس إفريقيا الأخيرة.. وغيريتس الذي يراه عامة الناس بالمدرب الفاشل، يرى الأمر معاكسا الآن لرد خيبة الأمل فيه إلى رجل قرار وصانع النتيجة في معركتين حاسمتين، إما أن تبقيه رجل المرحلة فيما لو قرأ الفوز المنهجي على غامبيا والكوت ديفوار وإما أن تقيله لو وضع المغاربة مجددا في زنزانة المعاناة والخسارة.. وقراءة دروغبا وكالو وجيرفينيو في الخط الأمامي ويايا توري وتيوتي وغيرهم في الوسط في نظرنا تحتاج إلى نهج يقارب الأداء الزامبي في القتالية أولا وروح المبادرة الهجومية وحزام إسمنتي في خط الدفاع مع إشراك وسط مقاتل يزرع اللغم في كل المواقع، وحوار هجومي يقرأ كيف يمر على جدار الكوت ديفوار كأٍقوى دفاع بالقارة السمراء وبخاصة في نهائي كأس إفريقيا الأخيرة، ومعنى ذلك أن غيرتس الذي حسم اللائحة النهائية للقاءي غامبيا والكوت ديفوار في 26 لاعبا والتي تغيرت إضطراريا بإصابات كل من السعيدي وبصير والأحمدي كعيارات مهمة وفعالة في كل المواقع الإستراتيجية، يرى نفسه في مخاض عسير، أولا في كيفية تدبير لقاء غامبيا بقراءته الخاصة في صلب الأحداث التي عاشها بعد هزيمته بأرضه أمام الجزائر، وثانيا في تدبير غيرتس لقاء الكوت ديفوار أكثر كوطة مع خصم وصل لنهائي كأس إفريقيا ولم يفز بها، لكن وصل بعض من أعضائه لقمة أحلام التتويج بعصبة أبطال أوروبا، وهذين الحدثين اللذين إختار فيهما غيرتس بداية من 13 محترفا من البطولة الوطنية و13 محترفا من أوروبا أعطى الإرتياح للمغاربة على أن المقاربة التشاركية للمحترفين معا تعتبر مؤشرا إيجابيا في المعطى الرقمي، لكنها تختلف في الرؤية التكوينية للإحتراف قياسا مع بداية أول موسم إحترافي بالمغرب، يمكن الإستناد عليه كقوة مقاربة لبطولات أوروبا في كثير من الخصائص الإنضباطية تكتيكيا من مؤدى استدعاء كثير من الأسماء الوطنية لأول مرة وبشكل نهائي (حموني بورزوق بلمعلم، الزكرومي الخاليقي ، الشطيبي الصالحي السعيدي والكيناني) وبملح خبرة (لمياغري وبادة ولمراني والسليماني وبوخريص) في العديد من المشاركات الدولية، إلا أن الإنقلاب الحالي في اللائحة أخرج ثلاثة أسماء وازنة من المنتخب الوطني (الأحمدي، بصير وأسامة السعيدي) ومنح قوة حضور الكرة الإحترافية بالمغرب (16 لاعبا) داخل التشكيل العام بدرجة إمتياز حقيقي في لحظة جد عسيرة وعسيرة تفرض على غيرتس كيفية إختيار اللائحة النموذجية التي ستنازل غامبيا والكوت ديفوار في لقاءين قلت عنهما بالبداية الصعبة والشائكة، واختيار اللائحة النموذجية يفرض الجاهزية المطلقة وأحكام التناغم المطلق بين العناصر التي كانت دائما حاضرة في النهج الوسطي والهجومي (هرماش، خرجة، بلهندة ، بوصوفة، العرابي وأمرابط)، مع استثناء جوهري للدفاع المطروح فيه حاليا إسم بنعطية كقوة منضبطة مع متغيرات جوهرية ستحدث إنقلابا في المراكز باستحضار محترفي البطولة المغربية يمينا (الخالقي والسليماني) ويسارا الحموني وبركديش مدافع لانس الفرنسي) ومتوسط دفاعي بعيارات لمراني والزكرومي وبلمعلم وبوخريص مع ملح عصام عدوة صاحب الإختصاص كمدافع أوسط ثم رجل الوسط السقاء، وهذه المعطيات بلا شك ستمنح لغيرتس التعامل مع الدفاع بملح البطولة الوطنية وبالخاصية القتالية المفروض أن تكون حاضرة أصلا أمام عيارات الكوت ديفوار، كما ستعطي لغيرتس راحة البال لإرضاء المغاربة، لكنها في العمق الآخر تبدو مخيفة في نظره فيما لو أخطأت العناصر المختارة للخط الدفاعي تقدير الأداء حتى ولو كانت متمرسة بالأسلوب الإفريقي مع أندية إفريقية هي على غير قناع المنتخبات الإفريقية التي يضم تشكيلها محترفين من خارج القارة السمراء كالكوت ديفوار مثلا، وهذا ما نخافه أصلا لأن المنتخب الوطني تغير من دورة إفريقيا الأخيرة إلى الآن لغياب كثير من الركائز غير الجاهزة وسيلعب المبارتين المقبلتين بتوابل جديدة مع ملح رجال الخبرة، لكن بامتياز الجاهزية والتنافسية، ونأمل أن يكون لهذا المسار الجديد بتوابل البطولة الوطنية، قوته المنهجية في بناء منتخب وطني نريده أن يرقى لأحلامنا بالإختيار الصائب لرجل المكان في موقعه السليم للإختصاص.