الدراري ناشطين كانت نهاية الأسبوع الماضي حزينة، فقد نامت مدينة القنيطرة ليلة الجمعة على خبر فاجعة إنسانية تمثلت في وفاة مشجعين منها ونقل آخرين إلى المستشفى، واستيقظت الدارالبيضاء على إشاعات مواجهات دامية بين جماهير الوداد وأنصار الكاك، أو ما يطلق عليهم ب «حلالة». ما شاهدناه على قناة «الرياضية» من تبادل للشتائم والتشيار بالشماريخ وبالكراسي بين الجمهورين في المدرجات رغم الأحزمة الأمنية ينبئ بحدوث ما هو أخطر في الخارج، فمثل تلك المشاهد التي نراها داخل الملاعب المختلفة تجبرنا على تصديق كل الأخبار المتداولة عن كمائن في الأزقة والشوارع تنصبها هنا وهناك عصابات من المدينة المستضيفة تستهدف ضيوفها من جماهير الفريق الخصم.. آش هاد الشي؟ أهذا هو كرم الضيافة المغربي الذي طالما تعلّمناه في التلاوات المدرسية وصدقناه في إعلانات وزارة السياحة؟ أم أننا فعلا كرماء ولكن فقط مع البراني، وبخلاء جدا وعدوانيون جدا مع إخواننا في الوطن؟ كيف وصلت جماهيرنا/ شعبنا إلى هذه الدرجة من العدوانية؟ كيف بلغ التعصب بالمراهقين والقاصرين إلى هذا المستوى الذي يهدد السلم الأهلي في ملاعبنا الوطنية؟ إن القضية تستدعي وقفة حقيقية يتحمل فيها الجميع مسؤوليته قبل فوات الأوان. بلا ما تزيد فيه.. هادوك راه غير دراري صغار. ما تنساش هاد القيامة اللي نايضة في «سوريا» راه كانوا سْبابها في اللول غير دراري صغار ديال «درعا». الله يهديك، واش أنت كتيق في «الجزيرة»؟ «سوريا» كانوا كيقلبوا ليها عْلى السبّة من شحال هادي. إيوا حتى حنا خاصنا نجمعوا ونطويوْ، راه كاينين اللي واقفين لينا على القرص. إن العنف الذي صرنا نراه بهذه الحدة في ملاعبنا لا يبحث عن مبرر كي يوجد، بمعنى أن هذا العنف الموجود ليس ردة فعل، وليس وسيلة لتحقيق غاية ما، بل صار العنف غاية في ذاته، أي «العنف من أجل العنف»، وأحيانا تحول إلى جزء من الإحتفال، أي تعبيرا عن الفرح، كما حدث في مباراة الرجاء والوداد الفاسي، حيث بدأت قلة قليلة جدا من جماهير فاس برمي دكة الرجاويين بالنار إحتفالا بهدفهم الأول، ربما الأمر أشبه بإطلاق النار في الهواء تعبيرا عن الفرح كما يحدث عند العرب البدويين، غير أننا في هذه الحالة نطلق النار على أنفسنا... بحال داك اللي كيخَدّم الديسك ديال بلال وكينوض يشطح عليه بزيزوار. والخوف كل الخوف من أن تكبر كرة الثلج في غفلة منا، فلا يمكن أن تشتعل حالة شغب في الملعب دون أن يتدخل رجال الأمن لإطفائها، ولا يمكن لرجال الأمن أن يفرقوا جمهورين غفيرين متشابكين دون أن يستعملوا القوة، ولا يمكنهم أن يستعملوا القوة دون أن يسقط ضحايا، ولا يمكن أن يسقط ضحايا على أيدي الأمن دون أن تتصل قناة «الجزيرة» بشهود عيان يتحولون مع الوقت إلى ناشطين ثم إلى متحدثين باسم التنسيقيات، وعندها لن يصدق أحدٌ أن ما حدث هو مجرد شغب معزول قام به مخربون قاصرون في ملعب كرة القدم، وسيعتقد إخوتنا في قطر بأن هؤلاء المخربين القاصرين ينتفضون من أجل المطالبة بالحرية والكرامة وإسقاط حكومة بنكيران، وهوما راه غير دراري ناشطين. أصاحبي، واش هاد الدراري ما عندهم والدين اللي يحكموهم؟ الوالدين مساكن مضاربين غير مع الزمان، راهم مقهورين. وملّي مقهورين علاش ما ينوضوش يدْويوْ على حقهم؟ هاد الشي اللي بْقا. واش حنا باغين نبرْدوا القضية وأنت باغي تجْمع علينا مجلس الأمن؟ نافذة الوالدين مساكن مضاربين غير مع الزمان