صادم ما أتى به الإطار الوطني فتحي جمال من تصريحات، ما أظنه لم يفكر أولا في توقيتها، ثانيا في مضمونها، وثالثا في تداعياتها·· دق فتحي جمال الكثير من أجراس الإنذار وهو يخبر بوجود نبثاث شيطانية، هاجسها الأوحد أن تحكم القبضة على الفريق الوطني، على صناع القرار بداخله·· بإيعاز من مصلحة ذاتية ضيقة·· لا أظنها تستحق حتى أن توزن مع مصلحة الوطن· وأحالني ما كان فتحي جمال شجاعا في فضحه في هذه الظرفية بالذات على كثير مما كنا قد تحدثنا عنه في أعقاب الخروج الصاغر لفريقنا الوطني من دورة غانا، فقد قلنا يومها أن محيط الأسود أصبح متعفنا، بل إن زواياه كلها باتت مسكونة من وسطاء وسماسرة ووكلاء لاعبين، بعضهم مستعد لأن يخطط لمؤامرات في سبيل أن ينتصر للاعبه أو لموكله·· وكنا نظن أن الجامعة ستلتقط في الحين ما كنا قد أرسلناه من إشارات قوية، وتبدأ رحلة التطهير إلى أن تصل إلى تحصين محيط الفريق الوطني من كل ما له طبيعة المزايدة أو الإبتزاز، خاصة بعد أن برع لغاية الأسف بعض اللاعبين الدوليين في تصميم خرجات صحفية موقوتة ومرتب لها بدقة، بهدف زعزعة عرين الأسود وفرض لغة >لوي< الذراع·· لا يهمنى إن كان فتحي جمال قد أكره على الخروج مذبوحا من الجحر، بعد الذي أصابه من هؤلاء الوسطاء والسماسرة من شظايا حارقة، ولكن ما يهمني أن ما وصفه فتحي جمال من تصريحات مسؤولة يجب أن يكون للجامعة موضوعا لتحقيق عميق، يفك كل الخيوط ويميط اللثام بشجاعة عن كل المتورطين في جناية زعزعة الفريق الوطني، بخاصة في هذه الظرفية الحرجة والدقيقة التي يحتاج فيها أسود الأطلس إلى عرين نظيف وإلى محيط نقي، بخاصة وأنهم مقبلون على مرحلة بالغة الحساسية، فمنافسة منتخبات مثل الكاميرون، الطوغو والغابون على بطاقة مونديالية وحيدة تحتاج إلى تعبئة جماعية، إلى جهد ملحمي، وإلى إقصاء كامل لكل النبتات الشيطانية التي يدسها بدهاء كبير وسطاء وسماسرة لقضاء مآرب شخصية على حساب الوطن· --------------- ما زلت عند رأيي أن الظفر في مجموعة >الموت< بتأشيرة الدخول إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، بقدر ما هو غير مستحيل في وجود منافسين أقوياء، فإنه مع ذلك يتطلب جهدا خرافيا، في تدبير المباريات بحسب توزعها الزمني·· ويتطلب أكثر من ذلك أن تتحدد بدقة المسؤوليات والمواقع والقدرة على التحرك عند حدوث كل طارئ·· ومسؤولية المكتب الجامعي في كل هذا مسؤولية كبيرة وجسيمة، ليس فقط لأنها تضعه أمام آخر إختبار، ولكن أيضا لأن هناك حاجة لأن يتحمل المكتب الجامعي مسؤولية أبعد بكثير من التي يرصدها لذاته··