هل قلت غذاة اعتذار منير الحمداوي عن مرافقة الفريق الوطني إلى الطوغو، أن على الجامعة معاقبته باستبعاده نهائيا من الفريق الوطني لطالما أنه تحجج بإصابة غير موجودة؟ هل قلت أن الحمداوي وجد لنفسه عذرا حتى لا يكون مع الأسود في موقعة لومي؟ هل شككت في وطنية منير الحمداوي؟ وهل أنا و>المنتخب< تحديدا نصفي حسابا قديما مع الحمداوي؟ وإن كان الأمر كذلك، فما هو هذا الحساب؟ وما الذي يجعلنا نضحي بمصلحة فريق وطني من أجل الإنتصار لنزوة شخصية؟ وجدت من الضروري أن أعيد طرح هذه الأسئلة·· وقد وجه قراء كثيرون إلي وإلى >المنتخب< عتابا ونقدا شديدين، فما خلص إليه أكثرهم وهم يقرؤون ما كتبته تعليقا على حدث سقوط إسم منير الحمداوي تحت إكراه الإصابة من لائحة الفريق الوطني المسافر إلى الطوغو·· وما حوته تصريحات للدكتور عبد الرزاق هيفي نقلت عنه بكل أمانة·· أننا أقمنا محكمة·· وجئنا بأدلة الإدانة، وأثبتنا التهمة على منير الحمداوي وطالبنا برأسه·· بإقصائه نهائيا من الفريق الوطني·· والحقيقة الظاهرة في كل الذي قدمناه، أننا إزاء ما لمسناه من تضارب في التصريحات، وإزاء ما بات يطبع عرين الأسود من تسيب ظاهر للعيان، قلنا بضرورة أن يفتح تحقيق في الموضوع، هاجسه الأول هو أن نطمئن فعليا إلى أن ما حال دون سفر الحمداوي مع الفريق هو إصابته التي قال أنها في الغضروف الداخلي للركبة، والتي لم تكن من قبل مثبثة في دفاتر الدكتور هيفتي·· وعندما نسأل الجامعة التحري عن الحقيقة كمبدإ جديد في معاملة كل مكونات الفريق الوطني، بالنظر إلى ثقل الأمانة وجسامة المسؤولية، فإننا لا نأتي بمنكر، ولا نرمي الحمداوي بأي تهمة، ثم وهذا هو الأهم لا نصفي أي حساب من أي نوع مع منير الحمداوي، فما ربطنا به على الدوام علاقة مهنية مطبوعة بالإحترام المتبادل وأبدا أبدا لا تقبل بإساءة الظن·· ووجدت في ثنايا العتاب الموجه إلي، والذي أقبل به نصا من دون أن أقبل بكثيره شكلا، أن هناك من إجتهد وأخطأ في ذلك، فربط بين موقفنا من غياب الحمداوي عن مباراة الطوغو، وغياب مروان الشماخ قبله عن مباراة الكاميرون·· وأكثر منه أتهمنا بأننا في التعاطي مع الحدثين كلنا بمكيالين·· كنا معا مروان الشماخ فعارضنا أن يرمى بتهمة التقصير، وقد جاء بسند قوي يعفيه من اللعب مصابا، و كنا ضد منير الحمداوي فأقمنا له محاكمة ضمير، إنتهت بإعلانه متهما بخيانة الأمانة·· أكثر من ذلك قيل أننا ونحن نكيل بمكيالين إنما ننتصر لمصلحة شخصية·· فنحن مع مروان الشماخ لأن لنا مصالحة عينية في وجوده باستمراره مع الأسود حتى لو كان مخطئا ومجحفا في حق الفريق الوطني، ونحن نقبل على مضض بوجود منير الحمداوي لأن من مصحلتنا أن يظل الشماخ وحيدا غير منافس على رسميته·· هراء ما كنت لأنزعج لو صاغه أناس عاديون يتوهمون فيصدقون كل ما يأتي في صورة وهم، فقد كان مؤسفا ومحزنا ومثيرا للتقزز أن يأتي به زملاء إعلاميون سولت لهم نفوسهم المريضة وجماحهم غير المكبوحة، وفكرهم غير المروض بأن يعقدوا مقارنات ومقابلات وتناظرات لا أساس منطقي لها·· وقد ضربوا بذلك أخلاقيات المهنة وأدبيات الإعلام المصداقي، فأساؤوا الظن أولا ثم أوهموا بعض من يقرؤنهم أنهم يحققون فتحا إعلاميا ثانيا، وضللوا أنفسهم قبل أن يضللوا الآخرين ثالثا· بالقطع لا شيء يجبرني على تقديم الإعتذار لمنير الحمداوي وللقارئ، فأنا موقن لدرجة اليقين الذي يذهب الشك، أنني ما أخطأت في حق الحمداوي ولا في حق الدكتور هيفتي ولا في حق قارئ أحمد الله أنني لم أكذب ولم أضحك عليه يوما·· لن أعتذر ليس لأنني منكر أن أتي بخطأ فجل من لا يخطئ·· ولكن لن أعتذر لمجرد أن البعض يريد مني ذلك، والحمداوي الذي ينصب البعض نفسه اليوم للدفاع عنه في قضية مفتعلة لا سند أدبي و قانوني لها، يعرف جيدا أننا كنا السباقين إلى إكتشافه وتقديمه لعموم القراء المغاربة ولكل الناخبين الذين تعاقبوا على الفريق الوطني، فقد تحدثنا عنه وبعض الذين نصبوا أنفسهم حماة لكرامته·· كانوا في مرحلة الحبو·· يرضعون إعلاميا من ثدي فاسد، فلا أستغرب اليوم أن تكون لهم أظافر من خشب وعيارات من مطاط ومقاعد في أقسام السفسطة·· إن المصلحة الوحيدة التي تحارب >المنتخب< من أجلها بشرف وبضراوة أيضا هي أن يكون الفريق الوطني قويا، متماسكا ومعافي، هذا فقط·· ومن أجل ذلك نقاتل غير عابئين بخفافيش الظلام ولا بمفتعلي الأزمة ولا بالذين يتمادون في النباح والسفينة أمامهم تسير وتسير·· صدقا أتمنى أن أكون بكل الذي سقته من أدلة قاطعة وبراهين دامغة، قد طويت صفحة الحمداوي، لأن ما ينتظرنا آنيا من مبارتين حاسميتين أمام الغابون والكاميرون وما ينتظرنا في المستقبل القريب من تعبئة جماعية لإعادة تقويم المشهد الكروي المغربي وعلى قمته فريقنا الوطني، يحتاج إلى فكر صاف وعقل وازن ومناخ صحي، يحتاج إلى ما ينتصر للمنفعة العامة و إلى ما يذهب عنا ذاك الزبد الذي لا ينفع الناس· والله من وراء القصد وعيدكم مبارك سعيد··