إفريقيا الحمقاء قولوا بصراحة أن كأس إفريقيا 2012 بدأت حمقاء بخروج أعتد المنتخبات الإفريقية من الإقصائيات كمصر حاملة اللقب (7 مرات) والكامرون (4 مرات) ونيجيريا (مرتان). وحمقاء هذه الكأس التي أخرجت غانا حاملة اللقب (4 مرات) من دور نصف النهائي كما هي حمقاء أن تخرج الكوت ديفوار من دائرة العمالقة كأقوى منتخب بالنهائي الدرامي.. لكن الحماقة الأولى إنطلقت من شعلة السينغال الأقوى أسطولا وجاهزية وهو تخرج مدلولة بالإستهانة وبلا فوز معنوي في دور المجموعات، وأكثر حماقة هي التي أهلت غينيا الإستوائية بمنتخب مغمور من كل الجنسيات في ظرف شهر من تجميعه لتصل إلى دور ربع النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركاتها، والحماقة الأخرى هي خروج المغرب بأسطوله الإحترافي في سابقة خسارتين متتاليتين رغم أن إشكال الجاهزية والإختيارات المعاقة كان سببا طبيعيا في الإقصاء والحماقة الإضافية هي أن تخرج المنتخبات العربية بالكامل من الأدوار الموالية وأكثرها جرأة منتخب تونس برعيله المحلي والإحترافي كأقوى منتخب في الجاهزية مع أنه تأهل إلى النهائيات بهدية تشاد، والحماقة الأكثر شيوعا هي خروج غانا بلا ميدالية وهي التي كانت أقرب إلى النهائي بأسطولها الإحترافي الكبير، والحماقة الأخيرة هي أن تسرق زامبيا لقب الدورة بالحظ والقتالية وإرادة النصر.. ومن كان يقول أن زامبيا فازت باللقب لأنها مثلث الفريق المتجانس بمحلييه ولفيف من المحترفين، فهو خاطئ، لأن زامبيا في مشوارها البطولي ربحت مسار المجموعات بعناية إبطال مفعول السينغال المتهاونة في أول انطلاقة يعرف الجميع قيمتها الدلالية في التنقيط مثلما حصل لخسارة المغرب أمام تونس، تم ربحث زامبيا خصمها السوداني بمحلييه بحصة ثقيلة كذروة أخرى في الحماقة التي يهلل بها البعض بقيمة مفعول المحليين السودانيين (المريخ والهلال فقط)، مع أن أعراف الكرة المصرية المتوجة انطلقت من الأهلي والزمالك كقاعدة، ومع ذلك فشلت الكرة السودانية المتعروفة بالأندية المذكورة والحاضرة دائما في عصبة أبطال إفريقيا، ثم عادت زامبيا إلى الواجهة لتفوز على غانا في أغرب اللقاءات التي أهدر فيها غانا سيل الفرص الكبيرة والتي لو تم حسمها بالشكل الإيجابي لخرجت زامبيا مهزومة بحصص كبيرة، ثم عاد الحظ ليبتسم لها في حماقة النهائي بفوز إرادي بالضربات بعد أن خانت رهانات الحظ الإيفواري في مناسبات ممطرة من الفرص كان أقواها ضريبة دروغبا حين أضاع الجزاء الممنوع ضياعه في مثل ظروف 20 دقيقة من عمر النهائيات. فلا المحلية ولا الإحتراف معا نجحا في النهائيات، فقط نجح الحظ والقتالية مع زامبيا برعيل أقول عنه مزيج من محليي البطولة ومحترفون من أوروبا وجنوب إفريقيا والصين وروسيا والسودان والكونغو الديمقراطية.. ونجحت القراءات المختصة للخصوم حتى في عز ضياع سيل من الفرص التي لا تهدر، لكن زامبيا هي من نجحت في استثمار الفرص النادرة مع أنها تلعب استراتيجية الدفاع والنجاعة الإيجابية في المرتدات ونجحت بقوة الحظ الذي غاب عن قدرات غانا والكوت ديفوار وتونس والمغرب. ومن يقول أن المحترفين لم يقدموا الوصفة السحرية لمنتخباتهم فهو خاطئ، فباستثناء السينغال التي أضعفت نفسها بالإستهانة قدمت مالي نسخة فريدة من نوعها كمنتخب بنائي من المحترفين وانتزع الميدالية الفضية على حساب غانا المهزوزة نفسيا من هزيمة النصف أمام زامبيا، كما عللت الكوت ديفوار هيبتها الإحترافية الصلبة طيلة المسار بدفاع إسمنتي وهجوم ناري أريد له أن يكون سيء الحظ في النهاية، ولو فازت الكوت ديفوار لكان هناك كلام آخر لكبار المحللين في القنوات المغربية والفضائية، وقالوا بأن محترفي الكوت ديفوار هم الأقوى في غياب محلييه المطلق وغياب نجوم أسيك أبيدجان وأفريكا سبور كمدرستين قائمتي الذات في عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف. طبعا هي نهائيات حمقاء انطلقت بغياب أعتد المنتخبات وانتهت حمقاء بدخول زامبيا كبطلة لأول مرة في التاريخ وبخروج صاعق لعيارات السينغال وتونس والمغرب وغانا والكوت ديفوار وبتوازنات بشرية بين صراحة الإحتراف والمحلية الأصلية من تونس، فكيف إذن نخلص إلى تقييم المحلية والإحتراف من هذا الكشكول مع أن غانا والكوت ديفوار ذهبا بعيدا من تونس والمغرب والسينغال؟ وكيف نرى البطل الزامبي بذات مؤشراته الذاتية مع منتخب أوروبي محترف، هل يحضر بذات النغمة الجماعية؟ وهل سيفوز بذات منطق نهاية كأس إفريقيا؟ وبكم سيخسر مع منتخب أوروبي يخلق الفرص ليسجل أقلياتها بالتركيز المطلق؟ واحكموا على زامبيا إن هي تأهلت لكأس العالم المقبلة؟ مع أن الفارق يختلف بين الكأس الإفريقية والكأس العالمية.. ومع ذلك أهنئ زامبيا من كل قلبي لأنها غيرت خريطة الألقاب الإفريقية، ومنحتنا هدفا استراتيجيا مبررا في القتالية وروح الوطن وروح الملعب وروح الجماعة حتى ولو كان محظوظا في فوزه النهائي وبالحظ الذي نحلم به دائما كمغاربة في منطق الكرة داخل الفريق الوطني الذي يهدر الفرص مثل غانا والكوت ديفوار ومن يهدر سيوله يخسر دائما بالمرتد. في النهاية لا أرى منطقا عاما يجازي المحليين في صورة البناء القاعدي للمنتخبات وأبرزها خرج مبكرا، فما بالك أن نصنع نحن منتخبا من البطولة كقاعدة يغيب فيها رجال الدولية بامتياز الكفاءة العالية.. وحتى إن صنعنا منتخبا محليا، فعليه أن يتأهل لكأس إفريقيا للمحليين ويفوز بها مثل تونس ووقتها يمكن أن نراهن على النواة الحقيقية لرجال المرحلة مدعمين بالجودة الإحترافية، ومع ذلك فتونس التي امتلكت هذه الصفة لم تذهب بعيدا في النهائيات في أقوى الحماقات الإضافية والصح والمعقول أراه في الكوت ديفوار ومصر المختصة في جودة محلييها أكثر بكثير من تونس والمغرب.