توجه المغاربة إلى الله بالشكر عقب انتهاء الجولة الأولى من البطولة الوطنية دون خسائر في الأرواح والممتلكات فلم تتناقل وكالات الأنباء كالعادة وقوع حوادث شغب في أي من الملاعب الرياضية، وخاب حدس المتشائمين الذين توقعوا أن تتحالف الأزمة الإقتصادية مع الترمضينة وتجعل الواحد في التيران شوكتو واقفة، باغي غير مْعامن يودّن عليها المُغْرُب هو وْياه في الكوميسارية· الله ستر، ولم يحصل شيء· - مزيان أسيدي، النهار اللول يموت الشغب· - بلاتي صبر شوية، الشغب عندو سبع ارواح· ربما لأنها البداية فقط، حيث الدهشة ما زالت تسيطر على المشاغبين أو - كما يسميهم الصحفيون اللي ما باغين صداع - الفئة المحسوبة على جماهير الفرق· فنحن ما زلنا في بداية الموسم، والمشاغب لا يمكن أن يثير الفوضى في أول حضور له لأنه يكون في مرحلة جس النبض ومراقبة الوضع أولا، بحال هاداك التلميذ المشاغب في النهار اللول ديال الدخول المدرسي ماكيديرش الصداع، كيدخل حادر ودنيه كيبقى يشوف حتى يقلقل الأستاذ بعدا· وهذا يعني أن احتمال حدوث أعمال شغب في الدورات القادمة وارد جدا، ما لم تتم معالجة الأسباب التي فجرتها في الموسم الماضي· - ما متافقش معاك، دابا بنادم راه عارف بلي حنا داخلين هاد العام للاحتراف· - وندخلو بعدا غير لشي تيرانات مزيانين هي اللُّوْلا· بعض من الناس يعتقدون أن وضعية الملاعب الوطنية البئيسة تساهم في تغذية الشغب· فالمدرجات المليئة بالأوساخ والمهددة بالإنهيار في أية لحظة تؤثر سلبا على نفسيات المتفرجين الجالسين بها وتجعلهم كاعيين على سبّة··· لأن بؤس المدرجات يؤدي حتما إلى عدم شعور المتفرجين بالأمان مما يؤدي بهم إلى إثارة الفوضى· ومعروف أن نفسية الإنسان تتأثر بنوعية الكرسي الذي يجلس عليه· فشعوره حين يكون جالسا مثلا على كرسي وتير بمسرح فخم ومكيف ليس هو نفسه حين يجلس على كرسي مهرس في طوبيس ما عندوش الجاج·· وهكذا فإن المدرجات المحترمة تجعل المشجعين يشعرون بالدفء ويحسون بالسكينة فيتابعون المباراة في هدوء وما عمرهم يكفرو في الصداع· ولكن إيلا كان بنادم تسعين دقيقة و هو كيتفرج من فوق شجرة، راه باينة ملي يسالي الماتش غادي ينزل يضرب بالحجر· فإذا كان المشجعون في أوروبا يأتون إلى الملعب في كامل أناقتهم، يرتدون أجمل ملابسهم وكأنهم مدعوون إلى سهرة راقية، فلأنهم يعرفون أنهم سيجدون في المدرجات كراسي نظيفة وأنيقة تليق بهندامهم، أما عندنا، فالرجل لا ينتبه إلى ما يرتديه وهو في طريقه إلى الملعب حتى تنبهه زوجته صارخة: - واناري يا الراجل، واش انت تسطيتي؟ غادي للتيران بالسروال الجديد؟ آه الله يعطيني ما ناكل، نسيت· عطيني هاداك السروال اللي طاير عليه جافيل· يذهب المغاربة إلى الملعب وهم خائفون من أن يعودوا بسراويل ممزقة، حيت إلا ما شدكش مسمار مع الكلسة في التريبين، غادي يشدك مخزني مع الخرجة في الباب· المهم صدفة تطير وما تمشيش فالت· فالمدرجات بوضعيتها المثيرة للبكاء لا تشجع المتفرجين على الجلوس بهدوء·· وملي الواحد ماكيكونش مرتاح في الكلسة ديالو راه كيبقى غير يتْگَلْيَط·· مرة واقف مرة جالس· - اجلس اجلس الله يرحم والديك·· علاش دارو لينا هاد الكراسا؟ باش نْفَلْقُو بيهم لاربيط· -------------- واندخلو بعدا غير لشي تيرانات مزاينين هي اللولا عاد ندخلو للإحتراف·