رونالدو.. لعبت جيدا ولكن.. إختلفت الأسباب والمسببات التي جعلت ريال مدريد يتلقى صفعة قوية ويتلقى خسارة مذلة داخل معقله بالبيرنابو، خسارة جاءت لتنضاف إلى سلسة الهزائم التاريخية التي مني بها الفريق الأبيض أمام جماهيره في السنوات الأخيرة، ومرة أخرى أظهر برشلونة أنه أفضل فريق في الوقت الراهن، وأن هذا الجيل يسطر صفحات خالدة مكتوبة من ذهب في سجلات الفريق الكطلاني.. والواقع أن الكثيرين إعتقدوا أنه بإمكان الريال أن يفك عقدة برشلونة في هذه المباراة حيث أظهر شخصية قوية ومغايرة هذا الموسم، كما أن برشلونة وجد في المباريات الأخيرة بعض الصعوبات، لذلك خطط مورينيو ووضع الأسلحة التي يملك من أجل القضاء على هذا الكابوس الذي أفقده النوم وجعل الشيب يجتاح شعره، كابوس اسمه برشلونة وعنوانه ميسي، بل إن العديد من التقنيين كانوا يروا أيضا أنه آن الأوان ليفوز الريال على غريمه التقليدي برشلونة.. لكن مجددا فشل الريال في الإختبار الصريح وانحنى لاعبوه لسلطان الكطلانيين في مباراة كانت نسخة كاربونية للمباريات السابقة، وكأني بلاعبي الريال ما زالوا لم يهضموا دروس البارشا، والظاهر أنه كتب على لاعبي الريال أن يعيشوا نفس الكوابيس وأن يسقطوا في نفس الأخطاء التقنية والنفسية، أن ينهاروا أمام النجوم الكطلانية، من صلابة بويول وبوسكيتس وأبيدال وبيكي إلى ذكاء كزافي وإينييستا وفابريغاس وألفيس ووصولا بمواهب ميسي وسانشيز، هذه الأسماء أصبحت تشكل بعبعا مخيفا وكابوسا مزعجا للريال، طبعا دون استثناء مهندس هذه الإنتصارات المدرب غوارديولا. لقد أكد برشلونة أن الكرة الجميلة والساحرة لن تموت وأنها عنوان النجاح مهما قيل حول ما باتت تعتمد عليه الكرة الحديثة من طقوس تكتيكية صارمة، هذه الطقوس التي لم تنل من لاعبي البارصا ومن المواهب التي يتمتعون بها، لذلك لم يعد هناك من لغز حول الإنتصارات التي يحقق الفريق الكطلاني على غريمه المدريدي سوى أنه الأفضل والأقوى، والأهم من ذلك أنه الأذكى. وعندما نذكر الذكاء سيحضر أمامنا الحوار المباشر بين مورينيو وغوارديولا ثم ميسي ورونالدو، لذلك اعتبرت هذه الأطراف أحد أهم مفاتيح الإنتصارات، حيث لم يجد مورينيو هذه المرة بدا من الإعتراف بقوة برشلونة على فريقه، مورينيو عندما أعاد الخسارة للحظ فذاك يعني أن كل المبررات قد نفذت، وهو الذي عودنا أن يجعل من الحكام شماعة لتعليق إخفاقاته المتكررة مع برشلونة، لقد تقزم مروينيو في البيرنابو وأمام جماهيره ولم يجد الكلمات ولا الحركات الإستفزازية التي عودنا بها في دكة الإحتياط، بل بدا وكما وصفته جريدة «ليكيب» الفرنسية مشتتا وزائغ النظرات. قد لا يتحمل مورينيو جزءا كبيرا من الخسارة لأن أكبر الخاسرين كان هوا رونالدو، (النجم) الذي يأفل نجمه في اليوم الكبير، لقد جيء برونالدو بالملايير من أجل إنهاء كابوس اسمه برشلونة، من أجل الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا الذي غاب عن خزانة الريال طويلا، لكن لا شيء حدث، إذ يكتفي بالتألق أمام الأندية الإسبانية الصغيرة ويتفنن في دك شباكها، لذلك فرونالدو يفقد شخصية اللاعب القائد في المنافسات الوازنة والمباريات القوية مثلما يفعل النجم الآخر ميسي في برشلونة، وقد أكدت هذه المباراة أن الفتى الأرجنتيني هو أفضل بكثير من منافسة رونالدو، ذلك أن الأرقام والإنجازات سواء الشخصية أو الجماعية تتحدث عن نفسها. لقد خذل رونالدو مجددا جماهير ومسؤولي الريال وكذلك مورينيو، الكل علق آمالا كبير على هذا اللاعب وهو الذي ضيعت أنانيته هدفا ثانيا لو سجل كان من شأنه أن ينهي المباراة أو تعقد من مأموريته لو أنه مرر الكرة إلى زميله دي ماريا، لذلك سيطوي رونالدو مجددا هذه المباراة بخيبة أمل وفشل ذريع وبانتقادات واستهجان من جمهور الريال لينتظر فرقا أخرى مغمورة في الليغا ويتراقص بدفاعتها ويهز شباكها، أما بعد نكبة برشلونة فكما عودنا ستكون إجابته، لعبت جيدا ولكن ...