مطلوب حارس للأسود لم يكن أشد المتشائمين من الجمهور المغربي ينتظر اليوم الذي سيأتي ليجعلنا نضع علامات إستفهام حول الحارس الذي سيحرس مرمى المنتخب المغربي في نهائيات كأس أمم إفريقيا التي ستنظم بداية من مطلع السنة القادمة، نعم فلحد كتابة هذه السطور ما زالت الشكوك تحوم حول الحارس الأساسي الذي سيتحمل هذا العبء، بل إن الشكوك تتعدى ذلك لمعرفة من هم الحراس الثلاثة الذين سيضعهم المدرب إيريك غيرتس في اللائحة النهائية. لقد وضعت إصابة نادر لمياغري المنتخب المغربي في مأزق حقيقي، حيث كان الأسود يعولون على تجربة هذا الحارس الذي بلغ مرحلة من النضج الكبير وأدخل بأدائه ومستواه الإطمئنان إلى نفوس الجمهور المغربي بعد أن عانى المنتخب المغربي من غياب الإستقرار على مستوى الحراسة، بدليل أن مجموعة من الأسماء تعاقبت على هذا الدور، لكن دون أن ينجح واحد منهم في الحفاظ على رسميته لفترة طويلة قبل أن يطلع نادر لمياغري الذي سد هذه الفراغ الذي اشتكى منه جل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الأسود في السنوات الأخيرة. تاريخ الكرة المغربية يقول أنه لم يسبق لها أن عاشت هذه الوضعية قبل النهائيات الإفريقية، إذ غالبا ما كنا نعرف على الأقل الحارس الذي ستسند له مهمة حراسة المرمى كأساسي قبل شهور من انطلاق النهائيات الإفريقية، لكننا اليوم نحن مجبرون على الإنتظار من أجل التعرف على الفرسان الثلاثة من الحراس الذين سيضعهم إيريك غيرتس في لائحته.. والواقع أن اختيار الحراس سيكون صعبا على غيرتس، ليس لفرط تواجد عدة حراس متألقين، لأنه عادة ما يحتار المدرب عندما يكون أمامه عدة حراس جيدين وبإمكانيات عالية، يحتار أيضا عندما يجد أمامه حراسا لهم نفس المستوى الجيد ومؤهلون ليحملوا صفة الرسمية في المباريات، لكن حيرة إيريك غيرتس هنا لا تشبه هؤلاء المدربين المحظوظين، فعندما قلَب أوراق الحراس من أجل إيجاد البديل لنادر لمياغري والذي سيضطلع بمهام حراسة مرمى الأسود في النهائيات الإفريقية، وجد أن هذه الأوراق خالية من أي إسم يحمل المواصفات التي تؤهله لتحمل هذه المسؤولية الجسيمة. بحث إيريك غيرتس في أجندته التي تحمل أسماء اللاعبين المحترفين فلم يجد ما يقنعه بوجود حراس تنقصهم الخبرة والتجربة الإفريقيتين، وعندما صوب راداره إلى البطولة الوطنية علَه يجد هذا الطائر الناذر وجد نفسه أمام أسماء من الحراس بمستوى لا يتعدى حدود البطولة. هي حقيقة مُرة وليس تنقيصا من حراسنا المغاربة الذين ربما هم أول من يدفع ثمن تراجع مستوى البطولة التي عجزت عن إنجاب حراس من الطراز الرفيع، رغم أن هذه البطولة في الواقع بريئة من هذا التراجع، لأنها وقبل سنوات دقت ناقوس الخطر وقدمت عدة إشارات أن الكرة المغربية تعيش أزمة حراس حقيقية، لأن الأندية والقائمين على الشأن الكروي المغربي لم يأبهوا لهذا الإشكال الذي بدأ يكبر مع توالي السنوات، لم يأبهوا إلى أن عدم استقرار مرمى المنتخب المغربي في السنوات الأخيرة، دليل أن هناك تراجعا على مستوى إنجاب الحراس، ودليل إلى أنه مطالب بوضع مخطط يرمي إلى تكوين الحراس بدل الإعتماد على الخزان التي تتوفر عليها الكرة المغربية حاليا والحراس الذين يتألقون عبر الفطرة، لكن ليس دائما ما تسلم الجرة، لأن الكرة المغربية اليوم تؤدي فاتورة قلة الإهتمام بتكوين الحراس سواء في النوادي أو على مستوى المنتخبات، والدليل أنه أتى اليوم الذي وجد فيه مدرب المنتخب المغربي نفسه يبحث عبثا عن حارس يحمل مواصفات الدولية والقدرة على لعب هذا الدور في منافسة قوية من طينة كأس أمم إفريقيا، الكرة المغربية التي تغنت بإنجاب العديد من الحراس العالميين أصبحت اليوم ومع الأسف تصرخ بصوت عالي «مطلوب حارس للأسود».